|


عدنان جستنية
إستراتيجية الدعم
2019-08-03
ما من شخص له علاقة بالمجتمع الرياضي السعودي إلا كان مبتهجاً بعدما دشن رئيس هيئة الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي أضخم مشروع في مسيرة الأندية السعودية منذ تأسيسها، حينما أسدل الستار بكل أريحية وبساطة وبعيد عن "بريستيج" المسؤول الكبير عن إستراتجية ممنهجة في آلية دعم الأندية، عبر مخصصات وامتيازات مالية حسب نظام اقتصادي رسم خطوطه العريضة ولي العهد رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية الأمير محمد بن سلمان.
ـ سعادتي على المستوى الشخصي كان من الممكن أن تكتمل لو تم كشف النقاب عن هذه الإستراتيجية مبكراً قبل إجراء أنديتنا انتخاب مجالس إداراتها وليس بعد، فالامتيازات والمخصصات المالية التي وفرت لها "مغرية" جداً ومحفزة للغاية، لأن تقتحم أنديتنا وجوه جديدة "مختلفة" فكراً وتطبيقاً عن ما هو موجود فيها الآن، بحكم أن هذا الدعم المادي كان سيشجع رجال الأعمال وغيرهم ممن لهم عقليات تجارية خوض تجربة العمل في الأندية في ظل أجواء "صحية" قائمة على أنظمة محاسبية ورقابية حددت أطرها نظام الحوكمة.
ـ ربما لدي رئيس الهيئة المبرر المنطقي الذي منعه من الإقدام على هذه الخطوة، أو أنها فضلت تأجيلها لمرحلة أخرى، إلا أن ذلك لا يمنع من الإشادة بها بكل محتوياتها، وبالتالي نفرش أرضية مفعمة بـ"الأمل" بنجاحها شريطة أن تلتزم الأندية بكل ما جاء فيها من نُظم تحافظ على مكتسباتها ونمو مداخيلها المالية، مع نظام رقابي وشفافية من الجهة "المشرعة".
ـ لا يخفى على الجميع كيف كان وضع أنديتنا على مدى أكثر من نصف قرن فيها من الفوضى والفساد الإداري، وقلة منها عانت من الفساد المالي، وهذا ما أدى إلى تدخل الدولة لإنقاذها وتصحيح وإصلاح أوضاعها الإدارية والمالية، وفق بيئة متطورة منسجمة تماماً مع بيئة جديدة تشكلت في هيئة الرياضة التي نرجو لها كل التوفيق والنجاح، واستثمار هذه "الثقة" من ولاة الأمر، وأن نرى لها عمل جاداً منظماً شعاره "الإخلاص والعدالة" غير قابل لأي "اجتهادات" فردية.
ـ كما أرجو من اتحاداتنا الرياضية بكافة تخصصاتها وفي مقدمتها اتحاد كرة القدم أن يعي القائمون عليها "مسؤولياتهم" وحجم "الثقة" الموضوعة فيهم ليكونوا "عوناً" في إنجاح هذا المشروع بكافة تفاصيله، فمن خلال جهودهم وعطاءاتهم واهتمامهم من المؤكد سيكون لهم دور مهم ورئيس في تحقيق أهداف هذا المشروع عبر "إستراتيجية" حيوية تحاكي الجيل الحالي والأجيال القادمة، بتخطيط ينشد مستقبلاً مشرقًا وحضاريًّا لهم.