|


د. حافظ المدلج
العودة للدراسة
2019-09-03
يعود الطلاب في معظم دول العالم للدراسة هذه الأيام، فتشهد البيوت والمدارس والجامعات والمدن حالة استنفار بعد ركود إجازة الصيف الطويلة، ويحتاج الجميع لبضعة أيام حتى يتمكنوا من التعود على النظام الجديد للنوم، وإعادة ضبط المواعيد مع “العودة للدراسة”.
لعلكم تابعتم ما تناقلته وسائل التواصل عن الإعلانات المصاحبة لعودة الطلاب بين الثقافة الأجنبية التي تعطي انطباعات إيجابية عن عودة الفرح والمرح، وتلك المحلية التي تمنحك شعورًا سلبيًّا يوضح الهموم المصاحبة لتلك العودة الثقيلة على نفوس الطلاب، ولعل القائمين على التعليم والمكتبات وغيرها ينتبهون لتلك النقطة ويغيرون نظرتنا لموسم “العودة للدراسة”.
على مستوى التعليم العام لن تبدأ الدراسة وهناك طالب يبحث عن مقعد دراسي فلا يجد، وهو أمر أتمنى أن يتحقق على مستوى الجامعات التي لا تتناسب طاقتها الاستيعابية مع عدد خريجي الثانوية العامة في “السعودية العظمى”، والحقيقة المؤلمة أن هذا العام الدراسي هو الأعلى في نسبة رفض قبول المتقدمين للدراسة الجامعية، وهو العام الذي سيشهد بداية عام التحول الوطني 2020، ولذلك أكرر المطالبة بقبول جميع المتقدمين وإدخالهم في برنامج “السنة التحضيرية”، وتحديد نسبة القبول للتخصصات المختلفة أو مغادرة الجامعة لمن لا يتمكن من تجاوز امتحانات هذه السنة المفصلية، أما ربط القبول بما يسمى “المعدل الموزون” فهو نظام لا يحقق العدالة، لأن حالات الطالب الصحية والنفسية والذهنية في أيام تلك الامتحانات قد تعني حرمانه من الدراسة الجامعية، بينما نظام “السنة التحضيرية” يمنح الطالب فرصة كاملة للدراسة والاستعداد، ويمنح الجامعة أدوات دقيقة للحكم على قدرات الطالب ويرحم الآباء والأمهات من مفاجأة حرمان أبنائهم وبناتهم من التعليم الجامعي عند “العودة للدراسة”.

تغريدة Tweet:
إنها رسالة لصنّاع القرار الأكاديمي بضرورة إعادة النظر في ترتيبات موسم “العودة للدراسة” من ناحية بحيث نتعلم من الدول المتقدمة كيفية جعل الطلاب يشتاقون لبدء الدراسة بدل تناقل المقاطع التي توحي بأنها فترة سلبية من عمر الطالب، والأهم من ذلك التفكير بشكل وطني وإنساني في آلية القبول بالجامعات بحيث لا يحرم الطالب من حقه في مواصلة التعليم بناءً على نتيجة اختبارات منفصلة لا تمثل امتدادًا للمرحلة الثانوية التي تخرج فيها الطالب بعد دراسة الروضة والتمهيدي والابتدائي والمتوسط، وعلى منصات العودة للدراسة نلتقي.