|


بدر السعيد
إلى الأهلاويين مع التحية
2019-08-17
لست أهلاوياً.. لكنني أحترم الأهلي "الكيان" وأدرك يقيناً أن مدرجه الكبير مليء بالعقلاء الذين يراهن عليهم الكثيرون وأنا أحدهم.. ولأنني أدرك كذلك أن الأهلي أحد أهم مكونات منظومة المنافسات الرياضية السعودية..
في مساء الثلاثاء الماضي كان للأهلي موعد جديد مع الخروج من البطولات.. وهو الخروج المتكرر لسنوات.. وبالطبع فقد كان خروجاً محزنًا بين أوساط الأهلاويين الذين كانوا وما زالوا يمنون النفس بتحقيق بطولة القارة.. في ذلك المساء تجددت الرغبة لدي لنقل مشاعري تجاه كيان أحترمه كثيراً اسمه "الأهلي".. والاحترام ممتد إلى العقلاء العاشقين من جماهيره وأعضاء شرفه الذين ضاعت بوصلتهم بحثاً عن مكامن الخلل، والتي لا يمكن علاجها بعبارات التخدير ولا إسطوانات التشكيك في الآخرين..
أحبتي جماهير الأهلي.. لا تستمعوا إلى تلك الأصوات التي لم تنفعكم يومًا ما.. ولن تنفعكم مستقبلاً.. أولئك الذين انتهجوا التشكيك منهجاً والإساءة إلى الآخرين أداة يتقربون بها إلى عقولكم.. الأصوات التي سخرت أقلامها وحناجرها بحثاً عن الانتصارات اللحظية "الشخصية" وتسجيل موقف "هامشي" خارج الملعب، وانتصار "تويتري" يبدأ بكلمة "اجلد" وينتهي بعابرة "طارت الجبهة"..
أولئك يا كرام صعدوا على متن سفينة الأهلي كأمتعة زائدة ليس إلا.. فالأهلي لديه من العشاق العقلاء ما يغنيه عن سواهم.. تخلصوا من كل "مطبل" همه إرضاء شخص بعينه بعيداً عن الكيان.. أبعدوا كل صوت "نشاز" تفرغ للإساءة تجاه المنافسين على حساب تقديم دعمه الإيجابي للفريق.. لا تمنحوا الضعفاء فرصة التأثير على مدرجكم الجميل.. لا تشوهوا مدرجكم بوجود من ينقل الإساءة تجاه الآخرين..
كتبت كلماتي الناصحة للأهلاويين ليقيني بأن الأهلي بإمكانه العودة إلى منصات التتويج وتكرار أمجاده وهو حق مشروط ووارد الحدوث، بل من غير المستغرب أن تشاهد الأهلي مجدداً بطلاً يحمل الذهب.. لكن تلك العودة مشروطة بعدة أمور ـ بعد مشيئة الله وتوفيقه ـ يأتي في مقدمتها أن يهتم الأهلاويون بناديهم "فقط".. وأن يتخلص "بعض" إعلامهم وجماهيرهم من "التبعية" التي استنزفتهم كثيراً لمصلحة غيرهم..
أحبتي جماهير الأهلي.. استمعوا لصوت النقد الهادف.. الصوت الذي يتواجد بينكم لكن تأثيره انحسر على حساب تلك الغوغاء التي فشلت لسنين في الوصول إلى صناعة هوية إعلامية رصينة ومتزنة تمثل الأهلي خير تمثيل..
أخيراً.. تذكروا أن النصيحة الصادقة تبدو قاسية وموجعة.. لكنها نافعة..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..