قضينا الأسبوع الماضي كلّه مع برتراند راسل وفلسفته حول السعادة. وأذكر لكم اليوم سببًا من الأسباب المهمّة للسعادة من تجربتي الشّخصيّة: أن يُنعم الله عليك بأساتذة ومُعلِّمين أفاضل!.
ـ لا أعني أساتذة الدّراسة وإنْ كان الأمر يشملهم دون شك، لكني أعني أكثر أولئك الذين يمكن لك أن تتعلّم منهم معنى وعمل الخير والجمال في هذه الحياة!.
ـ أتوجّه بحديثي لكم يا أحبّة بذاكرةٍ محمّلة تحديدًا بأولئك الذين رأيتهم يقدّمون العلم والمعرفة دون أن يُشعروك بقلّة وعيك ونقص فهمك!. وبمكرٍ خيّر جميل، يوجّهونك ويساعدونك وكأنّهم لم يفعلوا ذلك أبدًا!.
ـ كنتُ أظنّ أنّ هدفهم من وراء ذلك إعفاء أمثالي من حِمْل ردّ الجميل، وهو الأمر الذي أثق فيه اليوم أكثر من أي يوم سابق، لكنني أضيف إليه معرفتي بهدفهم الأنبل: أنْ أردّ جميلهم عليّ لكن ليس لهم بل لغيرهم من الناس!.
ـ أقرب الأمثلة، ضَرَبَه أستاذ أساتذتنا في الصحافة عثمان العمير قبل أيام. تفاعل مع كتابتي عن فلسفة السعادة كما دوّنها برتراند راسل، أعاد تدوير المقالة، معلّقًا: “جارنا رسل.. ولد نعمة لذلك جدف بهذا الطرح”!.
ـ الجميل الخفيّ، ليس في التفاعل ولا في إعادة التدوير، ولا حتى في التعليق بحد ذاته، لكنني رأيته في كلمة “رسل”!.
ـ أظن أنّ أستاذنا الكبير إنما أراد التصحيح لي، فأنا أكتب “برتراند راسل”، بينما في الكثير من كُتب هذا الفيلسوف المترجمة للعربية يُكتب اسمه “برتراند رَسّل”!. أي لطف غامر وأي كرم وأي درس يحمل في ثناياه ألف درس في هذا التصحيح الذي رُميَ لي وكأنني لم أُخطئ أبدًا؟!.
ـ وللعلم، فإنني فعلًا ارتبكت وتردّدت في كتابة الاسم “راسل” أم “رسل”، واستعنتُ بصديقي و”كاتم أسراري” الخاص حمد الضّوّي أستشيره قبل النشر، وبعد دقائق قال لي: الأصح “راسل”!. ما أجمل الأساتذة وإنْ اختلفوا!.
ـ لا يمكن لموضوع كهذا أن يمر دون ذِكْر أعظم أساتذتي: سليمان الفليّح رحمه الله. لم أر في حياتي أحدًا يُعلّمك وكأنه يتعلّم منك مثلما كان يفعل!. بلغ به النبل وفيض الكرم أنه يشعرك بمنافسته لك لا بأستذته وتفوّقه!. وكم كان يتقبّل منّا نحن تلاميذه الصغار، تلاميذه بمعنى الكلمة، حتى تمرّدنا عليه بعنجهيّة وطيش صِبَا!.
ـ وحتى لا أطيل عليكم: قبل أيام كتبت مقالة بعنوان “أحمد الحامد وعين الصقر”، دعوت فيها رئيس تحرير صحيفتنا بتغيير موقع زاوية الزميل أحمد الحامد إلى الصفحة الأخيرة بدلًا من زاويتي لأنني ويشهد الله أرى أنّ مقالته أحق وأجدر لخفّتها ولطفها والنبوغ في بساطتها القادرة على التقاط الأعمق بسلاسة أكبر.
ـ بعد نشري للمقالة تذكّرتُ حادثة قبل أكثر من ثلاثين سنة، واكتشفت أنني لم أفعل سوى محاولة لردّ دين قديم، في موقف أخلاقي جليل قدّمه لي الزميل ماجد سلطان في جريدة الوطن الكويتية!.
ـ كنتُ بدأتُ العمل في الجريدة قبل أسابيع قليلة، وكانت أستاذتي الرائعة، المدهشة: ليلى أحمد، رئيسة قسمنا. في ذلك اليوم نُشر لي موضوع قصير أسفل الصفحة بينما تم إفراد المساحة الأكبر لتغطية صحفية قام بها الزميل ماجد سلطان،..
ـ وأتذكّر: دخل علينا ماجد سلطان مستشيطًا، ظننته سيقول أي شيء غير هذا الذي قال: يا ليلى.. حرام عليك.. كتابة فهد كانت أحقّ بأن تكون الموضوع الرئيسي.. وبالمساحة!.
ـ يبدو أنّ الصدمة من هذا الكرم والنبل دامت أكثر من ثلاثين عامًا، فأنا لا أتذكّر أنني شكرته على ما قال!. نسيت الأمر إلى أن أرغمني جمال كتابات أحمد الحامد على كتابة ما كتبت، لحظتها أحسست بأنني أقول لماجد سلطان: شكرًا!.
