|


هيا الغامدي
«اِصحى يا نايم.. أوراوا عالأبواب»
2019-10-25
نجا الهلال بصعوبة من مفاجأة من العيار الثقيل أعدها الإسباني تشافي هيرنانديز مدرب السد بمباراة مجنونة، اختلط فيها الجنون بالمنطق، الحلم بالواقع، الفرح بالألم، والدموع بالأهازيج، ومن عنق الزجاجة تأهل الهلال الذي كان غارقًا في سبات عميق راكنًا على ناتج الذهاب والدعاء، ولم يتعلم من دروس الماضي وكرة القدم التي تعطي يومًا بعد يوم محاضرة جديدة خاصة بدوري الأبطال.. لاعب من السد يقول بأنهم استغلوا حالة التراخي التي كان عليها الهلال بتسجيل الثلاثة الأهداف المتواترة.
تُرى فيما كان يفكر اللاعبون؟! هل عاشوا الحلم قبل تحقيقه؟! أم كانوا مع مباراة النصر الدورية المقبلة؟! أيا كان فإن تفكير “القفز على الحواجز” فيه هروب من الواقع وتجن على الحقيقة.. اللاعبون وقعوا في فخ التفكير الحدي بين عدو وحبيب “ناس تمدح/ تنفخ”، و”عالم تذم/ وتهدم”، حرب نفسية واستفزاز لشيء في نفس يعقوب، مع أن الهلال و”يعقوب” من وطن واحد.
ونصيحتي للاعبين في هذا التوقيت بالذات الذي يسبق مباراتي “النهائي” بهجر، مقاطعة مواقع التواصل الاجتماعي وما فيها من سلبية/إيجابية وشد وجذب، ما يشتت انتباههم ويؤثر على نفسياتهم ويجعل الذهن مشغولاً بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن يشتغلوا على أنفسهم وتقوية معلوماتهم عن الفريق الياباني نقاط ضعفه/ قوته، فنحن في عصر انفتاح/ احتراف كل لاعب يجب أن يكون مدربًا، ورجل أمن في موقعه، فالمدرب ليس كل شيء بكرة القدم. المنافس هذه المرة شرس عنيد وصعب، فالشرق واليابان تحديدًا بالنهائيات أصعب مما نتخيل، احذروا أصحاب العيون الضيقة المملوءة مكرًا ودهاء وخديعة، فهم خليط من الهجوم والعودة الخاطفة السريعة والتغطية الدفاعية.. أرجوكم اخرجوا الماضي من عقولكم ولنبدأ صفحة جديدة بتفكير إيجابي، فلا يهزم الهلال إلا الهلال، إنها الحقيقة التي أثبتتها المواقف والأيام شواهد، تعلموا من درس الماضي فقط للاستفادة وابعدوا عن التحكيم ومواقف اتحاد القارة ولا تقتلوا أحلامنا بدم بارد.
المعيوف “عبد الله” سالم وجيوفينكو أبرز الملامح البيضاء والنجومية الزرقاء في المباراة، فهذا الثالوث بالأكثر هم بعد الله من أسباب تأهل الهلال للنهائي، والبقية إما بدرجات أقل وأغلبهم الأجانب وإما بحالة سكون “نيام” المحليين.. أتساءل أي تعبئة حصل عليها اللاعبون قبل المباراة ليدخلوا الإياب أمام السد وصك الغفران_عفوا_ “صك التأهل” بجيوبهم، فلولا رداء من الله اسمه “الستر” ودعاء الصالحين لكنا “أوت” الآن.