|


أحمد الحامد⁩
مقاييس
2019-06-16
صورة أُرفقت بقصة أظن أنها واقعية، أنقل لكم القصة من "تويتر" ويظهر بها الملياردير بيل جيتس ومذيعة تلفزيونية، تسأله المذيعة ماهو سر نجاحك؟ فأعطاها شيكاً من دفتر شيكاته الذي يحمله وبه توقيعه وقال لها: اكتبي المبلغ الذي تريدينه، استغربت المذيعة وأجابت: أنا لا أقصد هذا ياسيدي.
ثم طرحت عليه السؤال بطريقة أخرى، فأجاب بنفس الطريقة وعرض عليها الشيك مرة أخرى فرفضت أن تأخذه، فمزق بيل جيتس الشيك وقال لها: سر نجاحي هو أنني لا أضيع الفرص كما فعلت أنت الآن، كان من الممكن أن تكوني أغنى مذيعة في العالم، فكرت المذيعة وسألته هل من الممكن أن تعاد الحلقة؟ فأجابها: لا مشكلة ولكن الفرصة لن تعاد مرة أخرى.
القصة رمزية، قد تكون واقعية وقد لا تكون، مفادها أن الإنسان يجب ألا يضيع الفرص وأن يكون يقظاً دائماً، لاحظت في السنوات الأخيرة أن أمثلة النجاح تضرب فقط بالأغنياء، والأغنياء الذين على مستوى بيل جيتس المالي قد لا يتجاوزون الواحد بالمئة من سكان العالم.
ربط النجاح بحجم الثروة، وضرب الأمثلة دائماً بالأثرياء فيه انتقاص لتجارب عظيمة لأناس ليسوا أغنياء لكنهم عظماء، تحقيق النجاح له ألف باب وألف طريق، قد تكون تجربة الذي حقق ثروته عن طريق صعود السلم بها الكثير من الفائدة، لكن الفوائد أيضاً موجودة في تجارب مختلفة لم يسع أصحابها إلى تحقيق الثراء المالي، بل حققوا الثراء المعرفي أو الاجتماعي.
قبل عدة أشهر شاهدت جزءًا من لقاء تلفزيوني لجاك ما، مؤسس الموقع الإلكتروني التجاري "علي بابا" وصلني المقطع عبر الواتساب، ثم رأيته على مواقع التواصل الاجتماعي، كان جاك يعطي بعض النصائح والطرق التي يرى أنها ضرورية في طريق النجاح، قد تكون نصائحه مفيدة جداً وتناسب البعض لكنها لا تناسب الجميع.
قبل أسبوع قرأت خبراً يتحدث عن شكوى بعض الموظفين في شركة "علي بابا" على ساعات العمل الطويلة وإجازة اليوم الواحد، النجاح موجود لدى الكثير من الناس في هذا العالم، وعلى الإنسان أن يسعى لتحقيق "بحبوحة" مالية لا أن يضع ثروة بيل جيتس أو جاك ما هي المعيار لنجاحه أو لنجاح الأفراد من حوله، الفقير إذا انتشل نفسه من الفقر هو ناجح، والموظف الذي استطاع أن يحقق مصادر دخل جديدة ناجح أيضاً، مقاييس النجاح لها عدة طرق وموازين، لكنها لا ترتبط نهائياً بحجم الثروة ولا بالمال أحياناً.