ـ ما هي الموهبة؟!، وهل هي فعلًا مجرّد "بصيص" أمل كما يقول هيغل، أم أنّها الأمل نفسه، الأمل كلّه، بالنسبة لصاحبها؟!.
ـ شخصيًّا، أعترف: لا أعرف ما هي الموهبة، ولكنني سأحاول التحدث عمّا لا أعرف!. فأنا أتبع نظريةً ابتكرتها بنفسي، وأقنعتني بها الأيام، مع عدم ترددي في قبول أي رأي مخالِف لا يرى إلا أنها هلوسات شعراء!.
ـ نظريتي هي: كثيرًا ما يكون الحديث عمّا نعرف سببًا في تجهيلنا به، في حين أن مجرّد حديثنا عمّا لا نعرف يُقرّبنا منه!.
ـ كل موهبة هواية، تبدأ هواية، والفرق بينهما يتكشّف حين لا يعود الإنسان قادرًا على فهم الحياة والمُضيّ فيها والاستمتاع بها دون أن ينغمس كليّةً بهذه الهواية، وأن يكون انغماسه فيها انغماس اللاعب لا المتفرّج!.
ـ يمكن للموهوب في الشعر أن يكون هاويًا لكرة القدم، مثلما يمكن للموهوب في كرة القدم أن يكون من محبّي وهواة الشعر، الفرق أنّ الشاعر الموهوب يمكنه متابعة كرة القدم كمتفرّج، كما يمكنه هجر حتى هذه الفُرجة في بعض الأوقات، لكنه يختنق ويكاد يموت، بل ربما يموت فعلًا "من يدري؟!"، فيما لو لم يكتب شعرًا، بغض النظر عن رأي الناس وتقييمهم لما يكتب!. والعكس صحيح أيضًا بالنسبة للاعب الموهوب!.
ـ أدري أنّ هذا الشرط لا يكفي، ومن قال إن الموهبة تكفي أصلًا؟!، أنا فقط أحاول تحديد وجودها، أو الإشارة إلى المكان الذي يمكن لنا "والأهم: لصاحبها" تحرّيها فيه وتحسسها عنده!.
ـ يقول قائل: لكن هذا يُساوي بين الموهوب والموهوم!. وأقول ظنّي: نعم، الموهوب موهوم!. ودرجة وهمه قد تكون مَرَضِيّة أو أعلى من ذلك!. كل موهبة مَوْهَمَة!.
ـ والفاصل تحدّده الخطوة التالية المُلاصقة والمتمازجة مع ذلك الشعور بعدم القدرة على الحياة دون انغماس مُنتِج فيما نحب، بعدم القدرة على الحياة دون أن نهوي فيما نهوى!.
ـ تتمثّل هذه الخطوة المتماهية، التي تفصل ولا تنفصل، في أنّ الموهوب يكون قادرًا في كل مرّة تقريبًا "أو من غير تقريبًا!"، على التصرّف الفطن، وعلى النجاح في إيجاد حلول لكل ما يعترض طريقه باستخدام كل ما لديه من أدوات ومعرفة وحِسّ، مهما كانت هذه الأدوات بسيطة وحتى حين لا تكون لها علاقة مباشرة فيما يُنجِز!. بل بالذات حين لا يبدو للآخرين أنّ لها علاقة!. إنه يكتشف وسائله في اللحظة التي يحتاج فيها الأمر إلى ضرورة اكتشاف وسائل!.
ـ باختصار: الموهوب قادر على التّعلّم حتى في غياب المعلّم والأستاذ!. الشاعر الموهوب يمكنه تعلّم المَجاز والاستعارة من مُشاهدته لاعب كرة قدم يراوغ بشكل مُبهِر!. كما يُمكنه تعلّم القفلة النّاريّة أو المشحونة بالكهرباء من متابعته للهدّافين في كرة القدم!. والعكس صحيح، حتى لو لم يُدرك أي منهما أنه تعلّم من الآخر!.
ـ لا يُفرّق الموهوب بين الطريق والطريقة!. وهو لا يفعل ذلك لأنّ هذه مسألة مبدأ بالنسبة له، إنه لا يُفرّق بين الطريق والطريقة لأنه وبكل بساطة لا يعرف ما هو الفرق بينهما حقًّا!.
ـ لا يبحث الموهوب عن الضوء، وفي هذا الذي يبدو تواضعًا لوهلةٍ، وزُهدًا لوهلةٍ، يكمن ما يُظنّ أنه الطمع والغرور!. الموهوب لا يبحث عن الضوء، لأنه مؤمن إيمان حقيقي بأنه هو نفسه ضوء!. هو لا يشتعل لينير للآخرين دروبهم، ببساطة هو يشتعل لأنه شُعلة!.
