|


عدنان جستنية
يحبون أنديتهم أكثر من المنتخب
2019-10-04
من الممكن أتفهم دواعي الرأي الذي بات اليوم في إعلامنا الرياضي متداولاً الداعم لحرية الانتماء الرياضي للأندية، حينما نسمع مشجعاً يتمنى هزيمة ناد منافس لناديه في بطولة خارجية دون إقحام الوطنية والروح الرياضية لأسباب مرتبطة بحجم التنافس الشديد بينهما، وحرصاً على ألا يكون هناك فروقات كبيرة في عدد البطولات.
ـ هذا لا يعني موافقتي وتأييدي لهذا الرأي ولفكر "متعصب" يتجاهل أهمية وقيمة الإنجاز الوطني للرياضة السعودية، ناهيكم عما يمثل فوز فريق أجنبي على فريق سعودي، حيث تأخذ مظاهر الاهتمام والفرح بعداً كبيراً لاحظناه في دولة "الحمدين" حينما حضر أميرها مباراتين لعبهما السد القطري أمام النصر ثم الهلال، بما يتطلب "توحد" كل التوجهات والانتماءات لدعم الأندية السعودية.
ـ إن التمسنا العذر للمشجع بقبول قناعاته الكروية وفصلناها عن انتمائه الوطني، فإن الذي لا أستطيع فهمه واستيعابه حينما أشاهد مستوى أداء لاعبين يمثلون المنتخب السعودي أكثر عطاءً وروحًا قتالية مع أنديتهم، سواء أثناء مشاركتهم في الدوري المحلي أو في مشاركات خارجية، هذا ما لاحظته على بعض اللاعبين مؤخراً بما يدعونا كمهتمين ومسؤولين التوقف عند هذه الحالة، لكيلا تصبح ظاهرة منتشرة عند بقية لاعبي الأندية والبحث عن "أسبابها" بنظرة بعيدة تمامًا عن "التشكيك" في انتماءات هؤلاء اللاعبين الوطنية.
ـ أخشى ما أخشاه أن تتحول هذه الحالة إلى مشكلة قد تتفاقم أكثر مستقبلاً وتصبح أمراً "مسلماً" به مثلها مثل حالة المشجعين، مع "قناعتي أن هؤلاء اللاعبين لم يصلوا إلى هذه الحالة إلا لديهم من الأسباب الفنية أو النفسية التي اضطرتهم إلى أن يكونوا أكثر عطاءً وحماساً مع ناديهم عما يقدمون مع منتخب بلادهم.
ـ قد يكون السبب "فنيًّا" بحتًا على مستوى الفكر التدريبي المختلف بين النادي والمنتخب، علاوة على حالة "انسجام" لاعبين في فريق واحد يتدربون يومياً ويشاركون في مباريات على مدار موسم كامل، وربما يكون السبب "نفسيًّا" ومعنويًّا له علاقة بمجموعة لاعبين في المنتخب ليسوا على "قلب رجل واحد" طغت على عقلياتهم ذاتية "الأنا"، بمعنى أدق "كل لاعب يبحث عن النجومية" أو انتقلت إليهم عدوى تعصب بعض المشجعين والإعلاميين لأنديتهم، وباتوا في هذه الأجواء غير الصحية "منغمسين" فيها.
ـ من هذا المنطلق ينبغي دراسة هذه الحالة بعمق شديد وعدم التهاون والاستهتار بها ووضع "معالجة" حقيقية لها، وهذه مسؤولية إدارتي اتحاد كرة القدم والأخضر، ولا يمنع الاستعانة بـ "المتخصصين" في علم النفس.