ـ لا أعني أساتذة الدّراسة وإنْ كان الأمر يشملهم دون شك، لكني أعني أكثر أولئك الذين يمكن لك أن تتعلّم منهم معنى وعمل الخير والجمال في هذه الحياة!.
ـ أتوجّه بحديثي لكم يا أحبّة بذاكرةٍ محمّلة تحديدًا بأولئك الذين رأيتهم يقدّمون العلم والمعرفة دون أن يُشعروك بقلّة وعيك ونقص فهمك!. وبمكرٍ خيّر جميل، يوجّهونك ويساعدونك وكأنّهم لم يفعلوا ذلك أبدًا!.
ـ كنتُ أظنّ أنّ هدفهم من وراء ذلك إعفاء أمثالي من حِمْل ردّ الجميل، وهو الأمر الذي أثق فيه اليوم أكثر من أي يوم سابق، لكنني أضيف إليه معرفتي بهدفهم الأنبل: أنْ أردّ جميلهم عليّ لكن ليس لهم بل لغيرهم من الناس!.
ـ أقرب الأمثلة، ضَرَبَه أستاذ أساتذتنا في الصحافة عثمان العمير قبل أيام. تفاعل مع كتابتي عن فلسفة السعادة كما دوّنها برتراند راسل، أعاد تدوير المقالة، معلّقًا: “جارنا رسل.. ولد نعمة لذلك جدف بهذا الطرح”!.
ـ الجميل الخفيّ، ليس في التفاعل ولا في إعادة التدوير، ولا حتى في التعليق بحد ذاته، لكنني رأيته في كلمة “رسل”!.
ـ أظن أنّ أستاذنا الكبير إنما أراد التصحيح لي، فأنا أكتب “برتراند راسل”، بينما في الكثير من كُتب هذا الفيلسوف المترجمة للعربية يُكتب اسمه “برتراند رَسّل”!. أي لطف غامر وأي كرم وأي درس يحمل في ثناياه ألف درس في هذا التصحيح الذي رُميَ لي وكأنني لم أُخطئ أبدًا؟!.
ـ وللعلم، فإنني فعلًا ارتبكت وتردّدت في كتابة الاسم “راسل” أم “رسل”، واستعنتُ بصديقي و”كاتم أسراري” الخاص حمد الضّوّي أستشيره قبل النشر، وبعد دقائق قال لي: الأصح “راسل”!. ما أجمل الأساتذة وإنْ اختلفوا!.
ـ لا يمكن لموضوع كهذا أن يمر دون ذِكْر أعظم أساتذتي: سليمان الفليّح رحمه الله. لم أر في حياتي أحدًا يُعلّمك وكأنه يتعلّم منك مثلما كان يفعل!. بلغ به النبل وفيض الكرم أنه يشعرك بمنافسته لك لا بأستذته وتفوّقه!. وكم كان يتقبّل منّا نحن تلاميذه الصغار، تلاميذه بمعنى الكلمة، حتى تمرّدنا عليه بعنجهيّة وطيش صِبَا!.
ـ وحتى لا أطيل عليكم: قبل أيام كتبت مقالة بعنوان “أحمد الحامد وعين الصقر”، دعوت فيها رئيس تحرير صحيفتنا بتغيير موقع زاوية الزميل أحمد الحامد إلى الصفحة الأخيرة بدلًا من زاويتي لأنني ويشهد الله أرى أنّ مقالته أحق وأجدر لخفّتها ولطفها والنبوغ في بساطتها القادرة على التقاط الأعمق بسلاسة أكبر.
ـ بعد نشري للمقالة تذكّرتُ حادثة قبل أكثر من ثلاثين سنة، واكتشفت أنني لم أفعل سوى محاولة لردّ دين قديم، في موقف أخلاقي جليل قدّمه لي الزميل ماجد سلطان في جريدة الوطن الكويتية!.
ـ كنتُ بدأتُ العمل في الجريدة قبل أسابيع قليلة، وكانت أستاذتي الرائعة، المدهشة: ليلى أحمد، رئيسة قسمنا. في ذلك اليوم نُشر لي موضوع قصير أسفل الصفحة بينما تم إفراد المساحة الأكبر لتغطية صحفية قام بها الزميل ماجد سلطان،..
ـ وأتذكّر: دخل علينا ماجد سلطان مستشيطًا، ظننته سيقول أي شيء غير هذا الذي قال: يا ليلى.. حرام عليك.. كتابة فهد كانت أحقّ بأن تكون الموضوع الرئيسي.. وبالمساحة!.
ـ يبدو أنّ الصدمة من هذا الكرم والنبل دامت أكثر من ثلاثين عامًا، فأنا لا أتذكّر أنني شكرته على ما قال!. نسيت الأمر إلى أن أرغمني جمال كتابات أحمد الحامد على كتابة ما كتبت، لحظتها أحسست بأنني أقول لماجد سلطان: شكرًا!.