|


هيا الغامدي
نهائي كوبا «البعبع» و«أبو خمسة»
2019-07-04
أن تصل متأخرًا خيرًا من ألا تصل، بهذه العقلية وصل منتخب البيرو القادم من الصفوف الخلفية للمباراة الختامية؛ من منا توقع وصول فريق تأهل من دور المجموعات بشق الأنفس، بيرو فجر أقوى المفاجآت بهذه النسخة “ولو علم أصحاب المفاجآت عن عمق أثرها بنفوسنا لأقسموا على إعادتها مرارًا وتكرارًا” هذا هو لسان حال 30 مليون مواطن في البيرو بعد نجاح منتخبهم بإدهاش العالم..
فكم كان الزمان شحيحًا معهم الـ40 سنة الماضية، ومن بعد خماسية البرازيل استبعدنا وصولهم لما هو أبعد لكن البدايات خداعة غالبًا والأهم الرغبة والإصرار. منتخب البيرو لديه قدرة كبيرة على التحدي وثقة بالنفس وهارموني ولديه كيمياء إيجابية وجرينتا، وقوة شبابية وبدنية وسرعة ولياقة عالية وبحق أثبت صدق مقولة “الضربة التي لا تميتك “تقويك”، منتخب لديه قدرة على التحول الدفاعي الهجومي بسرعة عالية.
لا أعرف كيف تبادر لذهني منتخبنا بكأس آسيا 2000عندما لعبنا أمام اليابان وانهزمنا 4ـ1 لم نستسلم وواصلنا بقوة وتحدٍّ للمباراة الأخيرة التي خسرناها أمام نفس المنتخب 1ـ0.
فهل تحتاج البيرو للحظ أم لمعجزة أمام “نمرود” عظيم يدعى السامبا؟! منطقيًّا البرازيل الأفضل في كل شيء التاريخ والاسم والنجوم والمكانة العالمية والأفراد والمجموعة والمدرب أيضًا والأرض والجمهور، فليس سهلاً إخراج الكأس من بين أياديهم، وأمام “أبو خمسة” إذا لعب البرازيليون بغرور وتعاملوا على هذا الأساس فستكون القاصمة لظهورهم، فالبيرو أقصى منتخبين مرشحين أوروجواي وتشيلي. خماسية البرازيل أحدثت “صدمة/ إفاقة” وتحركًا قويًّا مصدره الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير.. التهيئة النفسية عامل مهم في النهائيات، أعجبني مدرب البيرو يقول: “حين يتم الوصول للنهائي فلا خيار آخر إلا الفوز به، فالنهائيات دائمًا لها طبيعة مختلفة تمامًا” ولا يلدغ الـ”....” من جحر مرتين. البرازيل لو لعبت بعقلية التواضع واحترام الخصم فستنجح في تحقيق المنطق، وتؤكد جدارتها وتفوقها، فالكبير يبقى كبير بالنهاية، ولو لعبت وبذهنها استسهال المهمة أمام خصم يظل قزمًا أمامها، وإن كابر فسوف تتلقى أكبر “كف” اعتباري في تاريخها.
كل شيء بكرة القدم متوقع/ معقول وهذا سر جمالها، ورغم عشقي للبرازيل إلا أن ما يقدمه منتخب البيرو من انتحار من أجل اللقب يستحق أن يتصالح مع الحظ مرة أخرى ويهدي الفرح لشوارع وأزقة ليما وما حولها، فهل يتحقق المنطق ويقول التاريخ كلمته أو تأتي المفاجأة مدوية على أقدام كاريلو وزملائه؟!