شرع محمد مطيع الرحمن الملقَّب بـ “المترو”، حارس فريق الأهلي السابق، في إنشاء مدرسة لتدريب حراس كرة القدم بعد اعتزاله اللعب، لكنه أغلقها سريعًا بسبب عدم تقدم حراس كُثرٍ إليها، إذ لم يحضر سوى أربعة حراس سعوديين فقط.
المترو، الذي تألق معه الأهلي، وشارك مع المنتخب السعودي في فترة سابقة، وحصل على لقب أفضل حارس في كأس فلسطين مع منتخب الشباب، تحدث لـ “الرياضية” عن تجربة ابنه في حراسة المرمى التي لم تستمر طويلًا، كما تطرق إلى أوضاع فريق الأهلي وما يمر به حاليًّا.
أيضًا، أوضح الحارس السابق في الأهلي رأيه في صالح المحمدي، مدرب الفريق، ومسألة استمراره من عدمه مع النادي الغربي.
01
ابتعدت كثيرًا عن الأضواء والعمل في الأندية بعد اعتزالك، لماذا؟
ابتعادي جاء بسبب إصابة "غريبة"، رافقتني خلال التدريبات في النادي، فقد كنت ألاحظ كل يوم بعد التمرين ظهور انتفاخ في وجهي، إضافة إلى بقع على جسمي، وهذا الأمر أتعبني كثيرًا، وجعلني أتخذ قرار الاعتزال. الغريب أنني عندما كنت أتدرَّب في أي ملعب آخر غير ملعب الأهلي لم أكن أشعر بأي شيء من تلك الأعراض، وصراحةً خشيت على صحتي، لذا ابتعدت نهائيًّا عن كرة القدم على الرغم من محاولات الأمير محمد العبد الله الفيصل، رحمه الله، والأمير خالد بن عبد الله لإعادتي.
02
لماذا لم تتجه إلى العمل الإداري، أو التدريب؟
عملت في النادي بعد اعتزالي لمدة ثلاثة أعوام، وتحديدًا في تدريب الحراس في درجتَي الناشئين والشباب مع يوسف عنبر، ويحيى عامر، لكنني تركت النادي بسبب بُعد المسافة، إذ إنني أسكن في مكة المكرمة، لذا كان المشوار إلى جدة يرهقني كثيرًا، وبعد فترة عملت في نادي الوحدة لمدة ثلاثة أعوام أيضًا، قبل أن أترك الرياضة بشكل كامل، وللعلم بندر، ابني، أحد الحراس المتميزين، لكنني فضَّلت أن يبتعد عن لعب الكرة، ويهتم بدراسته لعدم وجود حوافز للعب، كما أن تدريب الحراس عمل شاق ومرهق.
03
شاركت مع المنتخب السعودي وفريق الأهلي في بطولات عدة، مَن أبرز النجوم من لاعبي جيلك؟
مشاركتي الأولى مع المنتخب السعودي، كانت مع الأخضر الشاب، وتحديدًا في كأس فلسطين في المغرب، حينها حصلت على لقب "أفضل حارس"، وخلال البطولة، كان المنتخب السعودي الأول يعسكر في البرازيل، فاختارني زاجالو، المدرب، إضافة إلى عبادي الهذلول، وسلمان النمشان للانضمام إلى المنتخب الأول، وحقًّا سافرنا من المغرب إلى البرازيل، وصرت مع عبد الله الدعيع، وخالدين، ومحمد المطلق في حراسة المنتخب، كما لعبت مع عدد من النجوم، من أبرزهم ماجد عبد الله، وصالح النعيمة، وعمر باخشوين، وأمين دابو، ومحمد عبد الجواد.
04
أغلب اللاعبين السابقين لم يجدوا ما يستحقونه ماليًّا بعد اعتزالهم الكرة، وآخرون ضاعوا في زحمة الحياة، ما السبب؟
قديمًا كما قلت لك، كنا نحب كرة القدم، ونلعبها بدافع الهواية، فلم يكن في أيامنا احترافٌ، وحتى عندما بدأ الاحتراف، كان الأمر يقتصر على الرواتب الشهرية دون مقدمات عقود، أو مبالغ كبيرة، كما عليه الحال اليوم. إدارات الأندية، كانت تساعد اللاعبين بالبحث عن وظائف لهم، أما مكافأة تحقيق لقب بطولةٍ ما، فلم تكن تتجاوز 50 ألف ريال، ومع ذلك كنا نلعب، لأننا كنا نستمتع بكرة القدم، وهذا ما لا نجده، مع الأسف، عند نجوم كثرٍ، ضاعوا اليوم وسط الزحام، ويعانون من ظروف صعبة.
05
مَن أصعب مهاجم واجهته خلال مسيرتك مع الأهلي؟
صدقًا، لم أكن أخشى أي مهاجم، لكنَّ ماجد عبد الله كان أصعب مهاجم واجهته، لأنه قادرٌ على التسجيل في أي وقت، وأيضًا يوسف الثنيان، لأنه مهاجم مراوغ من الطراز الأول.
06
في رأيك، مَن أفضل حارس مرمى في السعودية؟
أفضل حارس الآن في السعودية محمد العويس، أما عبد الله المعيوف، فمشكلته أنه يتألق مع فريقه، ويصيبه شيءٌ ما في المنتخب، وهناك فواز القرني الذي تطور مستواه بشكل مميَّز.
