«الهجوم خير وسيلة للدفاع»، مقولة شهيرة تعبر عن أهمية اللعب الهجومي في المباريات الكبيرة، ليس فقط من أجل تسجيل الأهداف ولكن لحرمان الخصم من الكرة، مما يعني قوة أكبر للفريق المستحوذ في الحالة الدفاعية. يعرف سييرا جيداً قيمة هذه الفكرة، خصوصاً من خلال استعداداته الأخيرة لمواجهة ذوب آهن أصفهان، في إياب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال آسيا.
وبحسب التدريب الأخير على ملعب المباراة في الدوحة ركز سييرا على الثلاثي التشيلي كارلوس فيلانويفا ولويس خيمينيز والبرازيلي رومارينهو في إشارة واضحة إلى اعتماده على قدراتهم الهجومية، في محاولة منه لتكرار الفوز والابتعاد عن الحسابات المعقدة للصعود.
الحقيقة أن سييرا قدم مباراة جيدة تكتيكياً في الذهاب. صحيح أن فريقه أضاع أكثر من فرصة مؤكدة، وكانت هناك بعض الهفوات الدفاعية بالخلف، إلا أن خطة المدرب اللاتيني كانت مميزة وواضحة، بالاستحواذ على الكرة وحرمان الإيرانيين منها، من أجل تقليل عوامل الخطورة أمام مرمى العميد، خصوصاً مع قوة عناصر الاتحاد الهجومية مقارنة ببعض المشاكل المعروفة دفاعياً، نتيجة غياب أكثر من عنصر أجنبي عن القائمة الآسيوية.
الاستحواذ أداة في النهاية، بمعنى أنه يستخدم لغرض ما ولا يعبر أبداً عن فلسفة دائمة أو أسلوب ثابت، لذلك وصلت نسبة حيازة الاتحاد في مباراة الذهاب إلى 60 % أمام 40 % لذوب آهن، لينعكس ذلك على هجوم الفريقين أثناء المباراة، فالعميد سدد 9 كرات على المرمى مقابل 3 فقط للفريق الإيراني، مما يعني نجاح سلاح المدير الفني التشيلي، بحرمان المنافس من الكرة قدر المستطاع، لتقل ضرباته الثابتة وتسديداته وكراته العرضية، أي تلك العوامل التي يستخدمها رضا منصوريان دائماً لتحقيق الفوز.
في الإياب لن يتغير شيء، يجب أن يواصل سييرا استحواذه حتى وإن كان سلبياً، بمعنى أن الاتحاد ليس مطلوباً منه تسجيل أهدافاً غزيرة أو تسديد 10 كرات على المرمى مثل الذهاب، لكنه سيعمل على عدم ترك الكرة للإيرانيين، من أجل حماية مرماه وتقوية دفاعية وتقليل عدم الهجمات ضده، حتى يواصل مغامرته الآسيوية ويصعد إلى ربع النهائي.