كنت مدعواً على غداء، صاحب الدعوة رجل ثري كريم، أثناء الغداء عرض عليه أحد المدعوين بعض الأعمال والأفكار التجارية، لم يوافق عليها صاحب الدعوة ليس لأنها لم تكن أفكاراً جيدة، بل كان كل رفضه بحجة أنه ليس بحاجة إليها.
وكلما كان مقدم الأفكار يحاول أن يشرح مزايا أفكاره والأموال التي ستدرها، كان الرجل الثري يجيب نفس الإجابة حتى قال: لست بحاجة للأموال، لدي منها ما يكفيني إلى أن أموت، أنا حالياً لدي الوقت الذي أستمتع به مع أبنائي وأحفادي، لدي الوقت لأن أقيم مثل دعوة الغداء هذه وألتقي بكم، لدي الوقت لأن أستمتع بالمال الكافي ولن أضيع وقتاً إضافياً في جمعه، قبل أيام التقيت مع أحد الأصدقاء، دخل هذا الصديق منذ أعوام قليلة ضمن مصاف التجار، اصطحبني معه إلى مطعم كان مزدحماً بالزبائن، كان صاحب المطعم هو من يشرف على سير العمل، وكانت زيارة صديقي لمناقشة السعر الذي يريده صاحب المطعم ثمناً لمطعمه، بعد دقائق من الحديث وجه صديقي سؤالاً مباشراً: أنا أرى أن المطعم ناجح وهذه سابع زيارة أقوم بها للمكان وفي أوقات مختلفة، لماذا تريد أن تبيعه طالما أنه يحقق لك الأرباح؟ قال صاحب المطعم بأنه اكتفى من الأرباح التي حققها، حول معظمها للعقار بعد أن أمضى سنوات طويلة في العمل اليومي ولساعات طويلة، ثم أهدى لصديقي نصيحة مفادها أن هذا العمل يحتاج من صاحبه أن يباشر العمل ويشرف عليه منذ الصباح حتى المساء، فإن لم يكن لديه الاستعداد لذلك فعليه ألا يقدم على شرائه، شكر صاحبي الرجل وخرجنا ولم يشترِ صديقي التاجر المطعم لأنه لم يكن قادراً على تنفيذ وصية الرجل، لكنه قال إن اجتماعه مع صاحب المطعم دق له جرس الإنذار بأن انشغاله الدائم في العمل يجب ألا يكون على حساب كل شيء، هذه الحياة لا تحتاج إلى أموال وفيرة أرقامها بالملايين، لكنها تحتاج إلى القدر الذي يغنيك عن الحاجة والسؤال وإلى مستوى كريم، تحتاج للانتباه لأن نسعد قدر ما نستطيع بأوقاتنا وأحبتنا، وألا نعيش تحت ضغط الوهم القائل إن مستوى السعادة مرتبط دائماً بحجم المال، تأخذ العاطفة الشديدة بعضهم إلى التفكير بأن تأمين أكثر قدر من المال لأبنائهم كفيل بتحقيق السعادة لهم، متناسين أن هذا الأمر إن تجاوز حدوده يأتي على حساب ترابطهم الأسري بسبب انشغالهم الدائم عن أسرهم.
وكلما كان مقدم الأفكار يحاول أن يشرح مزايا أفكاره والأموال التي ستدرها، كان الرجل الثري يجيب نفس الإجابة حتى قال: لست بحاجة للأموال، لدي منها ما يكفيني إلى أن أموت، أنا حالياً لدي الوقت الذي أستمتع به مع أبنائي وأحفادي، لدي الوقت لأن أقيم مثل دعوة الغداء هذه وألتقي بكم، لدي الوقت لأن أستمتع بالمال الكافي ولن أضيع وقتاً إضافياً في جمعه، قبل أيام التقيت مع أحد الأصدقاء، دخل هذا الصديق منذ أعوام قليلة ضمن مصاف التجار، اصطحبني معه إلى مطعم كان مزدحماً بالزبائن، كان صاحب المطعم هو من يشرف على سير العمل، وكانت زيارة صديقي لمناقشة السعر الذي يريده صاحب المطعم ثمناً لمطعمه، بعد دقائق من الحديث وجه صديقي سؤالاً مباشراً: أنا أرى أن المطعم ناجح وهذه سابع زيارة أقوم بها للمكان وفي أوقات مختلفة، لماذا تريد أن تبيعه طالما أنه يحقق لك الأرباح؟ قال صاحب المطعم بأنه اكتفى من الأرباح التي حققها، حول معظمها للعقار بعد أن أمضى سنوات طويلة في العمل اليومي ولساعات طويلة، ثم أهدى لصديقي نصيحة مفادها أن هذا العمل يحتاج من صاحبه أن يباشر العمل ويشرف عليه منذ الصباح حتى المساء، فإن لم يكن لديه الاستعداد لذلك فعليه ألا يقدم على شرائه، شكر صاحبي الرجل وخرجنا ولم يشترِ صديقي التاجر المطعم لأنه لم يكن قادراً على تنفيذ وصية الرجل، لكنه قال إن اجتماعه مع صاحب المطعم دق له جرس الإنذار بأن انشغاله الدائم في العمل يجب ألا يكون على حساب كل شيء، هذه الحياة لا تحتاج إلى أموال وفيرة أرقامها بالملايين، لكنها تحتاج إلى القدر الذي يغنيك عن الحاجة والسؤال وإلى مستوى كريم، تحتاج للانتباه لأن نسعد قدر ما نستطيع بأوقاتنا وأحبتنا، وألا نعيش تحت ضغط الوهم القائل إن مستوى السعادة مرتبط دائماً بحجم المال، تأخذ العاطفة الشديدة بعضهم إلى التفكير بأن تأمين أكثر قدر من المال لأبنائهم كفيل بتحقيق السعادة لهم، متناسين أن هذا الأمر إن تجاوز حدوده يأتي على حساب ترابطهم الأسري بسبب انشغالهم الدائم عن أسرهم.