قد تكون انتخابات نادي الرائد الأكثر جدلًا خلال فترة الانتخابات التي شهدتها الأندية السعودية أخيرًا، حيث نال فهد المطوع، رئيس النادي، الفائز بالانتخابات، النصيب الأكبر من الجدل الدائر، الذي يتركز على تقلُّده كرسي الرئاسة للنادي القصيمي.
“الرياضية” التقت المطوع في حديث، ساده الوضوح والصراحة حول النادي، وتعاقداته للموسم المقبل، وبعض القضايا التي تهم الرائديين، إضافة إلى استعدادات الفريق الأول لكرة القدم للظهور بمستوى يليق بسمعته ومكانته الكروية.
01
بدايةً، نبارك لك فوزك بالانتخابات.. كيف رأيتها بوصفها تجربةً أولى؟
بارك الله بكم. أشكر الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس هيئة الرياضة، على تفعيل نظام الانتخابات والجمعيات العمومية، وقد وجدتها تجربة جديدة ومفيدة، أسهمت في تعزيز الحراك الرياضي في الأندية، وفعَّلت دور الجمعيات العمومية، والأعضاء المنتسبين إليها، كما أنها خطوة على طريق تطور وتقدم الرياضة السعودية، بإذن الله.
02
قائمتك فازت بالانتخابات على الرغم من وجود مرشحين آخرين، كيف حققتم ذلك؟
الحمد لله، عندما تقدمنا للانتخابات، كان هدفنا خدمة الرائد بغض النظر عمَّن سيفوز. نحن نسعى إلى تقديم ما يليق بالنادي خلال الأعوام الأربعة المقبلة بتكاتف أعضاء مجلس الإدارة والجميع في النادي.
03
في نهاية الموسم، أعلنت عدم الاستمرار، لكنك فاجأت الجميع بدخول سباق الترشح للرئاسة، هل هناك أسباب وراء ذلك؟
ليست هناك أسباب محددة، لكن خلال أعوام التكليف عملنا وفقًا للمتاح، وحاولنا واجتهدنا، وبعد فتح باب الترشيح، رأيت أنها فرصة مناسبة للتقدم وقيادة النادي في الأعوام الأربعة المقبلة، خاصةً أن الفريق مستقر إداريًّا وفنيًّا، وشبه متكامل من حيث اللاعبين المحليين، وتبقَّى جزء بسيط، يختص بالعناصر الأجنبية حتى يكتمل بنسبة كبيرة، وبناءً عليه سنعمل خلال الفترة المقبلة بشكل تراكمي وسليم.
04
لكن هناك مَن يقول إن وجود فهد المطوع خارج المنطقة، في الرياض تحديدًا، يؤثر في الفريق بسبب الفراغ الإداري، بماذا ترد؟
مع الأسف، هذه أسطوانة تتكرر دائمًا حتى مع مَن ترشح معنا من الرياض، ولهؤلاء أقول: إن الفريق يتكوَّن من نائب للرئيس، وجهاز فني وإداري، وكل شخص يؤدي عمله على أكمل وجه، ووفق تخصصه. في أغلب الفرق الأجنبية لا يكون الرئيس موجودًا بشكل مستمر. نحن في مجلس الإدارة نعمل بوصفنا فريقًا متكاملًا، ومَن معنا في المجلس أشخاصٌ لديهم الكفاءة والقدرة، ومحل ثقتنا.
05
نرى أيضًا أن هناك عدم رضا من بعض جماهير الرائد عن ترشح المطوع وفوزه بالانتخابات؟
مع الأسف أيضًا، تحوَّل الموضوع إلى أمر شخصي، وتصيُّد للأخطاء وعلى الرغم من ذلك إلا أن أبوابنا وأبواب النادي مفتوحة للجميع، ونتقبَّل النقد الهادف البنَّاء بكل رحابة صدر.
06
ألا تعتقد أن عضويتك فيما مضى في نادي التعاون لها دور في غضب بعض الرائديين؟
نادي التعاون ناد شقيق، وهو مثل أي ناد في وطننا الغالي، هدفه خدمة الشباب، ودعم الحركة الرياضية، وأنا قبل عضويتي في التعاون كنت عضوًا في 32 ناديًا في السعودية، ولا أرى أن عضوية التعاون مشكلة، لكن كل ذلك نتيجة ترسبات سابقة، “وعمر المبغض ما حب”.
