|


أحمد الحامد⁩
ميادة ورباب
2019-06-30
نجحت ميادة الحناوي منذ بداياتها عندما غنت من تأليف وألحان بليغ حمدي أنا بعشقك والحب اللي كان، أضاف فاروق سلامة أيضاً بصمته في لحن نعمة النسيان الرائع، هذه الأعمال كانت كفيلة بأن تصنف كمغنية على مستوى الوطن العربي وكمطربة "صف أول"، وأن تسجل اسمها ضمن أبرز الأسماء الغنائية في تاريخ الأغنية العربية.
منذ أن عرفنا الإذاعة والتلفزيون، مروراً بالإسطوانات وأشرطة الكاسيت، بعد رحيل بليغ حمدي تغيرت المعادلة ليست في نجومية وجمالية صوت ميادة، بل في ما قدمته من أعمال غنائية بعد بليغ، ميادة لم تعد ميادة، وبالرغم من تقديمها عشرات الأعمال بعد بليغ، إلا أن أجمل أعمالها مازالت هي الأعمال التي قدمتها مع بليغ الذي رحل عام 1993، كان الصعود سريعاً لأن هناك من كان يدفعها نحو الصعود، الواضح جداً الآن أن ميادة نجحت كمؤدية رائعة وافق وقت ظهورها وجود بليغ، والواضح أيضاً أنها ليست مطربة بمواصفات وردة الجزائرية التي استطاعت أن تنجح مع الجيل الذي قبل وبعد بليغ، لأن وردة كانت تستطيع أن تختار بصورة أفضل، وهذه الميزة لو كانت لدى ميادة لكانت مياده إلى اليوم هي ميادة.
في بداية الثمانينيات، استمع سكان الخليج العربي إلى صوت عذب شجي، فيه الرقة والقوة، صاحبة الصوت هي رباب، منذ ذلك الوقت إلى غاية يومنا هذا لم يظهر في الخليج أي صوت نسائي بهذه المواصفات، غنت رباب أجمل أغانيها من ألحان خالد الزايد، منها هذاك أول وأصفق عليك ووين الصبر وحبايبنا ولا تستغرب، وأعمال أخرى مع ملحنين آخرين في فترة وجود ملحنين كانت نجوميتهم في الثمانينيات، بعد العام 90 لم تعد رباب هي رباب، كانت أعمالها أقل تأثيراً من أغاني الثمانينيات وبفارق واضح رغم إصدارها عدة ألبومات، ورغم ظروفها الاجتماعية والصحية التي قد يكون لها دور، إلا أنها تعاونت مع ملحنين وكتاب أغنية حققوا نجاحات في التسعينيات، لكنهم لم يحققوها مع رباب، رباب في الثمانينيات كان هناك من يختار ويصنع لها أغنيتها كما كان يفعل بليغ لميادة، المطرب لا يكفيه جمال صوته، يحتاج دائماً إلى موهبة إضافية، هي موهبة الاختيار الصحيح لما يغنيه، خصوصاً بعد أن تحكم الظروف بأن يبعد عن رفاق النجاح.