|


نبيه ساعاتي
الجزائر بطلا لإفريقيا
2019-07-17
على هامش اجتماعات الفيفا في عام 1956م بمدينة لشبونة البرتغالية، اجتمع أعضاء من الاتحاد المصري والاتحاد السوداني والاتحاد الجنوب إفريقي واتفقوا على إنشاء اتحاد إفريقي لكرة القدم ترأسه المصري عبد العزيز سالم.
كما اتفقوا على انطلاق أول بطولة إفريقية التي احتضنتها السودان في عام 1957م، وفازت بها مصر بعد مباراتين هي كل ما استغرقته هذه البطولة، بمشاركة 3 منتخبات فقط بعد استبعاد جنوب إفريقيا بداعي العنصرية، ورغم ذلك فلا تزال حتى الآن مدونة رسميًّا باسم المنتخب المصري، وهو أمر طبيعي فالبدايات عادة ما تكون محدودة ومتواضعة، وذلك لا يلغيها إطلاقًا وبالمثل نحن نقول إن الدوري لدينا بدأ في عام 1372هـ.
والبطولة عبر تاريخها الطويل مرت بمنعطفات متعددة، حيث تغير نظامها غير مرة وسنوات تنظيمها أكثر من مرة، والأهم من ذلك الذي أتصور أنه أضاف إليها الكثير هو السماح بمشاركة جميع اللاعبين الأفارقة المحترفين في الخارج، ما أعطى البطولة الكثير من الإثارة والمتعة التي احتجب بعضها في النسخة الحالية بسبب خروج المستضيف مبكرًا.
عمومًا يسدل الستار على بطولة الأمم الإفريقية يوم غد الجمعة عندما يحتضن استاد القاهرة المباراة النهائية التي تجمع المنتخب الجزائري الشقيق بنظيره السنغالي وسط ترشيحات كبيرة تصب في مصلحة محاربي الصحراء، في ضوء النتائج السابقة، فالمنتخبان من نفس المجموعة التي ترأسها المنتخب الجزائري إثر فوزه على كل من كينيا وتنزانيا وحتى السنغال، في حين فاز الأسود على تنزانيا وكينيا ليحلوا ثانيًا في المجموعة.
الجزائر وبتجرد هو المنتخب الأفضل في البطولة من حيث المستوى، فمنذ انطلاق البطولة في المجموعات وهو يقدم مستويات قوية وثابتة مرورًا بثمن النهائي عندما قابل غينيا، ثم ربع النهائي أمام ساحل العاج وأخيرًا نصف النهائي عند مواجهة نيجيريا، وعلى الجانب الآخر فالمنتخب السنغالي مستواه تصاعدي، فبدأ في المجموعات بمستوى مهزوز ثم تطور في ثمن النهائي أمام أوغندا فبينين في ربع النهائي، وكان حاضرًا بقوة في نصف النهائي أمام تونس، والملاحظ هنا أن طريق المنتخب الجزائري كان أكثر وعورة، حيث أزاح ساحل العاج ونيجيريا وكلاهما كان مرشحًا وبقوة لنيل اللقب، بينما لم يواجه السنغال سوى تونس.
عمومًا كل التوفيق نتمناه لمنتخب الجزائر الشقيق الذي فيما إذا احترم الخصم وظهر بنفس الحماسة والإصرار التي كان عليها في المباريات السابقة، سنحتفل بعون الله بفوزه بلقبه الإفريقي الثاني والعكس صحيح.