|


هيا الغامدي
«البزنس الخفي» أمان اللاعب
2019-09-06
من الخطأ الرهان على كرة القدم ولو بعصر الاحتراف ومن يراهن عليها فهو خاسر، فهناك الكثير من النجوم ممن لم ينصرهم تاريخهم الكروي الطويل بالملاعب تعرضوا للفقر والفاقة والمهانة والإذلال رغم ما قدموا بالملاعب لم يجدوا ولو قوت يومهم وهذا مؤسف جداً! مؤلم بالنفس أن تجد نفسك فجأة على هامش “الحياة” لا كرة القدم وحدها بعد وداع الشهرة والنجومية!
نجوم دولية كثر ارتبط اسمها بأعلى الرواتب/ مقدمات العقود بعد الاعتزال لم يجدوا ما يسدون به احتياجاتهم اليومية! كرة القدم من المهن “الوقتية” التي لا أمان معها! برأيي اللاعبون في ذلك ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما، لاعب “ذكي” لديه مخزون مادي يسنده “كالبزنس الخفي” ولاعب “غبي” عايش ليومه فقط يصرف ببذخ على مظهره وسفره و...إلخ، ويخرج بخفي حنين فجأة يجد نفسه “آوت” وهي مكانة لا تليق بنجم مشهور أحبه الناس وأعجبوا به فجأة يتحول لعنصر مثير للشفقة والتعاطف وربما السخرية من ضعاف النفوس فهذه وضعية اللاعب مع كرة القدم بعد أن تأخذه لحماً وترميه عظماً “مالم” يحصن نفسه مبكرا!
كثير من اللاعبين لا يحسنون استخدام كرة القدم لصالحهم من البداية! مأساوية فكرة أن يتحول النجم المشهور الذي أفنى عمره وشبابه بالكرة لمجرد موظف أمن “سكيورتي” لا يتجاوز راتبه 1800 ريال أو سائق أجرة “كداد” خالد مسعد وعبد الله سليمان ومحمد الخليوي وغيرهم تعرضوا لظروف مادية صعبة بعد وداع الملاعب، بعضهم أثقلته الديون وأودع بالسجون والبعض لا يجد قوت يومه ومن يعيش بلا منزل ولا....! هؤلاء تعرضوا للإجحاف والخذلان فمنهم من لم يقم له حفل تكريم/ اعتزال للآن رغم ما قدم لمنتخب بلاده وناديه!
لا أنكر أن هناك لاعبين أذكياء استخدموا كرة القدم “صح” بالمجال الاستثماري واستفادوا الأمثلة كثر فدراسة لمجلة فوتبول الفرنسية ذكرت أن حسين عبد الغني “سعودياً”، وإسماعيل مطر “إماراتياً” أكثر اللاعبين ذكاء باستثمار الأموال من وراء كرة القدم!
للأسف ضياع الأموال بعد الشهرة والنجومية ظاهرة عالمية، فتايسون أسطورة الملاكمة انتهى به الحال لبيع قصره بالمزاد العلني لعدم قدرته على دفع فاتورة الكهرباء.. ومارادونا مع الضرائب..! قاعدة الحياة تقول الجمع بين مهنتين باطل إلا أنه في كرة القدم أجده “واجباً” حفظاً لماء الوجه وأماناً للمستقبل، نحن نعيش بالاحتراف والعائد المالي للاعب يحقق له مضاعفة الأموال وتأمين مستقبله والاستثمار بمختلف القطاعات الاقتصادية!