|


الرياضي المخضرم يروي مسيرة طويلة.. ويتحدث عن المونديال

أحمد عيد: قلت: «لا» لعبد الله بن مساعد

حوار : ماجد التويجري 2019.09.16 | 12:53 am

يرتبط أحمد عيد بمسيرة استثنائية في كرة القدم، بدأت على المستطيل الأخضر، قبل أن يصقل خبراته بالدراسة الأكاديمية ويتجه إلى العمل الإداري، الذي تدرج فيه حتى أصبح أول رئيس منتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم.
ويمثل النادي الأهلي محطة مهمة في مسيرة عيد الرياضية، إذ لم يمر عام على انتقاله إلى صفوفه قادمًا من نادي التسامي الرياضي في جدة إلا وحجز موقعه في تشكيلة المنتخب السعودي الأول، ويبدأ رحلة مع إنجازات لا تحصى، أبرزها حصوله على جائزة أفضل حارس مرمى في بطولة كأس الخليج الأولى.
ولأن سقف طموحاته لا حدود له، لم تتوقف المسيرة الرياضية لعيد باعتزاله الكرة، حيث عمل على مسارين، الأول التأهيل الأكاديمي، والثاني العمل الإداري الرياضي، ما رفع كثيرًا من أسهمه وجعله واحدًا من الإداريين الذين وضعوا بصمتهم مع المنتخب السعودي الأول الذي توج بطلًا لكأس آسيا 1996.
وفي حواره مع “الرياضية” استعاد أحمد عيد ذكريات أكثر من نصف قرن تنقل فيها بين الملاعب والمكاتب، كما شدد على حرصه على التصويت في أي قرار يتخذه الاتحاد السعودي لكرة القدم إبَّان رئاسته له، كاشفًا عن أنه قال “لا” لعبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة السابق في أكثر من مرة.