ـ شخصيًّا، أعترف: لا أعرف ما هي الموهبة، ولكنني سأحاول التحدث عمّا لا أعرف!. فأنا أتبع نظريةً ابتكرتها بنفسي، وأقنعتني بها الأيام، مع عدم ترددي في قبول أي رأي مخالِف لا يرى إلا أنها هلوسات شعراء!.
ـ نظريتي هي: كثيرًا ما يكون الحديث عمّا نعرف سببًا في تجهيلنا به، في حين أن مجرّد حديثنا عمّا لا نعرف يُقرّبنا منه!.
ـ كل موهبة هواية، تبدأ هواية، والفرق بينهما يتكشّف حين لا يعود الإنسان قادرًا على فهم الحياة والمُضيّ فيها والاستمتاع بها دون أن ينغمس كليّةً بهذه الهواية، وأن يكون انغماسه فيها انغماس اللاعب لا المتفرّج!.
ـ يمكن للموهوب في الشعر أن يكون هاويًا لكرة القدم، مثلما يمكن للموهوب في كرة القدم أن يكون من محبّي وهواة الشعر، الفرق أنّ الشاعر الموهوب يمكنه متابعة كرة القدم كمتفرّج، كما يمكنه هجر حتى هذه الفُرجة في بعض الأوقات، لكنه يختنق ويكاد يموت، بل ربما يموت فعلًا "من يدري؟!"، فيما لو لم يكتب شعرًا، بغض النظر عن رأي الناس وتقييمهم لما يكتب!. والعكس صحيح أيضًا بالنسبة للاعب الموهوب!.
ـ أدري أنّ هذا الشرط لا يكفي، ومن قال إن الموهبة تكفي أصلًا؟!، أنا فقط أحاول تحديد وجودها، أو الإشارة إلى المكان الذي يمكن لنا "والأهم: لصاحبها" تحرّيها فيه وتحسسها عنده!.
ـ يقول قائل: لكن هذا يُساوي بين الموهوب والموهوم!. وأقول ظنّي: نعم، الموهوب موهوم!. ودرجة وهمه قد تكون مَرَضِيّة أو أعلى من ذلك!. كل موهبة مَوْهَمَة!.
ـ والفاصل تحدّده الخطوة التالية المُلاصقة والمتمازجة مع ذلك الشعور بعدم القدرة على الحياة دون انغماس مُنتِج فيما نحب، بعدم القدرة على الحياة دون أن نهوي فيما نهوى!.
ـ تتمثّل هذه الخطوة المتماهية، التي تفصل ولا تنفصل، في أنّ الموهوب يكون قادرًا في كل مرّة تقريبًا "أو من غير تقريبًا!"، على التصرّف الفطن، وعلى النجاح في إيجاد حلول لكل ما يعترض طريقه باستخدام كل ما لديه من أدوات ومعرفة وحِسّ، مهما كانت هذه الأدوات بسيطة وحتى حين لا تكون لها علاقة مباشرة فيما يُنجِز!. بل بالذات حين لا يبدو للآخرين أنّ لها علاقة!. إنه يكتشف وسائله في اللحظة التي يحتاج فيها الأمر إلى ضرورة اكتشاف وسائل!.
ـ باختصار: الموهوب قادر على التّعلّم حتى في غياب المعلّم والأستاذ!. الشاعر الموهوب يمكنه تعلّم المَجاز والاستعارة من مُشاهدته لاعب كرة قدم يراوغ بشكل مُبهِر!. كما يُمكنه تعلّم القفلة النّاريّة أو المشحونة بالكهرباء من متابعته للهدّافين في كرة القدم!. والعكس صحيح، حتى لو لم يُدرك أي منهما أنه تعلّم من الآخر!.
ـ لا يُفرّق الموهوب بين الطريق والطريقة!. وهو لا يفعل ذلك لأنّ هذه مسألة مبدأ بالنسبة له، إنه لا يُفرّق بين الطريق والطريقة لأنه وبكل بساطة لا يعرف ما هو الفرق بينهما حقًّا!.
ـ لا يبحث الموهوب عن الضوء، وفي هذا الذي يبدو تواضعًا لوهلةٍ، وزُهدًا لوهلةٍ، يكمن ما يُظنّ أنه الطمع والغرور!. الموهوب لا يبحث عن الضوء، لأنه مؤمن إيمان حقيقي بأنه هو نفسه ضوء!. هو لا يشتعل لينير للآخرين دروبهم، ببساطة هو يشتعل لأنه شُعلة!.