التذاكر الإلكترونية.. بيع على المكشوف.. ومواقع لا تمنع أحدا
السوق السوداء تجارة رائجة.. وضوابط غائبة

نشطت في المواسم الأخيرة تجارة ما يسمى بـ “السوق السوداء”، وهو مصطلح يطلق على شراء تذاكر المباريات الجماهيرية من المواقع غير الرسمية، أو من باعة متجولين ينشطون خارج الساحات التي تحيط بالملاعب قبل بداية المباريات بساعات قليلة.
ويعتمد بيع التذاكر في السوق السوداء على استغلال حاجة الجماهير التي لم تتمكن من الحصول على تذاكر عبر المواقع الرسمية خاصة في المواجهات الآسيوية للأندية، ومباريات الكلاسيكو والديربي، فضلاً عن النهائيات والمواجهات الحاسمة.
وتصل قيمة التذكرة الواحدة في بعض الأحيان إلى عشرة أضعاف ثمنها الأصلي، وتتحكم عوامل عدة في هذه السوق، دون وجود رقابة صارمة أو قوانين ضابطة لها.
المواقع الإلكترونية
يجد العديد من المهتمين ببيع التذاكر، في المواقع الإلكترونية الخاصة ببيع المنتجات المستعملة والإعلانات المبوبة وغيرها سوقاً رائجة لهم، وصيداً سهلاً لزبائنهم من جماهير الأندية الكبيرة، والراغبين في حضور المباريات، لكن نفاد التذاكر قد يحول بينهم وبين الحصول عليها، ومع ذلك لا تبذل إدارات هذه المواقع أي جهود لمكافحة هذا النشاط على صفحاتها.
حسابات التواصل
تعد مواقع التواصل الاجتماعي السوق الأول لترويج التذاكر في السوق السوداء، حيث ينشط العديد من رواد السوشال ميديا، إما ببيع أو شراء هذه التذاكر، كما ينشط عدد من المشاهير للترويج لها كـ"جوائز" لمسابقاتهم، وآخرون بتقديمها هدايا لمتابعيهم على غرار ما يقوم به عدد من الشركات الراعية للأندية، واتجه البعض لفتح حسابات خاصة، الهدف منها بيع التذاكر فقط.
أسعار مرتفعة
مع الإعلان الرسمي من قبل إدارة النادي المستضيف للمباراة نفاد التذاكر في الموقع الإلكتروني المخصص للحجز والشراء، تبدأ هنا إعلانات البيع في مختلف المنصات، وتنشط غالباً على الدرجة الموحدة، حيث تتضاعف قيمتها إلى 10 أضعاف خاصة في ليلة المباراة، ولكن هذه القيمة تبدأ بالتناقص تدريجياً صباح يوم المباراة، وتعود مرة أخرى للارتفاع بعد طباعتها وبيعها مباشرة أمام الملعب، وتكون الساعة الأخيرة قبل انطلاق المباراة هي الأرخص، حيث يعمد البائعون إلى بيعها بسعر التكلفة وفي بعض الأحيان بأقل من ذلك تجنباً للخسارة.
تذاكر العوائل
تذاكر دخول المباريات للعوائل هي الأكثر رواجاً والأعلى مبيعاً في السوق السوداء، نظراً للإقبال الشديد عليها، والرغبة في الحجز الجماعي، حيث تبحث العوائل عن عدة تذاكر مجتمعة للحضور كعائلة والجلوس بجانب بعضهم بعضاً، وليس عن تذاكر فردية.
مقاعد الواجهة
مقاعد الواجهة هي الأغلى بالنسبة لعدد كبير من الجماهير، فيما تنشط سوق مختلفة في ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة "الجوهرة"، بالاعتماد على رقم المقعد، والمربع، وفي أي جهة سيكون الجلوس، مع النادي المضيف أو المستضيف.
