|


عدنان جستنية
نادي الوطن مضرب مثل للوطنية
2019-09-03
استوقفتني طويلًا تغريدتان لرئيس نادي الاتحاد أنمار الحايلي ونائبه أحمد كعكي اللذين عبرا من خلالهما عن فخرهما واعتزازهما بانضمام سبعة لاعبين من نادي الاتحاد إلى المنتخب الوطني الأول عقب اختيار مدرب المنتخب لهم. ولعل الذي جعلني أتوقف عند هذين التصريحين أنني لم أجد لهجة “تذمر” واحتجاج لهذا الاختيار على اعتبار أن الفريق الاتحادي ما زال في حالة “استشفاء” ولم تستكمل عافيته بعدما تعرض في الموسم الماضي إلى هزة كبيرة كادت أن تودي به إلى الهاوية.
ـ كان بمقدور رئيس نادي الاتحاد ونائبه إعلان موقفهما الرافض لهذا الاختيار من منظور أن الفريق لديه استحقاقات مهمة جدًا في بطولة دوري آسيا وبطولة الأندية العربية ناهيكم عن المباريات التي سيلعبها في بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان مما يجعل الفريق معرضًا للإرهاق ومن ثم سينعكس ذلك على إنجازات من الممكن أن تتعرقل، وخسائر ستؤثر على سمعة العميد والإدارة ولكم أن تتخيلوا كيف ستكون ردة فعل الجماهير إن أخفق النمور في حصد أي لقب محلي أو خارجي؟!
ـ حقيقة كم أسعدتني كثيرًا هذه الروح الوطنية من قبل “أنمار والكعكي” ومبادرة رائعة منهما في إبراز حجم فرحتهما بتمثيل سبعة لاعبين الأخضر في وقت كنا نسمع فيه أصواتًا “نشازًا” من بعض الأندية “الكبار” وإعلام تابع لها لا يعبرون عن رفضهما للقرار فحسب إنما “تشكيك” في إدارة الاتحاد السعودي لكرة وإدارة المنتخب بأن هناك “تعمدًا” واستقصادًا لأنديتهم لـ”إضعافها” في بطولة الدوري، مطالبين رئيس هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية بالتدخل ومنح “استثناءات” خاصة للاعبيهم أو أنهم سيلجؤون بالشكوى إلى “فيفا”.
ـ هذه المواقف “غير المسؤولة” لم يكن لها وجود في فترات سابقة إنما استجدت في الموسمين الماضيين على وجه التحديد. صحيح أن هناك أندية كانت تعترض على نظام الجدول أثناء مشاركاتها الخارجية تقتضي من لجنة المسابقات إجراء تعديل للمواعيد بما لا يفقدها حقها من تحقيق إنجازات باسم الوطن في المحافل الإقليمية والدولية.
ـ نادي الوطن ممثلًا في إدارة واعية وإعلام يعي تمامًا رسالته وجمهور يعلم دوره كانت لهم جميعًا لفتة وطنية “غير مسبوقة” في دعم المنتخب السعودي دون أن نقرأ أو نسمع أي انتقادات أو مبررات أو لغة “تشكيك” بما يؤكد أن لقب “نادي الوطن” الذي أطلقه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز جاء منسجمًا ومتطابقًا شكلًا ومضمونًا مع نادي الاتحاد وروح وطنية تسكن محبيه للوطن وإنجازات سعودية يتشرف بحصدها، فطوبى للاتحاديين بهذه الروح وهل من مقتدٍ؟