|


أسس أول صحيفة سعودية إنجليزية.. و«بلا حدود» تخطى الحدود

لقمان.. 50 عاما في خدمة الصحافة

الرياض ـ عبد السلام الشهري الدمام ـ أحمد الداود 2019.08.02 | 12:24 am

يعد فاروق لقمان الذي توفي السبت الماضي، واحدًا من أعمدة الصحافة السعودية، ورموزها، خاصة الناطقة باللغة الإنجليزية.
لأكثر من 50 عامًا، لم يكن لقمان صحافيًّا عاديًّا، كان من أوائل من كتب في الصحافة العالمية، وساهم في تأسيس أول صحيفة سعودية ناطقة باللغة الإنجليزية، كما أن عموده اليومي في الشرق الأوسط “عالم بلا حدود”، كان بمثابة مدرسة الصحافة الحديثة في كتابة العمود اليومي، لاعتماده أسلوبًا جديدًا في إيصال المعلومة مباشرة وفق أسلوب السهل الممتنع، وإضافة إلى “الشرق الأوسط” كتب لقمان في صحف الاقتصادية، والصباحية الدولية، والاتحاد الإماراتية، وأكتوبر والأيام اليمنيتين، كما أجرى لقاءات مع عدد كبير من القادة السياسيين ورؤساء الحكومات والمؤثرين ومنهم أنديرا غاندي وفرديناند ماركوس، والزعيم الفلبيني نور مسوري، بعد اعتزاله العمل الصحافي تحول للكتابة، جمع خلاصة تجربته في كتب هي “عالم بلا حدود” و”توابل هندية”، و”بصمات”.
وتقول يمن لقمان ابنة الراحل وهي زميلة صحافية بـ”الوطن” السعودية، إن بداية والدها في الصحافة كانت عندما أدخل والده الصحافة في الجزيرة العربية عندما أسس دار صحيفة فتاة الجزيرة في عدن 1940م، ولهذا سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية يدرس الصحافة في أشهر الجامعات ليعود بالميدالية الذهبية متفوقًا، وانضم إلى الدار يعمل مع أبيه صحافيًّا وكاتبًا.
وأضافت: “من أصعب المواقف في حياة والدي عندما هاجمت الحكومة الماركسية دار فتاة الجزيرة وأمرت أصحاب الدار الذي تأسست عام 1939م بالإغلاق، وكان والدي وقتها هو المسؤول نظرًا لوفاة جدي”.
وعن الأشخاص الذين فتحوا له الأبواب أجابت: “الوالد عندما جاء إلى جدة التقى صدفة بهشام علي حافظ والسيد محمد علي حافظ فكان لقاءً مهنيًّا خالصًا، وأسسا عرب نيوز، ففتحا دارًا كبيرة بعد ذلك هي الشركة السعودية للأبحاث والنشر.
وكان الوالد والناشران يحظيان بقيادة كريمة من الملك سلمان، وكان يحدثني عن تلك التوجيهات والمتابعة المستمرة وزيارته للدار في جدة وكذلك في لندن، إضافة إلى اهتمام أبنائه من بعده الأمير أحمد بن سلمان رحمه الله والأمير فيصل بن سلمان والأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله.
وتابعت: “من أبرز زملاء الوالد في المهنة هشام زاهد ومحمد الشيباني ومسور طرابزوني وعبد الهادي بافقير، وخالد آل معينا وعثمان العمير وعبد الرحمن الراشد ومحمد التونسي عبد العزيز شرقي ود. عبد الله الرفاعي وداود الشريان وفهد الحارثي وعادل عصام الدين”.
وكان حلم الوالد آنذاك أن تكون هناك جريدة رياضية متخصصة كان بصدد إصدارها بدار والده في عدن قبل الماركسية، وتم بالفعل تأسيسها من قبل الناشرين برئاسة تحرير عبد العزيز شرقي.

وتابعت قبل عامين في مطلع سبتمبر 2017 تعرض إلى جلطة دماغية فقد بعدها القدرة على الحركة والنطق، وفي آخر أسبوعين قبل يوم وفاته فجر السبت 27 يوليو الماضي كان في العناية المركزة في أحد مستشفيات جدة الخاصة، وهنا تعرض لفشل كلوي حتى توفي يرحمه الله، لكنه ترك حبًّا وسمعة طيبة بعد وفاته فاقت تصوراتنا”.