|


فهد عافت
متفرّقات
2019-08-06
(1)
ـ أتّفق مع الطّرفين، مع جوزيف برودسكي من ناحية وهو يرى أنّ أسوأ الانتهاكات للأدب: عدم قراءة الكتب، يسمّي ذلك جريمة، ويسمّيه اعتداءً!، حيث يدفع الشخص حياته كاملةً مقابل تلك الجريمة، فإذا كان المُعتدي شعبًا فإنه يدفع الثمن بتاريخه!. ومع دانيال بِناك من ناحية وهو يرى أنّ من ضمن حقوق القارئ العشرة التي يسجلها: الحق في عدم القراءة!.
ـ برودسكي كان جادًّا جدًّا وهو يسمّي أضلاع المثلّث: انتهاك.. جريمة.. اعتداء!. قبل أن يقرع مثلّثه هذا في خطبته أثناء تسلّمه جائزة نوبل!. بينما كان دانيال بِناك مازحًا، حين يعلن الحق في عدم القراءة كحق من حقوق القارئ، في كتابه متعة القراءة!. كلاهما كان جادًّا، وربما كان بِناك أكثر جديّة، ذلك أنّ طبيعة من طبائع الكتّاب الممتازين تأجيل جدّيتهم الأكثر حسمًا إلى حين الوصول إلى طاولة مزاح وصياغات مرحة!.
(2)
ـ لستُ ممتنًّا لأولئك الذين استفدت منهم رغمًا عنهم، أقصد تحديدًا وحصريًّا أولئك الذين كانوا سيّئين بشكل لا يمكن التسامح مع قَصْدِيّته!.
ـ مع أمثال هؤلاء يحق للمرء أن يشعر بزهوٍ، والأفضل إبقاء هذا الزهو داخليًّا حيث هو، لكنه زهو حقيقي بنفسه التي قَدِرَتْ رغم كل العوائق والأسلاك الشائكة على المرور إلى الحِكمة والخير والمعرفة!. وعلى شعور الاعتزاز بخياله طيّب الخصوبة، ذلك أنه قَدِر على رؤية كل هذه الطّيّبات بالرغم من خباثة الأرض وفسادها!.
(3)
ـ الذي يلعب القِمار ويكسب، يظن أنّ لديه حظًّا حسنًا!. لو كان حظّه حسنًا حقًّا، لما دخل صالة القِمار أصلًا!.
ـ هناك ما هو أكثر، لدينا كلمة مخبوءة لما يتضمنه معناها من فُحش، تُقال في جلسات النميمة الخاصة جدًّا: “فلان حظّه حظّ رقّاصة”!. كلمة يُوصف بها صاحب الحظ الحسن المتكرر دون أي جهد مبذول من قِبَل صاحبه!.
ـ لا أدري من أين أتينا بمثل هذا المثل؟! وهل لو كان حظّ “الرّقّاصة” حسنًا فعلًا لكانت هذه مهنتها أصلًا؟!.