|


فهد عافت
سيكولوجيّة النّفاق!
2019-07-31
المُنافق مضطهِد!. في كل منافِق رغبة عارمة في الاضطهاد!، وهو يخص بمشاعر الاضطهاد هذه أكثر ما يخص أولئك الذين هو على يقين بوجوب نفاقه لهم ومداهنته إيّاهم لكنهم، ويا لبؤسه!، لا يتيحون له مثل هذا التقرّب الّلزِج منهم!.
ـ النفاق والاضطهاد أحبّة!. ولعل هذا هو الحب الوحيد الذي يعرفانه في حياتهما، يا له من جزاء عادل!.
ـ أخمّن أنّ القول للفونتان: “كُلّ مدّاحٍ يسترزق ممّن يُصغي إليه”!. من هنا بالضبط يمكن الإمساك بالرابط الذي يربط بين النِّفاق والاضطهاد!.
ـ المنافِق حين يُصَدّ عن المديح الزائف من قِبَل الممدوح، ينظر للأمر ليس على أنه إهانة، فهو مُهان أصلًا!، ولكن على أنّه “قطع رزق” مُوجِب للعداوة!.
ـ لا يمتلك المُنافِق، عادةً، حُججًا قويّة، ولا مبرّرات منطقية، في طهيهِ لوجبة النّفاق!. عقاب سماويّ أنْ يُعمى عن الدلائل حتى إنْ سطع وجودها!.
ـ في أفضل الأحوال وفي أنظف الأوحال، يستبدل فهم العقل بحسّ العاطفة!.
ـ وسواء كان صادقًا في عاطفته أو كاذبًا، فإنه يبدأ من هناك، ثم ماذا؟! ثم لا شيء آخر، استمرار في الحس العاطفي، بصياغات يظنّها تروق لمن كُتِبَتْ فيه!.
ـ ورطته كامنة في أنّ الشعور العاطفي لا يسمح بالتطويل!.
ـ العاطفيّ مجاله الجُمَل القصيرة، وأي زيادة أو تطويل يُسهِّل من عملية كشفه، أو يجعل من الكلام مملًّا، باردًا وباهتًا، على نحو لا يُطاق، خاصةً بالنسبة للطرف الثالث: المُتلقّي الذي لا يعنيه أمر الممدوح في شيء، والذي بالكاد يمكنه إعارة الانتباه لدقيقة ونصف أو لما قبل الجُملة الخامسة، فإن لم يجد موضوعًا، سحب ما أعار من انتباه!.
ـ لمثل هذه النتائج، تتكدّس رداءة الخُلق وقلّة الذمّة في المُنافِق، وتغيب الشّيمة!. بعدها لا يعفّ عن رمي الآخرين بالبهتان والزيف، أولئك الذين يُنقِص الله بهم أرض المُنافِق من أطرافها!.
ـ المُنافِق مشروع مُضطهِد مهما بدا لك من تواضعه ورحابته!. والمُضطهِد مشروع مُنافِق مهما بدا لك من عنجهيّته وصَلَفِه!.