كتب كثيرة تتحدث عن السعادة يُمكن لك ملاقاتها على رفوف المكتبات، أغلبها سطحي يحاول دغدغة مشاعر جمهور كسول فكريًّا وبدنيًّا!. في نهاية المطاف يكسب كتّاب هذه المؤلفات صِيتًا ومالًا، بينما يظلّ قرّاء مثل هذه الكتب على حالهم من التعاسة!.
ـ تعتمد مثل هذه المؤلّفات عادةً على تجميع أكبر قدر ممكن من المقولات المأثورة والقصص المنثورة في كتب التراث!. يسرق بعضها من بعض!. كتب لو قلنا إنها تغليف لا تأليف لاقتربنا من حقيقتها أكثر!.
ـ وحين يكون ذلك التغليف دينيًّا، يضمن صاحبها نجاحًا تسويقيًّا، وشهرةً ومردودًا ماليًّا، حتى قبل أن يُصبّ الحبر في المطبعة!.
ـ عادةً، ما تنتشر مثل هذه المؤلّفات الهشّة، في الأوقات الحرجة، بعد الحروب أو الإحباط، أو في حالات المرض، أو قلّة النجاح، أو عدم كفاية الدّخْل، أو فقدان العمل، أو الشعور الخاص بالنقص متكاتفًا مع الشعور العام بالظلم والفساد!.
ـ لاحظ!، هي ذاتها الأوقات التي يعلو فيها الخطاب الدّيني الحادّ والمتطرّف، وهي الأوقات ذاتها التي تكثر فيها ندوات ومحاضرات تطوير الذات!. هذه الأخيرة قد تكون علمًا، لا أدري!، لكنها متّهمة حقًّا، بما يثير الريبة فعلًا، إذ هي لا تنمو ولا تتكاثر في غير الأوقات المرتبكة اجتماعيًّا واقتصاديًّا!.
ـ أغلب هذه المؤلّفات، ليس إلا مُلَفْلَفات!. تلفّ وتدور حول أمور بعينها: كن أنت!. اقبل بما أنت فيه!. ابتسم للحياة!. قدّم الخير وساعد الغير!. دون أن تحفر عميقًا، أو تتصدّى بجديّة للبحث في معاني مثل هذه اللافتات، ممّا يحيلها إلى لافتات تجاريّة!.
ـ أكثر من يعرف تهافت وتفاهة مثل هذه المؤلّفات، هم الأثرياء المنعّمون بحياة قُدّمت لهم فيها كل شروط الهناء والاستقرار، ولكنهم بالرغم من ذلك لا يشعرون بالسعادة!.
ـ ذلك أن معظم هذه المطبوعات "المطبوخات"، كُتِبت من أجل الآخرين، أهل الضفّة الأخرى، موهِمَةً إيّاهم بقدرة أوراقها على أن تصير مراكب تحملهم إلى الضفّة الثانية!. والعجيب المريب أنّ أهل هذه الضفّة الثانية يشترون مثل هذه الكتب مثلهم مثل أهل الضفّة الأولى أو أكثر، ممّا يؤكد أن التعاسة على الضفّتين!.
ـ هنا يأتي دور الفلسفة!. هذه المُهمَلَة، والمُتّهمة بخبل أصحابها وثرثرتهم!.
ـ برتراند راسل ليس فيلسوفًا عاديًّا، ليس لأنه ماهر في قلب طاولة المفاهيم القديمة على رؤوس أصحابها فقط، لكن، أيضًا، لأنه أحد أكثر الفلاسفة بساطةً ووضوحًا، هذا إنْ لم يكن أبسطهم وأوضحهم على الإطلاق، دون أنْ يمسّ ببساطته ووضوحه عمق المعنى بتضييق أُفق أو بتعويم مُداهِن!.
ـ غدًا، بإذن الله، نتحدث عن برتراند راسل، وكتابه الجميل والممتع والمهم: الطريق إلى السعادة!.
ـ تعتمد مثل هذه المؤلّفات عادةً على تجميع أكبر قدر ممكن من المقولات المأثورة والقصص المنثورة في كتب التراث!. يسرق بعضها من بعض!. كتب لو قلنا إنها تغليف لا تأليف لاقتربنا من حقيقتها أكثر!.
ـ وحين يكون ذلك التغليف دينيًّا، يضمن صاحبها نجاحًا تسويقيًّا، وشهرةً ومردودًا ماليًّا، حتى قبل أن يُصبّ الحبر في المطبعة!.
ـ عادةً، ما تنتشر مثل هذه المؤلّفات الهشّة، في الأوقات الحرجة، بعد الحروب أو الإحباط، أو في حالات المرض، أو قلّة النجاح، أو عدم كفاية الدّخْل، أو فقدان العمل، أو الشعور الخاص بالنقص متكاتفًا مع الشعور العام بالظلم والفساد!.
ـ لاحظ!، هي ذاتها الأوقات التي يعلو فيها الخطاب الدّيني الحادّ والمتطرّف، وهي الأوقات ذاتها التي تكثر فيها ندوات ومحاضرات تطوير الذات!. هذه الأخيرة قد تكون علمًا، لا أدري!، لكنها متّهمة حقًّا، بما يثير الريبة فعلًا، إذ هي لا تنمو ولا تتكاثر في غير الأوقات المرتبكة اجتماعيًّا واقتصاديًّا!.
ـ أغلب هذه المؤلّفات، ليس إلا مُلَفْلَفات!. تلفّ وتدور حول أمور بعينها: كن أنت!. اقبل بما أنت فيه!. ابتسم للحياة!. قدّم الخير وساعد الغير!. دون أن تحفر عميقًا، أو تتصدّى بجديّة للبحث في معاني مثل هذه اللافتات، ممّا يحيلها إلى لافتات تجاريّة!.
ـ أكثر من يعرف تهافت وتفاهة مثل هذه المؤلّفات، هم الأثرياء المنعّمون بحياة قُدّمت لهم فيها كل شروط الهناء والاستقرار، ولكنهم بالرغم من ذلك لا يشعرون بالسعادة!.
ـ ذلك أن معظم هذه المطبوعات "المطبوخات"، كُتِبت من أجل الآخرين، أهل الضفّة الأخرى، موهِمَةً إيّاهم بقدرة أوراقها على أن تصير مراكب تحملهم إلى الضفّة الثانية!. والعجيب المريب أنّ أهل هذه الضفّة الثانية يشترون مثل هذه الكتب مثلهم مثل أهل الضفّة الأولى أو أكثر، ممّا يؤكد أن التعاسة على الضفّتين!.
ـ هنا يأتي دور الفلسفة!. هذه المُهمَلَة، والمُتّهمة بخبل أصحابها وثرثرتهم!.
ـ برتراند راسل ليس فيلسوفًا عاديًّا، ليس لأنه ماهر في قلب طاولة المفاهيم القديمة على رؤوس أصحابها فقط، لكن، أيضًا، لأنه أحد أكثر الفلاسفة بساطةً ووضوحًا، هذا إنْ لم يكن أبسطهم وأوضحهم على الإطلاق، دون أنْ يمسّ ببساطته ووضوحه عمق المعنى بتضييق أُفق أو بتعويم مُداهِن!.
ـ غدًا، بإذن الله، نتحدث عن برتراند راسل، وكتابه الجميل والممتع والمهم: الطريق إلى السعادة!.