01
أين أنت؟
الله يحييك، وأسعد بالرد على أسئلتكم كافة، أنا موجود في المشهد ولم أغب عنه نهائيًا، ما بين الساحة المحلية والخليجية والعربية والدولية، هناك بالتأكيد مسؤوليات رسمية، وهناك مشورة وتشاور، وباختصار رغم تقدم السن إلا أنني لازلت أتعلم وأبحث عن تطوير الذات، وموجود معكم في هذا الوسط قلبًا وقالبًا، وهمي الأول دائمًا وأبدًا رياضة هذا الوطن ومصلحتها.
02
جميلة جدًا تجربتك على كرسي الاتحاد السعودي.. ماذا أخذت منك وماذا أعطتك؟
أعدها تجربة ثرية للغاية على المستويات كافة، هي لم تكن فقط كرة قدم بل كانت فرصة لجوانب اجتماعية وثقافية وأمور مختلفة، وللعلم فقط أنا في غاية السعادة لأن علاقتي مع المؤسسة الرياضية بدأت منذ طفولتي وعلى مراحل ومستويات مختلفة، الأكيد أنني سعيد جدًا بترجمة جزء من تجربتي الثرية في الوسط الرياضي كرئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم، ومن حقي أن أتغنى بما أعطاني الاتحاد بعيدًا عن ما أخذ مني.
03
أنت أول رئيس منتخب في الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أن كان بالتعيين.. ماذا يعني لك هذا الأمر؟
هذا الأمر يعني لي الكثير، وأنا فخور جدًا بأنني أول رئيس يفوز بكرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وصدقني موضوع الانتخابات والفوز بها ذات طعم خاص، فما بالك إن تحقق ذلك وأنت أول من يفوز بالكرسي بهذه الطريقة، وسط وجود جمعية عمومية، الانتخابات وقتها كانت قمة في الشفافية والوضوح، والإعلام الرياضي تعاطى معها كما يجب، وبالتأكيد اليوم ورغم مرور وقت طويل على هذا الموضوع إلا أنني في كل يوم أحمد الله وأشكره أنني حظيت بهذه الفرصة، ولولا توفيق الله ثم حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي وولي عهده لما تحقق لي هذا الطموح والفرصة.
04
المصداقية والشفافية كانتا حاضرتين بامتياز في التجربة الأولى.. لكن هناك من يقول إنها لم تكن كذلك في التجارب الثلاث الماضية.. ما رأيك؟
الرأي لكم، وبالنسبة لي لم أتابع الموضوع بطريقة دقيقة وواضحة، وبالتالي لا أستطيع أن أقدم حُكمًا.
05
انتشر أيام وجودك على كرسي الاتحاد كلام كثير بأنك كنت تقول للأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة وقتها “لا”.. فهل هذا صحيح؟
نعم صحيح، رغم حبي واحترامي ووفائي للأمير عبد الله بن مساعد، وهو رجل صادق ونبيل قدّم للرياضة السعودية الشيء الكثير، لكن الاتحاد مستقل ولديه مجلس إدارة، وكنا لا نتخذ أي قرار إلا بالتصويت، والهيئة جهة رياضية عليا لها اتجاهاتها وقرارها، وبالنسبة لي كنت لا أستطيع أن أتخذ قرارًا دون الرجوع للتصويت مع زملائي، لذا حدث هذا الأمر.
06
من هو البطل الحقيقي في وصولنا إلى كأس العالم في روسيا؟
البطل الحقيقي يا صديقي اللاعب السعودي بالدرجة الأولى، والأجهزة الإدارية والفنية، ومعهم الإعلام والجمهور، فهم شركاء حقيقيون في هذا النجاح، وحتى تعرف أن كلامي صحيح ارجع لمشهد الجوهرة أمام اليابان، وقتها ستشاهد منظرًا جميلًا في المدرج، زيّنه حضور سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد.
07
لكن أبغى منك يا أبو رضا تعطيني الجهة الإدارية في مشروع الوصول إلى روسيا؟
بالتأكيد الاتحاد السعودي بأعضاء مجلس إدارته كافة، كونهم هم من اختار
مارفيك، هذا الرجل الفني العظيم الذي استطاع أن يخلق هيبة غير عادية للأخضر السعودي، ومواجهة كل المشكلات والظروف وخلق الاستقرار، وبالمناسبة لازلت على تواصل معه، وهو عاشق للأخضر السعودي.
08
لو كنت صاحب قرار وقتها هل ستقوم بالاستغناء عن مارفيك؟
لا طبعًا، بل سأتمسك به بكل ما أوتيت من قوة، لا تنسى أنت أو غيرك أنه نجح في إيجاد توليفة ومجموعة متميزة، وحقق مكتسبات كثيرة، وهو مدرب كبير وتاريخه يحكي عنه، وكل واحد عايش كرة القدم على صعيد الأندية والمنتخبات العالمية يعرف من هو مارفيك.
