|


فهد عافت
الكتاب والفيلم والنصيحة!
2019-09-03
قناعة شبه تامّة: قراءة أي كتاب بناءً على نصيحة موجّهة لشخص بعينه، من شأنها أن تُثقِل كثيرًا على هذا الشخص، وأن تُعكّر متعة القراءة!.
ـ بسبب من هذه القناعة، أصدُّ عن كثير من الرسائل ولا أردّ!. يغيظ ذلك البعض وأتفهّم. ومنهم من يتطاول بكلمات جارحة وأتفهّم!.
ـ اقرأْ على هواك!. هذا رأيي وأزيد عليه: لا تحرم نفسك متعة الصُّدفة ودهشة الالتقاء بما تحتاج إليه وقد كنتَ لا تدري أنّك بحاجته قبل أنْ تلتقيه!.
ـ الاقتراحات، النصائح، الوصايا، والتوجيهات المسبَقَة، لا تُثقل عليك فحسب، لكنها تحرمك ألذّ ما في القراءة: لقاء ما تحب وما تريد وما أنت بحاجته صُدفة!.
ـ أحكي لكم حكاية: منذ ظهور الـ "نتفليكس"، قررت التزوّد بأكبر قدر من نصائح الأصدقاء المغرمين بالسينما الأجنبيّة، والتي لم أكن من عشاقها، في الوقت الذي أظن نفسي فيه صالحًا كمرجع للسينما العربية!.
ـ "أبلشتُ" أحبّتي ممّن أثق بذائقتهم وسعة معرفتهم بالأسئلة وطلبات ترشيح أفلام لمتابعتها!. تجمّعت لديّ عناوين لأكثر من ثلاثين فيلمًا، شاهدتُ عشرةً منها ثم توقّفت!. لقد أثقلتْ التوصيّات عليّ رغم أنني أنا الذي طلبتها وبإلحاح!.
ـ مع كل فيلم، كنتُ أنتظر ملاقاة ذات الدهشة والإعجاب والإطراء المستحق الذي حدّثوني به عن الفيلم وأبطاله وتصويره وإخراجه وموسيقاه!. تأكّد لي أنّ ذلك صعب جدًا ومُرهق كثيرًا، خاصةً مع إحساسي بأنني في اختبار: ذائقتي ليست جيدة ما لم يعجبني الفيلم!. بهذا الإحساس المُثقل لم أقدر على متابعة أي فيلم بنقاوة خالية من الكَدَر!.
ـ قررتُ أمرًا آخر: انتقاء أفلام على هواي، وحسب ما تمليه عليّ لحظة الرغبة في المشاهدة. أضغط الزّرّ، أقلّب الضوء بين المربّعات حيث بوسترات الأفلام وعناوينها، وأختار للمشاهدة فيلمًا دون الانشغال بمعرفة سبب اختيار هذا الفيلم!.
ـ ويا للمفاجأة: استمتعتُ بكل ما شاهدت تقريبًا، وما لم أستمتع به توقفتُ عنه دون شعور بحرج من أي نوع!. أحسستُ أنني حُرّ طليق، وأن رغبتي في المشاهدة تخصّني وحدي، أنها حقّ لي وليست واجبًا عليّ!. بعض الأفلام كانت ساذجة ومع ذلك استمتعت بها!.
ـ حيلة أُخرى احتلتُ بها: رحتُ أراقب من بعيد، الاقتراحات العامّة لمتابعة بعض الأفلام، وأسجّل بعض العناوين أو أصوّر بعض تغريدات "تويتر"!. دون علم أصحابها ودون التداخل معهم!. وأرى ما إذا كنت سأتابع الفيلم أم لا، تاركًا الأمر للهوى والرغبة والشعور بالمتعة لحظة الاختيار!. بعض الوصايا قدّمت لي أفلامًا مذهلة!.
ـ تيقنت من أن أطيب التوجيهات هي تلك التي تقتنصها أنت بنفسك، دون أن تكون موجّهةً لك بشكل خاص!.
ـ ليس أكرم ممّن يستحق الشكر على خدمة أسداها، إلا ذلك الذي لا يدري أنه يستحق الشكر لأنه لا يدري أي خدمةٍ أسداها ولِمَنْ من الناس تحديدًا!.