ليست المسألة في أنْ نحب النقد أو لا نحبّه!. المسألة في قبوله ورفضه، في الإقرار بحقّه في الوجود والتواجد والحركة أو في إنكار هذا الحق وعدم احترام سُنَنِهِ وقوانينه وطبيعته!.
ـ أمّا حكاية أن نحبّه أو نكرهه فهذه مسألة أخرى، وهي بسيطة جدًّا، تُحلّ بقليل من الممارسة والتدريب والصبر والتحمّل، والتربية طبعًا!.
ـ وفي الغالب الأعمّ، لا أحد يُحبّ أن يُنتقَد، وفي الغالب الأعمّ أيضًا، يشعر كل واحدٍ منّا بأنه مهضوم الحق أو لم يُفهم جيدًا حين يُمارَس النقد عليه، هذه طبيعة بشريّة ليست سيئة تمامًا، أصلها حب الإنسان لنفسه واستعداده الفطري للدفاع عنها، لكنها حتمًا ستكون سيئة إذا ما تُرِكَتْ على بدائيتها الأقرب للهمجيّة، بُحكم ترسخ ظنّ العداء في إنسان الغابة الذي لم نتخلّص منه بعد!.
ـ لا يحق لمن لا يعرف أن يقول لا أعترف!. علينا أولًا أن نعرف الشيء ليصبح من حقنا أن نعترف به أو ألا نعترف به!.
ـ المحبوس في زنزانة منذ يوم ولادته إلى الستين من عمره، قد يقول لا أعترف بالحريّة، وفي الغالب يقولها صادقًا، ولسوف يظل هذا الاعتراف الصادق فارغًا من أي معنى، طالما أن صاحبه يجهل الحرية أصلًا!.
ـ مثال آخر أبسط: مَن يجهل قواعد النحو والإملاء قد تُزعجه تقلّبات المُثنّى أو لا يعرف بعد أي واوٍ توضع ألِف الجماعة!، وفي مصافحة جهله لغروره بحضور كسله، يَعمى عن: لا أعرف، فيقول: لا أعترف!. فهل ننبش قبر الدؤلي ونجمع عظامه بعظام سيبويه فنحرقهما إرضاءً له!. "بالمناسبة: أنا ممّن يشتكون من المُثنّى وينزعجون منه في الكتابة!".
ـ علينا أن نعرف أولًا لنعترف بما نريد ثانيًا!. بقيّة الكلام عمّا أظن وجوب معرفته عن النقد:
ـ ليس هناك شيء اسمه نقد بنّاء وآخر هدّام!. كل نقد بنّاء بطبيعته، ولأنه كذلك فالهدم جزء أصيل منه!. أنت حين تبني بيتًا فإنك تهدم شيئًا من الفراغ لا محالة!.
ـ كثيرًا ما تردّدَتْ هذه المقولة: أنا مع النقد البنّاء، فيقول السائل: وما هو النقد البنّاء، فيكمل الضيف إجابته: النقد الذي يتعرض لعملي لا لشخصي أو النقد الذي يقدم لي حلولًا للعيوب التي يطرحها!.
ـ أولًا: التعرّض لشخصك ليس نقدًا ليكون بنّاءً أو هدّامًا!. هذا قذف أو تشهير أو أي شيء آخر يمكنك مقاضاة صاحبه عليه، أو تجاهله، لك ما تريد لكنه ليس نقدًا!.
ـ ثانيًا: إيجاد الحلول ليست مهمّة نقديّة في كل الحالات!. يكفي الناقد إشارته للعيوب وتبيانه للخلل!. الناقد ليس مستشارًا عند حضرة جنابك!. ولو كان يقدر على معرفة الحلول لكان أولى منك بالمكان الذي أنت فيه!.
ـ بل إن الّلبس في هذه النقطة الأخيرة، قاد ويقود كثير من المؤسسات، بل الدّول، إلى أخطاء فادحة!. إذ وبُحسن نوايا وسلامة ضمير حتى!، قد يتم تعيين ناقد محترم في المنصب الذي كان ينتقد فيه طريقة وإدارة العمل!.
ـ وقد سبق لهذا أن حدث أمام أعيننا في مصر بعد 2011، والنتيجة أنهم خسروا نقّادًا جيّدين ولم يكسبوا مسؤولًا جيدًا أو بالقدر المأمول فيه: "جابر عصفور وحلمي النمنم وأحمد المسلماني.. أمثلة"!.
ـ أخيرًا: آهٍ، لو تجاسر مذيع فسأل ضيفه: حسنًا، أعطنا مِثالين فقط عن هذا النقد الذي تسمّيه بنّاءً وتقول إنك تقبله وترحّب به، مِثالين فقط، استفدت منهما وغيّرت من نفسك أو عملك وتطوّرت من خلالهما؟!. أظن أن الإجابات ستكون صادمة وقريبة من سماجة الاعتراف الشهير "عيبي طيبة قلبي!"، هذا إن كانت هناك إجابات أصلًا!.
