ـ يستمر برتراند راسل في بحثه عن أسباب الشقاء. تناولنا ما تناوله فتحدثنا عن السّأم، والتعب، وتكالب المنافسة، وخطورة المُتَع الصّاخبة، والآن جاء الدور على الحسد كأحد أخطر وأهم مسببات النكد والشقاء والتعاسة!.
ـ يرى برتراند راسل أن الحسد "والغيرة نوع من أنواعه" مثله مثل السّأم والتعب، من طبيعة الحياة والنفس البشرية: وهو ظاهرة يمكن ملاحظتها في الأطفال قبل أن يمر على ولادتهم عام واحد!. ومع ذلك تتوجّب مقاومته والوثوق بإمكانيّة دحره وترويضه، فلا سعادة مع الحسد ولا هناءة لحسود!.
ـ ومثلما فعل برتراند راسل مع السأم والتعب، يفعل مع الحسد، فبما أنه طبيعي فلا بد أن تكون له فائدة ما، شرط أن يُهذّب بالتفكير الخصب والرزين!. يستقر الحال بفيلسوفنا إلى أن القليل من الحسد المروّض هو ما أنتج الديموقراطيّة!.
ـ لا يقلل هذا من خطورة الحسد، ولا من شروره وعظيم أضراره. هو أتعس صفة بشرية كما يقول راسِل: بدلًا من أن يستمد الإنسان السعادة مما يملكه، فإنه يستمد الشقاء مما يملكه الناس!.
ـ لتقزيم الحسد، لكبح جماح هذا البلاء الذي سيقضي على كل إنتاج فيما لو أطلقنا له العنان، يعرض برتراند راسل حلًّا لا يخلو من عبقرية: من حسن الطالع أنّ العواطف الإنسانيّة تتضمّن عاملًا آخر يتعادل مع الحسد وهو عامل الإعجاب!. وكل من يهدف إلى السعادة عليه أولًا أن يزيد من شعور الإعجاب!.
ـ حكاية التفاني وبذل النفس من أجل الآخرين تبدو عند برتراند راسل مضحكة!. نعم هي حاضرة دائمًا على لسان أهل الدين، لكن راسل يعلن شكه فيها بغمزة ساخرة على راهب كان يكثر من تبنّي إهدار النفس للآخرين: أشك كثيرًا في ذلك الشعور الذي كان سيخالج الراهب لو أنه سمع براهب آخر يُمكنه الوقوف لمدّة أطول منه على عمود ضيّق!.
ـ يستبدل الفيلسوف الكبير مثل هذه الحلول الوهميّة بما هو أجدى، فيضيف إلى تنمية الشعور بالإعجاب، حلًّا آخر، يتمثّل في التّوقّف والامتناع عن التفكير بطريقة المقارنة: عادة التفكير على أساس المقارنة عادة خطرة حقًّا.
ـ يضيف: فإذا مررت بحادث يدعو إلى الارتياح فلتتمتّع به إلى النهاية، دون أن تحاول تصوُّر مدى الارتياح الذي كان من المنتظر أن تشعر به فيما لو كانت ظروفك شبيهة بإنسان آخر!.
ـ مصيبة الحسود، وسبب نكده الدائم، يكمن في أنّ: الحسود لا يُقدِّر قيمة الأشياء في ذاتها، إنما يُقدّرها بالنسبة لأشياء أخرى!. سيشقى حتى في الحب وسوف يُتعس محبوبه معه أيضًا!، لأنه برمج فكره وخياله وأعصابه ومشاعره على معالجة أمور الحياة بهذه الطريقة: "نعم إن الفتاة التي أحبها جميلة، وأنا أحبّها، وهي تحبّني، ولكن ما أجمل ملكة سبأ، لو كان لي ما كان لسُليمان"!.
ـ وسيلة ثالثة يمكنها أن تكون نافعة في هذا المجال، فبالإضافة إلى تنمية روح الإعجاب، وإلغاء طريقة التفكير على أساس المقارنات، لا بد من تنمية الآباء روح الاعتداد بالنفس لدى أبنائهم. كل حسودٍ يُشير بلائمةٍ ما على والديه!.