07
في الموسم الماضي تعرَّضتم لهجوم شديد، خاصةً بعد خماسية النصر، على الرغم من انتصاركم قبلها بخماسية على الأهلي، ما تعليقك؟
الرائد عندما يدخل أي لقاء يدخل باسمه الكبير ومن أجل الفوز أيًّا كان المنافس. ليس من المعقول أن نطالب اللاعبين بالفوز والظهور القوي أمام الشباب، أو الهلال، أو أي ناد آخر، ثم نطالبهم بالاستسلام والتهاون أمام النصر، أو أي ناد آخر! النصر في الموسم الماضي كان قويًّا، وهزم جميع الفرق، وحقق الدوري باستحقاق، والرائد قدَّم مباريات كبيرة، وحصد نقاطًا أمام أندية كبيرة، مثل الهلال، والشباب، والأهلي، والاتحاد، وحقق المركز الثامن برصيد نقطي جيد، طبقًا لما خططنا له منذ بداية الموسم، بناءً على إمكاناتنا المالية.
08
الفريق الأول في الرائد يدخل منافسةً لضم لاعب ما، ثم يذهب هذا اللاعب إلى نادٍ آخر، ما السبب؟
اللاعب الجيد مطلبٌ لكافة الأندية، ونحن نضع ميزانيتنا وفقًا لإمكاناتنا، ونحدد أقصى سعر ممكن، نصل إليه في سبيل ضم اللاعب، ولا نستطيع تجاوزه، والمثل يقول “على قد فراشك مد رجلك”. وإذا ما رفعنا السعر، فسيرفع الطرف الآخر أيضًا حتى إن وصل سعر اللاعب إلى مبلغ خيالي “لا يستحقه”.
09
يقال إن خالد الهزاع مستشار الإدارة
على الرغم من ابتعاده الموسم قبل الماضي؟
هذا الأمر من الشائعات التي تعوَّدنا على سماعها. خالد الهزاع صديق وأخ، وعندما كان موجودًا، أسهم في حل الكثير من الإشكاليات التي واجهت اللاعبين بسبب قربه منهم، وتقديرهم له، لكنَّ ذلك لا يعني تدخله في عمل الإدارة، أو فرض أمور عليها، ومَن عمل مع الهزاع يدرك حجم ما قدَّمه عندما كان على رأس عمله، ويعرف معدن هذا الرجل الذي قدَّم للرائد أكثر مما قدَّمه مَن ينتقدونه.
10
ما خطة الفريق استعدادًا للموسم المقبل؟
انطلقت التدريبات في 7 يوليو الجاري في مقر النادي، وفي 13 من الشهر نفسه سيتوجه الفريق إلى الخارج لإجراء معسكر، يمتد 20 يومًا “مناصفة بين هولندا وبلجيكا”، وسيلعب خلاله عددًا من المباريات التجريبية “خمس أو ست مباريات” بإذن الله. في الموسم الماضي عانينا من قلة عدد المباريات على الرغم من أن معسكر التشيك كان من أفضل المعسكرات.
11
ماذا عن تعاقداتكم للموسم المقبل في ظل التنافس بين الأندية على ضم اللاعبين المتميزين؟
حاليًّا نعمل على استقطاب لاعبين صغار في السن للتعاقد معهم لمدة موسمين، أو أكثر، ليكونوا دعامة للفريق في المواسم المقبلة. عددٌ منهم سنضعهم على دكة الاحتياط حتى يكتسب الخبرة، ويصبح في المستقبل إحدى ركائز الفريق، لأننا نهدف إلى العمل على مدى أربعة أعوام، ونحاول التخلص من عقود الموسم الواحد.
12
ماذا عن اللاعبين المحليين الموجودين
في القائمة الحالية؟
جميع اللاعبين الذين طلب هاسي، مدرب الفريق، أن يبقوا اتفقنا معهم على البقاء مع الفريق، مثل العمري، والشهري، والفرحان، ولن نفرِّط فيهم، إضافة إلى عودة سلطان السوادي بعد التفاهم مع الجهازين الإداري والفني.
