|


أحمد الحامد⁩
دراسة تحتاج إلى دراسة
2019-06-24
الدراسات لا تتوقف، ومنذ أن تم ربط قارات العالم بالإنترنت ونحن نستقبل عشرات الدراسات كل يوم، هذه الكثافة أفقدت الدراسات بعض "هيبتها"، والقارئ في الماضي كان يصدق المنشور بمجرد أن تسبقه كلمة دراسة، خصوصاً إذا ما كانت أمريكية أو أوروبية.
أما اليوم فأصبح يدقق في المحتوى وجدواه بغض النظر عن المصدر، بعض الأفراد وجدوا في تأسيس مراكز دراسات فرصة للحصول على مسمى "تايتل" يظهرون خلاله على الشاشات لتحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والرياضية، رغم أن مركز دراساتهم لم يصدر أي دراسة.
بين يدي عدة دراسات عن المرأة، ورغم أن مصدرها جامعات معروفة إلا أنها مثيرة للخلاف، دراسة من جامعة فالنسيا الإسبانية تقول إن المرأة الجميلة خطر على صحة الإنسان، وإن بقاء الرجل مع امرأة جميلة وجذابة لمدة خمس دقائق "قد" يؤدي إلى ارتفاع معدل الكورتيزول في الدم، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر والإجهاد في الجسم، وأضافت الدراسة أنه قد يتسبب في أمراض القلب والسكري وارتفاع الدم. أعتقد أن وراء هذه الدراسة امرأة غير جميلة، واختصار الدراسة يقول إن بعض الرجال عندما يلتقون بامرأة جميلة "يتخسبقون" ويرتبكون وهذه حقيقة عند بعضهم، دراسة ثانية مصدرها كما هو منشور من الجمعية الأمريكية للقلب، وأعتقد أنها دراسة حقيقية، أوضحت الدراسة أن الزوجة الكتومة معرضة للموت بنسبة 4 مرات أكثر من الزوجة النكدية، لأنها تقوم بكبت طاقة الغضب والحزن والمشاعر السلبية وتفضل الصمت على النقاش، على عكس الزوجة النكدية التي تناقشك حتى الصباح وتلاحقك باتصالاتها حتى لو خرجت هارباً من البيت، دراسة ثالثة متأكد أن من كتبتها امرأة سمينة رغم أنها صادرة من بيتسبرج الأمريكية حسب ما هو منشور، تقول إن المرأة النحيفة أكثر ذكاءً من السمينة.. يا عيني على الدراسة، على ذلك هل يتراجع ذكاء السمينة إذا عملت ريجيم وأصبحت نحيفة!؟ لا شك أن هناك دراسات حقيقية تقف خلفها مؤسسات علمية موثوقة وتكلفها الملايين، لكن ذلك لا يعني أن الكثير من الدراسات أيضاً غير حقيقية، في الإعلام أيضاً هناك دراسات واستبيانات غير صحيحة، خصوصاً تلك التي تعلن عن الأكثر مشاهدة والأكثر قراءة، أحد الزملاء كان مديراً لمؤسسة إعلامية عندما قال له أحد أصحاب الاستبيانات والدراسات: ادفع تطلع الأول.