07
هل تعد مشاركة الحراس الأجانب في الدوري السعودي تجربةً مفيدة، أم أنها تقلص ظهور الحراس المميزين؟
هي مفيدة للأندية التي تعاني في مركز الحراسة، وللعلم، أغلب الأندية اعتمدت على الحراس الأجانب حتى الكبيرة منها، مثل الهلال والنصر والاتحاد، باستثناء الأهلي والفيصلي، لكن في الموسم الجاري، اعتمد الهلال على حراس محليين، وكذلك الحال مع الاتحاد، والأهلي، والفيصلي. قرار التعاقد مع الحراس الأجانب لم يكن ليُطبَّق لو كانت لدينا مدارس لاكتشاف المواهب، خاصةً في مركز حراسة المرمى، وأنا مع استمرار هذه التجربة بشرط أن تكون هناك لجنة فنية، تقيِّم التجربة، وهل فعلًا يسهم وجود الحارس الأجنبي في تطوير الحراس السعوديين، كما أن الأندية عليها أن تعطي الفرصة للحراس المحليين للمشاركة وإثبات أنفسهم، وقد رأينا حراسًا أجانبَ، تعاقدوا معهم بمبالغ عالية، ومع ذلك ارتكبوا أخطاء سهلة للغاية.
08
كم بطولةً حققتها مع الأهلي، وما أكبر مكافأة حصلت عليها؟
حققت لقب الدوري، وكأس الملك، وبطولة أندية الخليج، إضافة إلى وصافة بطولة أندية آسيا، أما أكبر مكافأة حصلت عليها، فكانت 50 ألف ريال في كأس الملك، وفي الدوري.
09
الأهلي بعد تحقيق الثلاثية ابتعد
عن البطولات، لماذا؟
أنا بعيدٌ عن النادي، لكنني أعتقد أن تحقيق الثلاثية لم يأتِ من فراغٍ، إذ كان الأهلي يتمتع باستقرار فني مع جروس، المدرب، إضافة إلى وجود إدارة قوية ومستقرة، وطالما أنك تمتلك فكرًا إداريًّا ناجحًا، وضخًا ماليًّا جيدًا، بالتأكيد تستطيع تحقيق البطولات. عدم استقرار المدربين والأجهزة الفنية والإدارية، أدى إلى ابتعاد الأهلي عن البطولات، كما أن كل إدارة تأتي، تهدم كليًّا ما صنعته الإدارة السابقة، مع أنَّ عليها إكمال ما بدأته تلك الإدارة، إلى جانب التفريط في النجوم الأجانب، مثل فيتفا، وليوناردو، والاستقرار فقط على عمر السومة، لأنه لاعب رائع ومميز وهدَّاف. لو أن الإدارة حافظت على باقي النجوم مع السومة، لحافظ الأهلي على مستواه الكبير.
10
كيف ترى الأهلي في الموسم الجاري، وهل تؤيد استمرار صالح المحمدي، أم التعاقد مع مدرب أجنبي؟
المدربون الأجانب لا يمكنهم جميعًا تحقيق النجاح وصنع الفارق. بالنسبة إلي، كنت أتمنى بقاء يوسف عنبر، لأنه قدَّم عملًا رائعًا، لكن مع الأسف، جاءت الإدارة ببرانكو الذي لا يملك فكرًا تدريبيًّا جديدًا. اليوم، أغلب مدربي العالم من الشباب الذين يتميزون بالفكر التدريبي العالي والمتجدد، لذا أنا مع استمرار صالح المحمدي، المدرب الشاب، خاصةً أنه يؤدي عملًا جيدًا مع الفريق، ومن الصعب أن تجد مدربًا أجنبيًّا متميزًا حاليًّا، بالتالي أتمنى بقاء المحمدي، وإنشاء لجنة فنية تساعده من أبناء النادي.
11
ما رأيك في مركز الحراسة في الأهلي بوجود العويس والمسيليم؟
حراس الأهلي جيدون ومتميزون، لذا لا خوف على الأهلي في هذه الخانة، خاصةً بوجود العويس، والمسيليم، والعطا الله، والربيعي.
12
أين لاعبو الأهلي القدامى من العمل في ناديهم، وما سبب ابتعادهم؟
في فترة الأمير محمد العبد الله الفيصل، رحمه الله، كان كل المدربين من أبناء الأهلي، كذلك الحال مع الأمير خالد بن عبد الله، حيث كان هناك استقطابٌ لأبناء الأهلي، لكنَّ الوضع تغيَّر في الفترة الأخيرة، إذ لم يعد هناك مدربون من أبناء النادي باستثناء المحمدي، ومحمد مسعد، وهذا ما ينطبق أيضًا على الإداريين على الرغم من وجود كفاءات أهلاوية رائعة.
13
من وجهة نظرك، مَن أفضل حارس سعودي تاريخيًّا؟
في الجيل الذي لعبت معه، محمد الدعيع الأفضل.
14
كيف ترى مستقبل الأهلي مع الأمير منصور بن مشعل؟
الأمير منصور بن مشعل يعشق الأهلي، ولم يأتِ إلا لخدمة النادي، وفي السابق، كانت له أيادٍ بيضاء عليه من خلال استقطاب لاعبين متميزين، وفي الفترة الجارية يقدم دعمًا كبيرًا، ويعمل بقوة حتى يحقق الفريق الكروي الألقاب، وفَّقه الله وأعانه، وكلنا معه ومع إدارة النادي.