ـ أمّا حكاية أن نحبّه أو نكرهه فهذه مسألة أخرى، وهي بسيطة جدًّا، تُحلّ بقليل من الممارسة والتدريب والصبر والتحمّل، والتربية طبعًا!.
ـ وفي الغالب الأعمّ، لا أحد يُحبّ أن يُنتقَد، وفي الغالب الأعمّ أيضًا، يشعر كل واحدٍ منّا بأنه مهضوم الحق أو لم يُفهم جيدًا حين يُمارَس النقد عليه، هذه طبيعة بشريّة ليست سيئة تمامًا، أصلها حب الإنسان لنفسه واستعداده الفطري للدفاع عنها، لكنها حتمًا ستكون سيئة إذا ما تُرِكَتْ على بدائيتها الأقرب للهمجيّة، بُحكم ترسخ ظنّ العداء في إنسان الغابة الذي لم نتخلّص منه بعد!.
ـ لا يحق لمن لا يعرف أن يقول لا أعترف!. علينا أولًا أن نعرف الشيء ليصبح من حقنا أن نعترف به أو ألا نعترف به!.
ـ المحبوس في زنزانة منذ يوم ولادته إلى الستين من عمره، قد يقول لا أعترف بالحريّة، وفي الغالب يقولها صادقًا، ولسوف يظل هذا الاعتراف الصادق فارغًا من أي معنى، طالما أن صاحبه يجهل الحرية أصلًا!.
ـ مثال آخر أبسط: مَن يجهل قواعد النحو والإملاء قد تُزعجه تقلّبات المُثنّى أو لا يعرف بعد أي واوٍ توضع ألِف الجماعة!، وفي مصافحة جهله لغروره بحضور كسله، يَعمى عن: لا أعرف، فيقول: لا أعترف!. فهل ننبش قبر الدؤلي ونجمع عظامه بعظام سيبويه فنحرقهما إرضاءً له!. "بالمناسبة: أنا ممّن يشتكون من المُثنّى وينزعجون منه في الكتابة!".
ـ علينا أن نعرف أولًا لنعترف بما نريد ثانيًا!. بقيّة الكلام عمّا أظن وجوب معرفته عن النقد:
ـ ليس هناك شيء اسمه نقد بنّاء وآخر هدّام!. كل نقد بنّاء بطبيعته، ولأنه كذلك فالهدم جزء أصيل منه!. أنت حين تبني بيتًا فإنك تهدم شيئًا من الفراغ لا محالة!.
ـ كثيرًا ما تردّدَتْ هذه المقولة: أنا مع النقد البنّاء، فيقول السائل: وما هو النقد البنّاء، فيكمل الضيف إجابته: النقد الذي يتعرض لعملي لا لشخصي أو النقد الذي يقدم لي حلولًا للعيوب التي يطرحها!.
ـ أولًا: التعرّض لشخصك ليس نقدًا ليكون بنّاءً أو هدّامًا!. هذا قذف أو تشهير أو أي شيء آخر يمكنك مقاضاة صاحبه عليه، أو تجاهله، لك ما تريد لكنه ليس نقدًا!.
ـ ثانيًا: إيجاد الحلول ليست مهمّة نقديّة في كل الحالات!. يكفي الناقد إشارته للعيوب وتبيانه للخلل!. الناقد ليس مستشارًا عند حضرة جنابك!. ولو كان يقدر على معرفة الحلول لكان أولى منك بالمكان الذي أنت فيه!.
ـ بل إن الّلبس في هذه النقطة الأخيرة، قاد ويقود كثير من المؤسسات، بل الدّول، إلى أخطاء فادحة!. إذ وبُحسن نوايا وسلامة ضمير حتى!، قد يتم تعيين ناقد محترم في المنصب الذي كان ينتقد فيه طريقة وإدارة العمل!.
ـ وقد سبق لهذا أن حدث أمام أعيننا في مصر بعد 2011، والنتيجة أنهم خسروا نقّادًا جيّدين ولم يكسبوا مسؤولًا جيدًا أو بالقدر المأمول فيه: "جابر عصفور وحلمي النمنم وأحمد المسلماني.. أمثلة"!.
ـ أخيرًا: آهٍ، لو تجاسر مذيع فسأل ضيفه: حسنًا، أعطنا مِثالين فقط عن هذا النقد الذي تسمّيه بنّاءً وتقول إنك تقبله وترحّب به، مِثالين فقط، استفدت منهما وغيّرت من نفسك أو عملك وتطوّرت من خلالهما؟!. أظن أن الإجابات ستكون صادمة وقريبة من سماجة الاعتراف الشهير "عيبي طيبة قلبي!"، هذا إن كانت هناك إجابات أصلًا!.