|


هيا الغامدي
«هد السد» مهمة وطنية
2019-09-29
بتأهل الهلال إلى الدور نصف النهائي من دوري الأبطال الآسيوي، قُدِّر له أن يلاقي سد قطر. الهلال يتصدر “دورينا”، والسد يتصدر “دوريهم”، والفريقان يعيشان حالة معنوية “توب” من واقع نتائج محلية وقارية مذهلة. اللقاء أصعب على الهلال على اعتبار أن مباراة الذهاب تُبنى عليها نتيجة الإياب، وتتأثر بها إلى حدٍّ كبير، ما عدا بعض المعجزات التي تحدث في عالم كرة القدم أحيانًا “ريمونتادا”!
الهلال متى ما استطاع تحقيق نتيجة مطمئنة في الدوحة، سيكون الإياب في اليد، بحول الله. التركيز داخل الملعب مطلوب، ومن المهم أن يُخرج الهلاليون من عقولهم أسطوانة “الحكم”، فهي أكثر مَن هزم الهلال في الماضي، وإن كان للتحكيم الآسيوي مواقف “سودة” معه، لكنَّ إشغال ذهن اللاعبين والمدرب بتعبئة نفسية سلبية مثل هذه من شأنه بعثرة الأوراق، وتكثيف الأخطاء، واتخاذ مواقف أكثر سلبية مع التحكُّم!
الهلال اقترب من النهائيات، وهذه البطولة مارست العصيان سنوات معه، لذا من المهم ترويضها، والتوقيت مناسب مع قليل من التركيز، وتصحيح الأخطاء. أجانب الهلال النائمون في العسل في حاجة إلى “عين حمراء” ليستفيقوا أكثر، ولا أعني المصابين، بل المتساهلين! جوميز أولهم على الرغم من أنه هداف في البطولة الآسيوية، لكنَّ مستواه انخفض فهل يعود في مباراة السد؟! مثلما عاد جيوفينكو وغيره، واستفاد من الانتقادات...! لا تهاون في مثل هذه المباريات، فهي بوابة الفوز باللقب الآسيوي والوصول إلى مونديال الأندية من جديد.
فنيًّا، لا خبرة تراكمية تدعم الإسباني تشافي فيرنانديز، فالسد أولى محطاته التدريبية، لكنه يحسن صنعًا محليًّا وقاريًّا، ولديه عناصر “تعين وتعاون” دوليًّا ومحليًّا وأجانب، ولديه طموح تدريب برشلونة ولا يفصله عنه إلا مسافة زمنية بعد إخفاق فالفيردي، وسخط الجمهور عليه من واقع نتائجه السيئة! تشافي يملك رؤية ثاقبة وقراءة جيدة للخصوم، ويجب أن يتنبه الهلال، إذا ما أراد “هد السد” من أول ضربة، بألا يقع في أخطاء تكلفه الكثير إيابًا، وعلى لوشيسكو مهمة إيقاف مصادر الخطورة: أكرم عفيف، وجاب، وتاي هي، وبوعلام خوخي، وأفضل لاعب في آسيا 2108 عبد الكريم حسن. هلاليًّا، عودة المصابين سلمان الفرج وكاريلو... إيجابية.
ـ مؤسف أن نرى ونسمع من الجمهور من مختلف أطيافه، ممن ابتلي بمرض التعصب، مَن يتمنى فوز السد على الهلال الذي يمثل “الوطن” ويلعب باسمه، ولا أعلم أي وطنية تجري في دماء هؤلاء “المرضى”؟! فمن المعيب أن يكون بيننا مَن يملك مشاعر سلبية مثل هذه في قلبه وعقله تجاه أبناء وطنه الذي هو كالجسد الواحد يفترض بأن يشد بعضه بعضًا، لكنه “التعصب” قاتله الله!