ذكرى مجد.. ومستقبل زاهر
لا أجمل من ذكرى ترتسم على أرض الواقع، وهي بكل هذا الزخم لوطن ينهض بدوره ويحزم خياراته، ويلبي كل نداءات شعبه في أيام.. هي للتاريخ.
ـ يحتفي وطننا العظيم بالذكرى الـ 89.. ونحن معه نهيم فخراً واعتزازاً بمسيرة ملهمة تتعلمها الأجيال ويرويها التاريخ.
ـ ذكرى غالية يخطو معها وطننا نحو مجد جديد وباتجاه رؤى تزخر بكل قيم الخير والتحضر والإنسانية .
ـ نعم، في كل يوم وفي كل مرة كان للإنجاز مكان وموعد وعنوان.
ـ فالدعم الكبير الذي تحظى به كل قطاعات الدولة ظل دائما أساساً لكل نجاح، ومحفزاً لكل إبداع، ومحركاً لكل تميز..
وقد حظي القطاع الرياضي والشبابي خاصة بدعم واهتمام كبيرين مكناه من احتضان العديد من الأحداث العالمية، التي كانت نقطة تحول أبرزت تلك الأحداث وقدمتها للعالم بأفضل ما يكون التنظيم والإعداد، وكل ذلك على يد كفاءات سعودية من شباب وشابات وطننا الذين باتوا يمثلون فرساً للرهان وخياراً عالمياً لا يمكن تجاوزه.
ـ ففي عام واحد فقط كانت ملاعبنا وصالاتنا ومدننا الكبيرة تحتضن العديد من المناسبات الرياضية الكبرى.
ـ لم يكن حلماً، بل واقعاً أن تشاهد جماهيرنا أبطال المصارعة في جدة والرياض، وأن نعيش معاً أجواء المنافسة في سباق فورمولا إي، وقبلها سوبر الملاكمة، والسوبر الإيطالي، وكأس العالم للأندية لكرة اليد “سوبر جلوب”.
ـ فيما نستعد جميعاً لمزيد من الأحداث الرياضية المبهرة.. حيث ستستضيف بلادنا رالي داكار، كأكبر حدث في الشرق الأوسط، ونزال الملاكمة الذي ستشهده الدرعية مطلع ديسمبر وغيرها المزيد في المرحلة المقبلة.
ـ فالمدن السعودية بملاعبها وصالاتها العالمية، وبكوادرنا الشابة المؤهلة، بتنا منافسين على استضافة كبرى البطولات وبمستوى تنظيم عالمي.
ـ ولا غرابة في ذلك فقد ساهمت وستسهم تلك النقلة النوعية في مزيد من الفرص الاستثمارية الكبيرة وفتح المجال أمام نمو الاقتصاد الرياضي وتعزيزه لتحقيق واحدة من مرتكزات الرؤية الطموحة 2030 المنطلقة نحو اقتصاد متنوع ومزدهر.
ـ وإلى جانب هذا الدعم لاستضافة هذه الأحداث الدولية.. حظيت أنديتنا هذا العام تحديداً بدعم غير مسبوق بلغ 2 مليار و600 مليون ريال، وهو الدعم المعني بأن يقودها نحو مرحلة جديدة من العمل الإداري والمالي المنظم، وفق إجراءات حوكمة ستسهم في تحويل الأندية إلى منظومة إدارية ناجحة بإذن الله.
ـ كما أن تخصيص مبلغ 480 مليوناً لزيادة وتنمية الألعاب المختلفة في الأندية يمثل خطوة جديدة نحو نشر الألعاب الجماعية والفردية ومنحها مساحة واسعة من الاهتمام والمتابعة.
ـ ولعله من المناسب القول إننا سنبدأ خطواتنا الأولى نحو إقرار الحوكمة في أنديتنا من خلال أنظمة وإجراءات مالية وإدارية، ورغم وجود بعض المصاعب والعقبات فإنني على ثقة أننا قادرون على تطبيقها بما يضمن الشفافية والاستدامة، يدفعنا لذلك رغبة حقيقية نابعة من محبتنا جميعاً لهذا الوطن في أن نراه في مقدمة العالم قولاً وفعلاً.
ـ وهنا أجدها فرصة لأن أرفع مجدداً الشكر لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد ـ حفظهما الله ـ، مقروناً بالتقدير والامتنان باسم كل شباب وشابات هذا الوطن ورياضييه على الدعم والاهتمام الكبيرين اللذين يجدهما القطاع الرياضي والشبابي.
ـ وأخيراً وليس آخراً، تصافحنا الذكرى الـ 89 ونحن أكثر جاهزية للعطاء، وأشد رغبة في إكمال مسيرة التنمية الظافرة بهذا الوطن المعطاء ليس هناك ما يفت من عضدنا، ونحن تحت قيادة حكيمة ورشيدة جعلت من ثوابت هذا البلد منطلقاً للعطاء ولبذر الخير ونشر ثقافة السلام والتسامح والمحبة.
عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة