|


طلال الحمود
وداعا
2019-07-06
حملت الأنباء الواردة من الدوحة استغناء شبكة bein sport عن 300 من أفراد طاقمها الداخلي، و100 من موظفي المكاتب الخارجية، على خلفية تشكيل لجنة حكومية للحد من مصروفات الشبكة التي باتت تسبب ضغطاً على موازنة قطر، في توقيت تواجه فيه الدولة الخليجية مصاعب غير مسبوقة بفعل المقاطعة الخليجية، ولم تكن بيانات مسؤولي bein منطقية في تبرير تسريح المئات من الإعلاميين بين يوم وليلة، خاصة أن الحكومة المتناقضة دائماً ما تشدد على قوة وضعها الاقتصادي وعدم تأثره بتبعات الخلاف مع الجيران.
ما حدث في الشبكة الرياضية تلاه بنحو أسبوعين قرار مماثل بتسريح 50 من طاقم الجزيرة الأم، فضلاً عن توجه لإغلاق بعض المنصات الإعلامية لتلحق بمجموعة القنوات التي أغلقت سابقاً في أمريكا والبلقان، ويبدو أن القائمين على القنوات القطرية بشتى اهتماماتها، لم يتمكنوا من تبرير فشل هذه المنصات في التأثير على المتلقي العربي، قياساً على الأموال المصروفة خلال ربع قرن، ما جعل الحكومة تتدخل للتخلص من هذا العبء الثقيل بإيقاف الهدر المالي والبحث عن حلول بديلة.
الشبكة القطرية تعرضت خلال أسابيع إلى أكثر من ضربة في المحاكم العالمية بخسارة خمس قضايا متوالية، فضلاً عن محاصرة مسؤوليها بقضايا فساد في فرنسا وسويسرا وأمريكا، ومطالبات مالية كبيرة في السعودية ومصر، ما جعلها تمثل مصدر صداع للساسة في قطر، خاصة أن هؤلاء كانوا يراهنون على فعاليتها في خدمة المشروع القطري، قبل أن تبرهن عدم قدرتها على الحركة والتأثير مع احتدام الخلاف في المنطقة.
من المرجح بعد هذه النكسات أن تحد قطر من الصرف على القنوات الرياضية بإيقاف ضخ المليارات لشراء حقوق البث، ويبدو أنها بدأت بالفعل التوجه نحو الاهتمام بقنوات الترفيه العائلي، من خلال إنتاج برامج فنية تهتم بالطرب والموسيقى، والتعاقد لشراء نسخ من برامج جماهيرية بهدف تعريبها، في انتظار أن تكون أكثر تأثيراً من مباريات كرة القدم، وغالباً سيصدم هذا المشروع أيضاً بمقاطعة الأسواق العربية الكبيرة، وحذر مشاهير الغناء والتمثيل في العالم العربي من خسارة أنصارهم في السعودية أو مصر.
ما يحدث في bein أعاد إلى الأذهان حين قامت قطر بإغلاق منصات إعلامية مهمة في الثمانينيات مثل مجلتي الصقر والدوحة، بعدما اتخذت الحكومة سياسة التقشف، وبدأت أولاً بمشاريع “حمد” لإيقاف الهدر المالي والتخلص من أعباء أحلامه في السيطرة على الرأي العام العربي من خلال امتلاك وسائل الإعلام.