|


بدر السعيد
وشهدت تلك الملايين من البشر
2019-08-10
أعلم أنها صحيفة رياضية.. وأعلم أن قارئها رياضي.. لكني في ذات الوقت أعلم أني أعيش في مكان وزمان يحتمان علي التوقف عند ذلك الحدث العالمي الكوني الكبير الذي يحصل مرة واحدة في كل عام.. فيستوقفني الحج كما استوقف غيري.. يستوقفني بكل ما فيه من معان وكفاح.. قصص وتجارب.. عناق وتراحم.. دعاء وصدقة.. يستوقفني فيلبسني كسعودي أجمل حلل الفخر وشارات التميز والنجاح والزهو بما أراه وأسمعه ويسكنني إحساسًا..
وإذا كان العالم من حولنا يفاخر بكل صغيرة وكبيرة تحققها حكومات إحدى الدول أو أي من أفرادها أو منظماتها الحكومية أو الأهلية على حد سواء – وهذا حقهم – فإن من أبسط حقوق وطننا علينا أن نظهر جزءاً يسيراً من الفرح والزهو والفخر بما يقدمه وطني من نجاحات في موسم الحج على كافة أصعدته وفي مختلف زواياه وانعكاساته ومعانيه..
وعلى الرغم من تعدد ما قيل وكتب في هذا المجال ولهذه المناسبة إلا أني أرى الحاجة تكبر وتزداد لنقل شعورنا وفخرنا وأفعالنا ونماذجنا وقدرتنا على هذا التشريف الإلهي لبلادي وحكامها وشعبها في خدمة ضيوف بيته العتيق سبحانه.. بل أزداد فرحاً وأنا أشاهد السعوديين يتسابقون في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ليفاخروا بأفعال أبنائهم وبناتهم.. وقدرة حكومتهم ونجاحاتها..
ومهما بلغ المديح مبلغه فإني لا أراه استطاع أن يصف القدرة والتمكن الذي وصلت له أجهزة الدولة بمختلف أدوارها ومسؤولياتها.. تلك القدرة التي منحنا إياها المولى جلت قدرته فجاءت الاستجابة لمتابعة ورعاية أكثر من مليوني ونصف المليون شخص في بقعة واحدة من الأرض.. وفي وقت محدد من العام ولمقصد واحد وبرنامج زمني واحد ومسار واحد..
تلك الملايين من البشر التي حضرت من كل فج عميق هي والله خير شاهد بعد الله على قدرة وطني ورجاله وسيداته على هذا الحمل المشرف والداعي للفخر ليل نهار.. نعم هناك جهود لكنها تتصاغر أمام رضا الله سبحانه.. نعم هناك أموال كبيرة تصرف لكنها تتقزم أمام فضل الله سبحانه على هذه البلاد وأهلها.. هي البركة.. هي الخير الذي كلما انتظرناه من ربنا فإنه يمنحنا إياه..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. وبارك الله لنا جميعاً في عيد الأضحى المبارك.. وكل عام وبلادي وقيادتها وشعبها بخير وسلام وشموخ..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..