|


أحمد الحامد⁩
لوحة
2019-07-06
في داخل الإنسان دائماً قوة نائمة، حتى لو خاض غمار الحياة طويلاً وشعر بأنه استنزف وتعب وفقد قوته، تبقى تلك القوة تتجدد، ولا تنام إلا إذا نام هو قبلها، كل شيء تريده تحتاج أن تقترب منه،
حتى الأمنيات تحتاج إلى واقع ما يحققه المتمني يكون قريبًا منها، عدا ذلك يكون خيالاً في عالم الوهم، والأمنيات ما هي إلا محطات في طريق العمر، لكن على صاحبها أن يمشي في الطريق حتى يصل إليها، بعض الناس صنعتهم ظروفتهم، أجبرتهم رغماً عنهم لأن ليس لديهم أي خيار سوى تبديل الواقع نحو الأفضل، وبعضهم اشتعلت بداخله تلك الشعلة التي أنارت له الطريق وأعطته العزم، وبعضنا بلا ظروف قاهرة تصنعه وبلا شعلة تحركه فيبقى ساكناً أمام أمنياته وأمام حياته، في كتاب البحث عن الذات للرئيس المصري الراحل أنور السادات يتحدث عن تلك الظروف وتلك الشعلة، يتحدث عن شعوره بعدم وجود الطاقة والمحفز للعمل عندما كان نائباً للرئيس، واعتقد بأن طاقته قد نفدت للأبد، يبدو أنه كان يحمل المسمى الوظيفي ولا يملك السلطة حتى على مهام الوظيفة في أرض الواقع، يقول السادات بأن الطاقة الكبيرة أتت إليه فجأة عندنا تولى مهام الرئاسة، ولم يكن يتصور يوماً بأنه كان يملك مثل تلك العزيمة وتلك القوة، نمر في بعض الأوقات بفترات كسل لكننا نبرره تحت مسميات كثيرة، والمشكلة هنا أن مثل هذه الفترات تفقدنا الكثير من المهارات وتتقادم بها أفكارنا وتصبح خارج إطار الزمن، الحاجة للشيء تنمى العقل وتنشط الأفكار، وتغيير الواقع للأفضل ضرورة وليست اختيار وبهذا التغيير تقترب الأمنيات التي يتمنى صاحبها بتحقيقها، الحياة دائماً تريد التحرك بقوة، أن ترفع بها لافتة عدم الوقوف، في أحد الأيام كنت أشاهد لوحة خط عربي رائعة، نظر إليّ الخطاط وسألني أعجبتك اللوحة؟، قلت له نعم، ثم سألته كم استغرق وقت كتابتها، قال بأنها لا تأخذ وقتاً طويلاً.. كتبتها في خمس ساعات لكنني صبرت على التدرب والعمل 25 عاماً حتى أصل لهذا المستوى.. ما زلت أتذكر كلماته كلما شاهدت لوحة جميلة للخط العربي، أعرف بأن خلفها تقف سنوات طويلة من اتقاد الشعلة التي لم تنطفئ والعزيمة التي تنهزم.