09
أفهم من كلامك بأنك تلوم وتستغرب من قرار عدم إبقاء مارفيك؟
أنا لا ألوم ولا أستغرب، أنت سألتني لو كنت صاحب قرار هل سيبقى الهولندي أم لا، أكيد كنت سأبقي عليه، فهو وصل إلى مرحلة يفهم ويعلم كل تفاصيل كرة القدم السعودية، وكان مستقرًا معنا بدرجة عالية.
10
هل هذا يعني لو أن مارفيك استمر سنحقق نتائج أفضل في روسيا؟
هذه أمور في علم الغيب، وكرة القدم أم المفاجآت، الأكيد أن مارفيك كمدرب هو من أوصلنا إلى روسيا، والاستقرار في كرة القدم مهم، بل هو أجمل قرار ممكن أن يحقق لك انتصارات متواصلة.
11
كثيرون كانوا يقولون إن اتحاد القدم مع أحمد عيد مليء بالأخطاء وبعد رحيلك ترحموا عليك.. فماذا تقول؟
كل واحد من حقه أن ينتقد ويقدم رأيًا خاصًا به، أنا وزملائي في أعضاء مجلس الإدارة كان لدينا هم واحد وهاجس مهم هو كرة القدم السعودية، عمومًا لم نكن نهتم بمن يغنّي على أهوائه ورغبته، وأنا شخصيًا تركت الكرسي وأنا راضٍ ومرتاح الضمير عن كل ما قدمناه، وتبقى الانتقادات والرأي والرأي الآخر حق مشروع لكل إعلامي أو أي فرد ومشجع مهتم بكرة القدم السعودية، ولا أحد يستطيع أن يكمم الأفواه، وأنا شخصيًا أحترم كل الآراء حتى من ينتقدني، فليس بالضرورة أن أكون دائمًا على صواب.
12
يقال بأن الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل عرض عليك منصب رئاسة الاتحاد السعودي قبل تزكية المسحل؟
أنا لم يعد لدي أي رغبة في العودة لهذا الكرسي، ومتحمس دائمًا للرياضة السعودية، وأن تكون في القمة، ومستعد للمشورة، الأمير عبد العزيز يقدم عملًا كبيرًا، شاب متحمس ويحظى بثقة القيادة وهو على قدر المسؤولية، وأنا معه قلبًا وقالبًا، وأنا متأكد بأن السواد الأعظم من الشباب والرياضيين يحبونه ويثقون فيه، ومعه المقبل أجمل بإذن الله.
13
هل صحيح أن سلمان القريني والدكتور عبد الله البرقان كانا الصوت الأقوى في اتحادك؟
هذا غير صحيح، سلمان القريني كابتن كبير ولديه إلمام كبير في جوانب مهمة في الرياضة، والأمر ينطبق على الدكتور عبد الله البرقان، فكل واحد منهما يمثل مرجعية كبيرة في كرة القدم، وجميع الأعضاء كل واحد كان له مساحة في تخصصه.
14
الكل يقول بأن سلمان القريني وعبد الله البرقان كانا الأقرب إلى قلبك.. وكنت تزورهما في بيتيهما.. وهما على علاقة مباشرة بجميع القرارات؟
قلت لك هذا الكلام غير صحيح، وأنا كنت على تواصل مباشر مع كل الأعضاء وجميعهم سواسية، ولم أكن أفرق بينهم، كل ما في الأمر أننا كنا نسيّر أمور الاتحاد وفق الاختصاص، و19عضوًا كل عضو منهم لديه مسؤوليات، وبالمناسبة لدينا قروب عبر “الوتس آب” لا يزال موجودًا منذ أن فزنا في الجمعية العمومية وحتى اليوم، ولدينا دورية خاصة كل مرة عند واحد منا في مدن السعودية المختلفة، ومن خلال القروب والدورية نحن على تواصل مستمر، أحيانًا في القروب شبه يومي، ولعلك تعلم أن معظمنا متقاعدون، ومن خلاله نتواصل ونقلب في صفحات الرياضة وهمومها.
15
يقال بأنكم في هذا القروب تنتقدون بعض القرارات التي تصدر من مجالس إدارة الاتحادات السابقة التي جاءت بعدكم؟
نحن لا ننتقد أحد وهذا الكلام غير صحيح، وقروبنا “راقٍ جدًا” لا يصدر فيه إلا الكلمة الطيبة والمشورة الناجحة، التي تأتي في سياق المصلحة العامة، لمصلحة رياضة الوطن، وبعض الإخوة في القروب عملوا مع مجالس إدارات الاتحاد التي جاءت بعدنا.
16
ما بين إدارتك وإدارة الدكتور عادل عزت وإدارة قصي الفواز من كان الأنجح والأفضل للاتحاد برؤيتك كخبير رياضي؟
أنا لا أستطيع أن أقيّم نفسي ولا حتى الآخرين الذين جاؤوا من بعدي، التقييم دائمًا في مثل هذه الحالات يفترض أن يكون مصدره جهات عدة، من بينها الأندية والإعلام والجمهور، الأكيد أن كل من جلس على الكرسي كان يحمل هم كرة القدم السعودية بالتأكيد، كلٌّ حسب إمكاناته وقدراته.