13
أعلنت عودة السوادي الذي استبعد بأمر من هاسي، هل هناك أسباب وراء ذلك؟
السوادي من أفضل اللاعبين على مستوى خط الوسط وصناعة اللعب قبل إبعاده، ونحن نحترم المدرب وقراره، خاصةً أنه انضباطي وصارم، ويمنح كل ذي حقٍّ حقه، وقد أبعد السوادي بسبب أمور انضباطية، وبعد نهاية الموسم، تم حل الموضوع بين السوادي والمدرب. اللاعب أخطأ، واعتذر، وليس بيننا مَن لا يخطئ، والمدرب تقبَّل اعتذار اللاعب، وسيكون ضمن قائمة الفريق، إن شاء الله.
14
ماذا عن اللاعبين الأجانب الحاليين؟
أعتقد أنه لن يبقى سوى عز الدين دوخة، حارس المرمى. هناك لاعبون تم فك الارتباط معهم، والبقية سيكونون في المعسكر الخارجي في هولندا في انتظار تقرير المدرب.
15
ماذا عن الألباني هاسي، مدرب الفريق، الذي كان قريبًا من الرحيل إلى الدوري البلجيكي؟
في نهاية الموسم الماضي، كان هناك اتفاق بيني وبين هاسي على أن يستمر مدربًا للفريق في حال استمراري رئيسًا، لذا رفض جميع العروض التي قُدمت له من أندية خليجية وبلجيكية بعد أن تأكد من بقائي رئيسًا، على الرغم من أن بعضها أفضل من عرض الرائد.
16
هناك مَن اتَّهم هاسي بالسمسرة والتكسُّب من نادي الرائد؟
شائعات لا أساس لها من الصحة. هاسي رجل واضح وصريح، ويحترم عمله، ومَن يعمل معه، ولا أعتقد أنه سيضحي باسمه وسمعته من أجل مبلغ من المال، والتعاقدات تتم وفقًا للمشاهدات والأرقام والإحصاءات، مثلًا ياسين الغناسي لاعب ممتاز، ولعب في أندية أوروبية وخليجية عدة، لكنَّه لم يُوفَّق معنا، وكذلك الحال مع حساني الذي كان مميزًا في مقدونيا، لكنَّه لم يقدم ما كنا نطمح إليه، وأيضًا أمبويو وكانو في “الشتوية”.
17
لكنَّ العلاقة توترت كثيرًا بين بانجورا وهاسي واتَّهمه اللاعب بالسمسرة والتسبُّب في هبوط مستواه؟
بانجورا لاعب هدَّاف، لكنَّ مستواه هبط بشكل واضح، ولم يسجل سوى هدفين طوال مشاركاته في الدور الأول، لذا رأينا إعارته إلى الباطن على أمل استعادة مستواه وحاسته التهديفية، لكنه لم ينجح في إقناع مدرب الباطن الذي وضعه في عدد كبير من المباريات على دكة الاحتياط، ومن الطبيعي عندما يهبط مستوى اللاعب، ويفقد بريقه أن يبحث عن “شمَّاعة”، وهذا ما حدث مع بانجورا، بالتالي أرى هجومه على هاسي “انتقاميًّا”.
18
هل يمكن أن نرى دعوةً، أو اجتماعًا لرجالات الرائد في عهد فهد المطوع؟
كما قلت سابقًا: نقدِّر رجالات الرائد وجماهيره، ونحترمهم جميعًا، وأبوابنا مفتوحة للكبير والصغير، فهم سندنا ومصدر دعمنا، ونقدهم لنا يحفزنا ويصحح مسارنا، لكنني أتمنى الابتعاد عن “الشخصنة” وحب الانتصار للذات.
19
ما سبب اتساع الفجوة في فترات مضت بين الرائديين؟
مع الأسف، هناك مَن يقتات على هذا الأمر، ويسعى إلى تحريكه، والعمل عليه كل فترة، لأنه يستفيد منه بتحقيق ما يريد.
20
ماذا تقول لمحبي وجمهور الرائد؟
جمهور الرائد عزيز علينا، ويهمنا رضاه، ونتمنى أن يدعمنا ويقف معنا كما عوَّدنا دائمًا، ونرحب بنقده البنَّاء الهادف لما يخدم الفريق ومستقبله.