|


أحمد الحامد⁩
زمان أيامنا والملح
2019-07-03
ـ العيش والملح.. هما من أبقيا حبل الوصل ممدودًا رغم كل السكاكين التي شحذتها الأيام وتصاريف الإنسان، بعد أن طار الحب الرابط بين زوج وزوجته، وبعد أن تيقنا أن روحيهما تجلسان على مقاعد متباعدة في قطار العمر، رغم ذلك لا ينزل أحدهما في محطة قادمة، لا حباً ولا رغبة في تكملة الرحلة...
بل من أجل العيش والملح، والعيش والملح هما من كتبا العنوان الأعمق للصداقة، الأصدقاء الذين بنى الخلاف جداراً سميكاً بينهما وأوضحت السنوات مدى الفارق في العقل وفي النوايا وفي كل شيء، بقي أحدهما يقفز فوق الجدار معاكساً كل قناعاته متحملاً كل التعب ومتغافلاً كل الجروح ليصل إلى صديقه رغم ثقل ووعورة الطريق.. لا طمعاً ولا اعتذاراً ولا إيماناً بأصالة صاحبه ولكن... من أجل العيش والملح.
أنا ما جيتك أبي رجعه
ولا جيتك أدور صلح
أنا جيتك لأجل خاطر
زمان أيامنا والملح!!
"عبد الله الأسمري"
ـ حفظ العيش والملح لا علاقة له بالوفاء للمقابل، فقد لا يكون للمقابل ما يدعو للوفاء له، بل بالوفاء لنفسك واحترامها، حفظ العيش والملح لا علاقة له بحسابات "الصح والخطأ"، هو يقفز فوق كل الحقيقة الواضحة بسوء السيئ وغبائه وحماقاته، أنت لا تتمسك بصديق قديم.. أنت تتمسك بصفاء روحك، دافع يقفز بك فوق كل التواريخ والمشاهد.. من أجل العيش والملح.
ما عاد له نفس عشان يصارحك
قفل مواضيع تضيق صدره
من يوم شاف الحزن في ملامحك
والكون في عينك مبين صغره
والهم ساري من تحت جوانحك
بكى لك بدمعة لآخر قطرة
لا تعتذر لا تعتذر نسامحك
ما هو عشانك.. عشان العشرة
"تركي آل الشيخ"