دعوات مسربة
يسرب عدد من المقربين من الأندية، التذاكر الخاصة بالدعوات وتذاكر المنصة وما يعرف بـ "حصة النادي"، وحصة الشركات الراعية، والتي تهدى إلى بعض الجماهير ضمن نشاط علاقات عامة، ولكن جزءاً من هذه التذاكر يتم تسريبها، وتجد سوقاً رائجاً للبيع، ويتم بيعها بأسعار أقل من سعرها الحقيقي حتى تصبح مغرية للشراء، نظراً لارتفاع أسعار تذاكر المنصة وتذاكر الدرجة الممتازة.
ضوابط قانونية
يشترط نظام التجارة الإلكترونية، والمقر من قبل مجلس الوزراء السعودي، وجود التراخيص اللازمة والمقر لممارس نشاط البيع الإلكتروني، وذلك لحماية حقوق المستهلك من الاستغلال، لكن هذا الشرط لا يتوافر في السوق السوداء لبيع تذاكر المباريات، لأنها سوق غير مرخصة، ولا تخضع لهذه القوانين، التي قد تحمي المشجع من التلاعب والاستغلال.
التجارة تحذر
تقوم وزارة التجارة والاستثمار السعودية بجهود مكافحة بيع التذاكر في السوق السوداء، عبر التوعية والتثقيف، حيث نشرت الوزارة عبر موقعها الرسمي على "تويتر" في يونيو 2018 إبان كأس العالم في روسيا 2018 فيديو توضيحياً للطريقة الصحيحة لشراء التذاكر عبر الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، ووجهت الجماهير السعودية الراغبة بالسفر إلى روسيا لحضور المباريات، اتباع الطرق الصحيحة لشراء التذاكر.
كيف تتم عملية بيع التذاكر في السوق السوداء؟
1 طرح التذاكر من قبل النادي المستضيف على الموقع الإلكتروني
2 حجز الجماهير وشراء التذاكر بأعداد هائلة
3 إعلان نفاد التذاكر قبل يومين من موعد المباراة
4 تناقص تدريجي في الأسعار صباح يوم المباراة
5 ارتفاع كبير في أسعارها ليلة المباراة
6 بدأ الإعلان عن وجود تذاكر للبيع بأسعار أغلى من قيمتها الأصلية
7 ارتفاع أسعارها مرة أخرى بعد طباعتها لبيعها أمام الملعب
8 تناقص سعرها مرة أخرى لبيعها بسعر التكلفة أو أقل في آخر ساعة قبل انطلاق المباراة تجنباً للخسارة.
مونديال البرازيل.. الفضيحة الأشهر
يحارب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السوق السوداء للتذاكر، ويبذل جهوداً كبيرة بالتعاون مع السلطات المحلية في ضبط المخالفين، وتعد فضيحة بيع تذاكر مونديال البرازيل 2014 هي الأشهر، حيث أوقفت الشرطة البرازيلية في يونيو 2014، 11 شخصاً في ريو دي جانيرو وساو باولو بعد أن أعادوا بيع تذاكر المونديال، التي كان قد تم تخصيص بعضها من قبل "فيفا" لرعاة ولاعبي المنتخبات المشاركة والمنظمات غير الحكومية.
وأوضح "ثيري ويل" المسؤول عن بيع التذاكر بـ"فيفا"، في ذلك الوقت، أن المسؤولين عن التذاكر بالاتحاد سيساعدون السلطات المحلية التعرف على مصدر تلك التذاكر وطريقة تسويقها بشكل غير شرعي.
وأكد الاتحاد الدولي في البيان أن الجزائري محمدو لامين فيفانى، الذي تم إلقاء القبض عليه خلال العملية "لم يكن أصلاً من بين المعتمدين لكأس العالم، ولم يكن لديه تصريح بالدخول بسيارة رسمية للمونديال".
وفضلاً عن تلك الاعتقالات، أغلقت الشرطة البرازيلية ثلاث شركات سياحية لمشاركتها في الجريمة، وأعلنت أنها ستطالب بإغلاق الحسابات البنكية للمتورطين. وفي ذات الشهر أيضاً ألقت الشرطة القبض على عدد من الأشخاص بحوزتهم 400 تذكرة خاصة بمباراة البرازيل والكاميرون خارج ملعب مانيه جرانيشا في برازيليا.

