|


فهد عافت
طارق والطريقي!
2019-07-28
الفرق بينهم وبين صالح الطريقي كبير جدًّا، لكنني أعذرهم حين لا يرونه كذلك، أو حين لا يرونه أصلًا!، فالفرق أيضًا ليس أكثر من نقطة صغيرة!.
ـ أعذرهم!، بل أتفهّم أمرهم حين يظنون أنّ الفرق، وإنْ وُجِد، فهو أيضًا في صالحهم!.
ـ ذلك أنّ الفرق ليس نقطة فحسب، بل فعليًا نقطة مُضافة لوصف ما يقومون به هم، نقطة مطرودة من الكلمة التي يمكنها وصف ما يقوم به صالح الطريقي!.
ـ شيء يشبه الفرق بين: إيداع وإبداع!.
ـ يذكّرني صالح الطريقي عبر مقاومته الكتابيّة لتيّار جارف، متوحّد رغم اختلافاته في الميول، تجمعه السطحيّة والنفعيّة والاستماتة على الشهرة بالتشهير، أقول: يذكّرني بناقد من بلد آخر وفي مجال آخر، هو الناقد الفنّي المصري طارق الشّنّاوي!.
ـ يسبح طارق الشّنّاوي ضد التّيّار، يفعل ذلك منذ زمن بعيد، لكنه فيما يبدو لم يكن مؤذيًا مثلما هو اليوم!.
ـ والأمر لا يتعلّق بأدواته ولا بفهمه ولا بتغيّرات كبيرة في مواقفه الفنيّة والجماليّة والأخلاقيّة، بقدر ما يتعلّق بخدمات السوشال ميديا، وتقدّمها المذهل في إيصال النّص والصورة لأكبر قدر ممكن من الناس!.
ـ لا يكاد يوجد ممثّل مصري واحد، يمكنه قول كلمة حق في طارق الشناوي!. أهل التمثيل والغناء والفن عمومًا، يحاولون التقليل من شأنه والتهوين من دوره والتشكيك في مقاصده!.
ـ كل واحدٍ منهم يشعر أنّ لديه معه ثأرًا!. ما إن تحين الفرصة حتى ينقضّ، مستغلًا دائمًا ضعف المذيع السائل أو مقدّمة البرامج التي لا ترى إمكانية لنجاحها بغير ثرثرة وسباب تُشعل السوشال ميديا!.
ـ إنه أمر لا يُقاوِم الجاهلُ الضعيف إغراءه: تُحضِر مقدمة البرنامج اسمًا ما، تُكتِّف ذراعيه بحبل، وتربط لسانه بحُكْم أنه غير موجود في الحلقة، ثم تسأل من سبق لهذا الاسم انتقاده، تاركةً له المجال كاملًا للرّكل على الحزام وفوقه وتحته!.
ـ إغراء ما بعده إغراء في غياب الذّمّة وغياب الرغبة في الإنصاف!. لا يتحدث الضيف عن مادّة النقد نفسها، يتجه مباشرةً إلى شخص الناقد، وهات يا عَبَط ويا رمي "زَلَط"!.
ـ في البرامج التلفزيونية:
لا عيب أكبر من غياب العِفّة لدى الضيف، وغياب الشهامة لدى المستضيف!.
ـ ما يتعرّض له صالح الطريقي، يشبه حرفيًّا، ما يتعرّض له طارق الشناوي!.
ـ كلاهما الطريقي والشناوي، كل في مجاله، دخلا عشّ الدبابير بإرادتهما، وبضمير حي، وفهم يحاول قدر ما يستطيع أن يكون نزيهًا ومنطقيًّا وعقلانيًّا، ولا أقول مُحايدًا!.
ـ لا يمكن للنزاهة والمنطق والعقلانية أن تكون محايدة!.
ـ سبق أن كتبت:
الحياد كلمة لا معنى لها!. لو كان لها معنى لانحازتْ إليه!. وبانحيازها لا تعود محايدة!. أي معنى يُوجِدها يلغيها!.