|


نبيه ساعاتي
ركود ما بعد ميسي ورونالدو
2019-09-04
على الرغم من أنه محافظ على لياقته وبرنامجه الغذائي وبنيته إلا أن البرتغالي كريستيانو رونالدو شارف على الانتهاء كرويًا حيث بلغ الخامسة والثلاثين وبكل تأكيد لم يعد كما كان سابقًا ولن يكون في المستقبل كما هو اليوم استجابة لسنة الخالق في خلقه فلكل بداية نهاية، وعلى نفس الخطى يسير الأرجنتيني ميسي الذي بلغ الثالثة والثلاثين.
ورغم ذلك كلاهما يتواجد في قائمة الأفضل النهائية لعام 2019 التي أعلنها الاتحاد الدولي لكرة القدم “FIFA” قبل أيام إلى جوار مدافع ليفربول الهولندي فان دايك الذي أكاد أجزم بأنه سيحصل على اللقب لعدم وجود منافس حقيقي.
والواقع أن وجود ميسي ورونالدو ضمن قائمة الثلاثة الأفضل على مستوى العالم حتى الآن أمر إنما يؤكد عجز الكرة العالمية عن تقديم نجوم بحجم هذا الثنائي الذي لا شك أتحفنا على مدى نحو عقد ونصف من الزمان بإبداعات وفنون كرة القدم، كما أن وجود مدافع معهما دليل آخر على عدم توفر من يرث عرش الكرة العالمية بعد رونالدو وميسي، ولعل ما يؤكد صحة ذلك نظرة فنية متفحصة على كرة القدم العالمية فمعها لن تجد فعلًا نجومًا واعدة تبعث أمل ميلاد أساطير كروية جديدة، حتى البرازيلي نيمار بواقعية وتجرد لا أعده ضمن العظماء الذين أرى أن أفضلهم عبر التاريخ مارادونا ثم ميسي ومن بعدهما بيليه فكريستيانو وزيدان ثم باكنباور وكرويف فبلاتيني وأخيرًا رونالدو وابن جلدته رونالدينو.
عمومًا هذا العجز الكروي سيؤول إلى تراجع في المستوى الفني للكرة العالمية يتبعه كاستجابة طبيعية تراجع على المستوى التنافسي بين المنتخبات والأندية وبالتالي التأثير السلبي على المردود الاقتصادي لمنافسات كرة القدم وهو المحرك الأساسي للحدث الرياضي، وتمضي هذه الحلقة في دورانها تزامنًا مع الحرب الاقتصادية التي تدور حاليًا بين الصين والولايات المتحدة والتي حتمًا ستمتد إلى أوروبا التي تعاني الأمرين من خروج بريطانيا المرتقب من الاتحاد الأوروبي “Brexit” وبالتأكيد كل ذلك سيلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي الذي بات يتردد في محيطه الركود الاقتصادي “Recession” الذي أتصور شخصيًا أنه بعيد رغم التباطؤ النسبي وتأرجح بعض البنوك العالمية واتباع نهج الهندسة المالية من قبل بعض المؤسسات المالية العالمية، ولكن في المقابل أجزم بأنه ستكون هناك اختناقات مالية وفي مثل هذه المراحل تتراجع الأنشطة غير الحياتية أو تلك التي لا تتعلق بالأساسيات ومن ضمنها بطبيعة الحال الرياضة.