|


أحمد الحامد⁩
المملكة ومواقف الحق
2019-08-03
القضية الفلسطينية عاشت في قلوب وعقول السعوديين عقودًا طويلة ومازالت، ليس لأن الرابط مع الفلسطينيين هو العروبة والدين فقط، بل الرابط الأول والأساس كان رابط الحق الذي يراه السعوديون بأنه للفلسطينيين، وعلى هذا الأساس يجب أن يعيد المغتصب الحق لأهله كائناً من كان، وعلى هذا الأساس أيضاً بقيت هذه القضية محط اهتمام السعوديين، كلفهم هذا الاهتمام دماءهم وأموالهم ومواقف سياسية أضرت في أحيان كثيرة بعلاقاتهم ومصالحهم مع بعض الدول.
في الأيام الماضية شاهدت عدة فيديوهات يتفوه بها بعض الفلسطينيين بكلمات سيئة تجاه المملكة، وهنا يجب أن نتوقف لا لنناقش ما قيل في هذه الفيديوهات، لا أبداً، فهي تمثل أفراداً على الغالب ينتمون لجماعات أو أحزاب معينة، جماعات وأحزاب شكلت هذا التفرق الفلسطيني منذ الاحتلال الإسرائيلي، وهو أكثر من سبب الضرر بالقضية الفلسطينية وأضاع دماء الآلاف من الفلسطينيين في مسيرة نضالهم تجاه تحرير بلدهم الذي لم يحرر، هؤلاء في الحقيقة يمثلون أنفسهم مهما كان عددهم، الموقف السعودي منذ العام 1948 إلى غاية يومنا هذا لم يستمر في تضحياته وصبره كون أن الفلسطينيين عرب فقط، بل لأن شعباً أرضه مغتصبة، لو كانت إسرائيل موجودة كدولة معترف بها منذ مئات السنين، وبجوارها تقع فلسطين كدولة حرة ومستقلة، ثم قامت دولة فلسطين باحتلال أجزاء من إسرائيل، مع من ستقف المملكة؟، المملكة ستقف مع الذي اغتصبت أرضه ضد الغاصب، في العام 1990 احتل صدام حسين الكويت، العراق بلد شقيق والكويت دولة شقيقة، جميعهم يرتبطون مع المملكة بنفس الأواصر الدينية والاجتماعية والتاريخية، ثم وقفت المملكة الموقف العظيم بجانب الحق، ولو كانت الكويت هي من احتلت العراق لوقفت المملكة مع العراق وطردت الكويت منها كما فعلت في حرب تحرير الكويت، مشكلة بعض العرب أنهم لغاية الآن لم يفهموا أن السعوديين ليست لديهم حسابات معقدة، واضحون جداً، وما يقدمونه للآخرين هو نابع من صفات شخصيتهم التي لا تنتظر الشكر من أحد ولا يهمها إن لم تنصف من بعضهم، لأنها بالأساس تختار الوقوف بجانب القيم والحق، لأنهم يفعلون ذلك بوازع ضميرهم الإنساني والأخلاقي لا بدافع الحصول على شكر أو مديح، وما قدموه لأشقائهم الفلسطينيين تجاوز أموالهم ووصل إلى دمائهم، فهل يعادل الدمَ شيءٌ من كلمات شكر أو مديح.