|


فهد عافت
نقيض القُبْلَة!
2019-09-06
ـ بلكونة" الجمعة، تُطل على كتاب، ليس لي من المقالة غير العناوين الفرعيّة الصغيرة، وعلامات تعجّبٍ، وبعض تقويسات!، وقفزات صغيرة حذرة!، ويا للغرور إذ أزعم بأهميتها!.
كتابنا اليوم: رواية "الكُتُب التي التَهَمَتْ والدي". لأفونسو كروش. ترجمة سعيد بنعبد الواحد. دار مسكيلياني:
ـ حكاية:
جلس رجلٌ قُرب نهر وقال إنّه مُعجب بالأسماك التي تسبح سعيدة. فسأله الآخَر: "أنت لستَ سمكة، فكيف لك أن تعرف أنّ الأسماك سعيدة؟!". فردّ الأوّل: "وأنتَ لستَ أنا، فما أدراك أنّني لا أعرف هل الأسماك سعيدة أم لا؟!".
ـ آيسكريم للضوء:
كان ذلك الضّوء يلحس العِلّيّة بكاملها!.
ـ الحاسّة السادسة:
إنّ الإنسان له حواسّ أُخرى غير الحواسّ الخمس المعروفة "البصر، والشّمّ، والذّوق، والسمع، والّلمس". ولذلك علينا أن نضيف الوعي الأخلاقي، أي التّعرّف على الخير والشّر في ما نفعله وفي ما نُحسّ به!.
ـ صوتُ الجَدّة:
حذّرتني جَدّتي بصوتٍ بدا كأنّه فراشةٌ تُغادر المكان...!.
ـ هندسة أدبية:
..، ويكفي أن نعرف أنّ كتابًا جيّدًا له بالضرورة أكثر من قِشْرة واحدة، وأنه بناية من عدّة طوابق. لأنّ الطابق الأرضي لا يليق بالأدب. إنه ملائم أكثر لنشاط البناء، وهو مريح لمن لا يحب صعود الأدراج، ونافع لمن لا يقدر على ذلك. أمّا في الأدب، فلا بدّ من وجود طوابق متراكمة، سلاليم وأدراج، حروف في الأسفل وحروف في الأعلى!.
ـ نقيض القُبْلَة:
يُقال إنّ لكل شيء وجهًا وقفا هو نقيضه. لكن، ما هو نقيض القُبْلَة؟!. ليس فعل الانفجار، كما قد نتوقّع. بل هو رؤية من نُحبّ وهو يُقبّل شخصًا آخر!.
ـ بطل رواية الجريمة والعقاب:
لم يكن سجنه في سيبيريا وسط الأعمال الشّاقّة، كان سجنه الحقيقيّ داخل ذهنه. ففي الذّهن يكون الناس إمّا أحرارًا أو سجناء!.
ـ متاهة:
قرأتُ ذات مساء لكاتب يُدعى بورخيس: ثمّة عدّة أماكن يُمكن أن يتُوه فيها المرء، لكن لا يُوجَد مكان أكثر تعقيدًا من مكتبة. بل إنّ الكتاب الواحد يُمكن أن يُمثّل متاهة نضيع فيها ونغيب!.
ـ الذّكريات تواقيع لا وقائع:
إنّ الذّكريات تتغيّر مع مرور الوقت، فهي ليست وقائع دُوّنتْ على الورق ووُصِفَتْ بكل دِقّة وصرامة. بل أمورا عاطفيّة تتغيّر كلّما تذكّرناها!. تخضع لعمليّة تفكير ثانية فتتحوّل إلى شيء آخر،...، ليست ذكرياتنا حقيقيّة البتّة أو لِنَقُلْ إنها ليست حقيقية بشكل مُطلق، بل هي مجرّد تأويل!.
ـ سيكولوجية:
نحن نرغب في المُعاناة حين نُدرِك أننا ارتكبنا شيئًا فظيعًا، وكأننا نودّ أنْ ندفع ثمن فعلنا!. ومردّ ذلك إلى أنّ الإنسان كائن معقّد تحكمه أشياء في غاية البساطة!.
ـ ربما لا يحتمل المصعد:
*لا تخش شيئًا. إنه يتحمّل وزن 500 كيلو!.
**بصراحة، أُفضّل أن أصعد السلاليم، لأنّ ضميري مُثقل أكثر من الّلازم!.
ـ أنت حكايتك:
نتشكّل من الحكايات، وليس من الجِينات ورموزها، ولا حتى من الّلحم والجلد والعضلات والمخّ. نعم، نحن نتشكّل من الحكايات!.
ـ الرجل الذي ظننّاه قويًّا:
يبدو أنه كان قادرًا تمامًا على تحمّل الازدراء كما العنف دون مبالاة. بَيْدَ أنّني رأيته، أكثر من مرّة، يبكي لوحده!