عطيف أمام الأهلي.. لاعب الارتكاز كما يجب أن يكون
"الخطط مجرد أرقام، لا أكثر ولا أقل، المهم كيف يتمركز لاعبوك وكيف يتحرك فريقك بالكرة ومن دونها"، هكذا يؤكد دائماً معظم المدربين الكبار في عالم كرة القدم، وهذا ما يتم تطبيقه فعلياً داخل أرض الملعب، لأن كل فريق يلعب بأكثر من رسم خططي حسب خط سير المباراة وكيفية تعامل المنافس، لذلك راهن لوشيسكو على أكثر من رسم خططي أمام الأهلي، من 4-2-3-1 إلى 4-3-1-2 وحتى 4-1-4-1، ويعود الفضل في هذه المرونة إلى مايسترو الفريق عبد الله عطيف.
سجل جوميز "هاتريك" في عيد ميلاده، وقدم جيوفينكو مباراة كبيرة لم يعهدها الجمهور منذ زمن، كذلك نال رازفان ثقة جماهير الهلال في أول اختبار حقيقي هذا الموسم، لكن يستحق عطيف تحية مضاعفة قياساً بدوره التكتيكي داخل الملعب، فلاعب الوسط أدى مهمة الارتكاز بنجاح شديد، من خلال المساهمة في الشق الدفاعي مع صعوده بالهجمة دون عناء من الخلف إلى الأمام.
تواجد "عبدالله" في كل أرجاء منتصف الملعب، سواء أسفل الدائرة بالقرب من دفاعه، أو على يسار الوسط قليلاً عندما يصعد سالم الدوسري إلى منطقة الجناح، وحتى بجوار محمد كنو في منطقة المحور لإعطاء جيوفينكو الحرية الكاملة، من أجل القيام بدور صانع اللعب في المركز 10 خلف جوميز. كل هذه الأدوار لعبها عطيف خلال المباراة دون توقف، ليقدم صورة مثالية عن لاعب الوسط القادر على شغل أكثر من مركز في آن واحد.
عانى لاعب الارتكاز من غيابات سابقة نتيجة الإصابة أو عدم الجاهزية البدنية، لكنه بدأ مع لوشيسكو بشكل صحيح، من خلال صناعة الفرص ولعب التمريرات الصحيحة في نصف ملعبه، بالإضافة إلى تهدئة أو تسريع نسق المباراة وفق ما يطلبه المدرب، دون إهمال الشق الدفاعي بمساندة كنو، ليحصل الهلال على توليفة أفضل مما كان عليه الحال سابقاً، سواء بلعب كنو بمفرده أو شراكة الأسترالي ديجينك له كما كان الحال أيام زوران.
مرر عطيف أمام الأهلي 53 تمريرة صحيحة، مع لمسه الكرة أكثر من 70 مرة، وقيامه بعمل 3 عرقلة مشروعة واستخلاصه 5 كرات من المنافس، مع 4 افتكاكات نظيفة دون أخطاء، كذلك عرف كيف يصل سريعاً إلى جيوفينكو ليمرر له 10 تمريرات خلال اللقاء، مع صناعته فرصة أمام مرمى الخصم الجداوي، ليجمع بين الهجوم والدفاع ويساعد فريقه على وضع قدمه الأولى في ربع نهائي آسيا.