|


هيا الغامدي
فرقنا الآسيوية «تجرح وتداوي»
2019-08-29
بعد خروج الأهلي من قائمة الفرق السعودية الأربعة المشاركة في دوري الأبطال، تأمَّلنا خيرًا بالثلاثي النصر والاتحاد والهلال، لتقديم ما يليق بسمعة الكرة السعودية، وما يشفع لها البقاء في المكانة التي تليق بها! أعجبني النصر بمدربه البرتغالي فيتوريا أمام السد، وتفاجأت بأداء الهلال والاتحاد، اللذين أوقعتهما “الأقدار” مقابل بعض، إذ جاء الـ “كلاسيكو” باردًا على الرغم من طقس جدة الحار!
سأبدأ بالنصر الذي تفوَّق على السد والـ “ريمونتادا” العظيمة التي يفعلها في مبارياته الآسيوية حاليًّا، بدءًا بالزوراء، مرورًا بالوحدة، وانتهاءً بالسد! النصر صاحب هوية فنية واضحة، لذا ينجح في تحويل خسائره إلى انتصارات بفضل تكتيك مدربه “أفضل القوم آسيويًّا”، وروح لاعبيه، وبراعة أجانبه في صناعة الفارق، بالذات “أمرابط، وجوليانو”، وعلى الرغم من غياب حمد الله، إلا أن الفريق لم يتعلل، فمَن حضر أمتع، وانتصر أداءً بالوصول إلى المرمى وخلق الفرص، والفوز على فريق صاحب خبرة آسيوية كبيرة، يدربه تشافي صاحب الإمكانات الكبيرة، وهذا ليس بالأمر السهل، وهناك إيابٌ فيه كل الاحتمالات مفتوحة، لكن لو استمر بسياسة الضغط المستمر المتقدم، سيتأهل، وأتمنى أن يحسمها مبكرًا فسياسة “الرجوع، والتعافي” لا تنجح كل مرة، “وليس كل مرة تسلم الجرة”!
الاتحاد بحنكة وخبرة سييرا، الذي لا يحظى بثقة ودعم أكثرية الاتحاديين، نجح بفرض تكتيكه على الهلال، وتحجيم هجومه، وتقليص أفضليته، فسييرا كان “أذكى” من “المتذاكي” لوشيسكو، الذي أستغرب تعلله بغياب خربين وإدواردو. صحيحٌ أن غيابهما مؤثر، لكن مرت على الهلال أوقاتٌ، غاب فيها هذان اللاعبان بالذات، ومع ذلك كان يعيش أفضل حالاته، وليس الهلال الذي يتعثر بغياب هذا وذاك، وما يغيب عن “الجديد” لوشيسكو، أنه كمنظومة عمل وروح للاعبيه.. بمَن حضر! كلاسيكو منزوع الدسم فنيًّا وتهديفيًّا مع التوظيف الخاطئ للاعبين، والحذر المُبالغ فيه، ما أفقده المتعة المعهودة، مع الفرص الضائعة بالذات من الهلاليين، ومن الخطأ مدح الهلال، لأنه متى امتُدح فسد وأفسد متعة كرة القدم! ولا ذم الاتحاد، لأنه فريق خارج مجال التوقعات، يستطيع إدهاشك بما لا تتوقع! وعند تمثيل الكرة السعودية الكل في منظوري سواسية والوطن كلٌّ لا يتجزأ، أدعم وأهتم، وأفرح وأتألم مع الجميع على الرغم من أدائهم المتأرجح، فهناك مَن يجرح، ومَن يداوي، ومَن يفاجئنا لا أكثر!
ـ التحكيم الآسيوي نقطة ضعف واضحة في البطولة، وفي الـ “كلاسيكو السعودي” سقط أكثر من مرة، وإن ظلم الاتحاد مرة، فقد ظلم الهلال ألف مرة، وسيبقى كذلك بفضل ربع “نيشمورا”!