17
لو عاد بك الزمن إلى أيام كرسي رئاسة الاتحاد ما القرار الذي ندمت عليه؟
بفضل من الله لم أندم على أي قرار، لأن جميع قراراتنا كانت مدروسة وكنا نتشاور ونتحاور في كل شيء، فقط شيء واحد كنت أتمنى تنفيذه ولم يسعفني الوقت وهو إنشاء مقر للاتحاد داخل اللجنة الأولمبية، وتم رصد الميزانية لهذا المشروع ووفرنا الأرض عن طريق الأمير نواف بن فيصل، الله يذكره بالخير، هذا الرجل الذي لن أنسى مواقفه معي ما حييت، ودائمًا أشكره وأذكره بالخير، فهو واحد ممن خدموا رياضة هذا الوطن وشبابه دون كلل أو ملل، والأمراء الذين سبقونا في رئاسة الاتحاد قدموا للرياضة والشباب الشيء الكثير، ومشوارهم في القيادة كان مشوار عطاء ونجاح منقطع النظير.
18
أنت اسم كبير في كرة القدم وعملت كل شيء فيها على المستويات كافة.. ما أجمل وأقرب مشوار فيها إلى قلبك؟
كل مرحلة لها تاريخها ونجاحها، الأكيد أن لقائي بالأمير عبد الله الفيصل لا يمكن أن ينسى، لأنني معه تغيّر مجرى حياتي، فأنا أدين - بعد الله سبحانه وتعالى - لهذا الرجل بالشيء الكثير.
19
هل استشارك الأمير عبد العزيز الفيصل في موضوع تزكية وجلوس ياسر المسحل على الكرسي؟
ما خاب من استشار، وأنا قريب من الأمير الشاب عبد العزيز بن تركي الفيصل، نجلس ونتشاور ونتحاور، وأنا فخور بهذه الثقة، وياسر المسحل من الكوادر الشابة المتميزة، وينطبق عليه “القوي الأمين”، يملك فكرًا عاليًا، وقادر على إدارة الكرسي كما يجب.
20
عندما كنت رئيسًا للاتحاد وضعت “شال” النادي الأهلي على عنقك.. هذا التصرف فتح النار عليك وقتها وقوبلت بانتقادات واسعة.. فهل أخطأت في هذا الأمر؟
لا يا أخي، أين الخطأ، الأهلي واحد من الكيانات السعودية، ولا يمكن أن يكون وضع شعاره على كتف أي مسؤول هو وغيره من الأندية خطأ، علينا أن نرتقي بتفكيرنا، وسبق لي أن وضعت شال النصر على كتفي، وكلها أندية وطن نفخر بها ونتفاخر، بل إنني سعيد بحب وتعاطف 170 ناديًا معي. يا أخي القصة باختصار أن مشجعًا من المدرج رمى علي شال الأهلي أثناء وجودي أنا وطارق كيال بالقرب من المدرجات، فرفعته ووضعته على أكتافي.
21
هل ستعود للعمل داخل النادي الأهلي؟
مطلقًا هذا أمر غير وارد، بعد أن أصبحت يومًا ما رئيسًا للاتحاد السعودي لكرة القدم، صحيح أنني ابن النادي الأهلي، وهذا الكيان ورجالاته أدين لهم بالشيء الكثير بعد الله، والقلعة الخضراء هي أساس أحمد عيد الرياضي، ولولاها بعد الله ما وصلت للمنتخبات أو القيادة الرياضية، لكن بالتأكيد هي مرحلة قدمت فيها كل شيء للنادي الأهلي، حتمًا لا أستطيع أن أعود لرئاسة النادي أو حتى الإشراف، وقلبي دائمًا وأبدًا مفتوح للأهلي ورجالاته، ومستعد لأي استشارة.
22
كيف من الممكن أن تقدم لتجربتك مع الاتحاد الآسيوي والفيفا وأنت الذي تقلدت العديد من المناصب بين الاتحادين؟
هي تجربة يمكن وصفها بالثرية جدًا والمفيدة، فدخولي للفيفا حدث منذ عشرات السنين، والحال نفسها بالنسبة للاتحاد الآسيوي، وفي الفيفا يكفيني فخرًا أنني دخلت الكونغرس بتصويت من جميع الأعضاء، وربما أكون العضو الوحيد على مدار التاريخ الذي يفوز بتصويت كامل من جميع الأعضاء. وفي الاتحاد القاري حققنا مشروع حلم آسيا، وهذا كان مقترحًا في وقتٍ سابق من قبل الأمير سلطان بن فهد “الله يذكره بالخير”، والحلم ذو علاقة مباشرة بالمسؤولية الاجتماعية، وأنجزنا فيه الشيء الكثير وقدمنا مكاسب على مستوى القارة.. وباختصار أنا فخور جدًا بالتجربتين، اللتين أضافتا لي الشيء الكثير، ولازلت أواصل ركضي في هذه الميادين.


أحمد عيد: 
قلت: «لا» لعبد الله بن مساعد

أحمد عيد: 
قلت: «لا» لعبد الله بن مساعد

أحمد عيد: 
قلت: «لا» لعبد الله بن مساعد

أحمد عيد: 
قلت: «لا» لعبد الله بن مساعد