ـ يرى برتراند راسل أن الحسد "والغيرة نوع من أنواعه" مثله مثل السّأم والتعب، من طبيعة الحياة والنفس البشرية: وهو ظاهرة يمكن ملاحظتها في الأطفال قبل أن يمر على ولادتهم عام واحد!. ومع ذلك تتوجّب مقاومته والوثوق بإمكانيّة دحره وترويضه، فلا سعادة مع الحسد ولا هناءة لحسود!.
ـ ومثلما فعل برتراند راسل مع السأم والتعب، يفعل مع الحسد، فبما أنه طبيعي فلا بد أن تكون له فائدة ما، شرط أن يُهذّب بالتفكير الخصب والرزين!. يستقر الحال بفيلسوفنا إلى أن القليل من الحسد المروّض هو ما أنتج الديموقراطيّة!.
ـ لا يقلل هذا من خطورة الحسد، ولا من شروره وعظيم أضراره. هو أتعس صفة بشرية كما يقول راسِل: بدلًا من أن يستمد الإنسان السعادة مما يملكه، فإنه يستمد الشقاء مما يملكه الناس!.
ـ لتقزيم الحسد، لكبح جماح هذا البلاء الذي سيقضي على كل إنتاج فيما لو أطلقنا له العنان، يعرض برتراند راسل حلًّا لا يخلو من عبقرية: من حسن الطالع أنّ العواطف الإنسانيّة تتضمّن عاملًا آخر يتعادل مع الحسد وهو عامل الإعجاب!. وكل من يهدف إلى السعادة عليه أولًا أن يزيد من شعور الإعجاب!.
ـ حكاية التفاني وبذل النفس من أجل الآخرين تبدو عند برتراند راسل مضحكة!. نعم هي حاضرة دائمًا على لسان أهل الدين، لكن راسل يعلن شكه فيها بغمزة ساخرة على راهب كان يكثر من تبنّي إهدار النفس للآخرين: أشك كثيرًا في ذلك الشعور الذي كان سيخالج الراهب لو أنه سمع براهب آخر يُمكنه الوقوف لمدّة أطول منه على عمود ضيّق!.
ـ يستبدل الفيلسوف الكبير مثل هذه الحلول الوهميّة بما هو أجدى، فيضيف إلى تنمية الشعور بالإعجاب، حلًّا آخر، يتمثّل في التّوقّف والامتناع عن التفكير بطريقة المقارنة: عادة التفكير على أساس المقارنة عادة خطرة حقًّا.
ـ يضيف: فإذا مررت بحادث يدعو إلى الارتياح فلتتمتّع به إلى النهاية، دون أن تحاول تصوُّر مدى الارتياح الذي كان من المنتظر أن تشعر به فيما لو كانت ظروفك شبيهة بإنسان آخر!.
ـ مصيبة الحسود، وسبب نكده الدائم، يكمن في أنّ: الحسود لا يُقدِّر قيمة الأشياء في ذاتها، إنما يُقدّرها بالنسبة لأشياء أخرى!. سيشقى حتى في الحب وسوف يُتعس محبوبه معه أيضًا!، لأنه برمج فكره وخياله وأعصابه ومشاعره على معالجة أمور الحياة بهذه الطريقة: "نعم إن الفتاة التي أحبها جميلة، وأنا أحبّها، وهي تحبّني، ولكن ما أجمل ملكة سبأ، لو كان لي ما كان لسُليمان"!.
ـ وسيلة ثالثة يمكنها أن تكون نافعة في هذا المجال، فبالإضافة إلى تنمية روح الإعجاب، وإلغاء طريقة التفكير على أساس المقارنات، لا بد من تنمية الآباء روح الاعتداد بالنفس لدى أبنائهم. كل حسودٍ يُشير بلائمةٍ ما على والديه!.