|




تركي السهلي
كبير الرياض
2019-10-28
لا جدال بأن نادي النصر هو كبير الرياض ولولا وجوده في العاصمة لغدت كرة القدم لدينا باهتة بلا طعم ولا لون ولا رائحة.. إنه النكهة الخاصة التي بدونها لا قيمة للأشياء وبوجودها لكل شيء معنى.
أنهى العالمي الأصفر بالأمس مباراته مع الهلال كما يجب.. الفريق الذي يُعيد الأزرق إلى واقعه ويتركه لمواجهة مصيرة يعرف كيف يقتنص الفرص. فاز العاصمي الكبير بالمواجهة الدورية ليأخذ مساحته منها ويعلن انطلاقته نحو النزال الأخير بروح أكثر إصرارًا على محافظته على لقبه الاستثنائي وصورته الزاهية. لا أحد يقوى على إلغاء لون النصر إن هو أراد ذلك.
بالأمس ظهرت شخصية كل عنصر في الفريق البطل وكانت لدى الجميع حالة إدراك كبرى بقيمة من ينتمون إليه ويمثلونه، فطغت الجماعة على الفرد وانصهر الجميع في لون النصر فحققوا الفوز. كانت الأدوار في توزيع مذهل هيأها عبدالرحمن الحلافي ومن معه وأشرف على المنظومة فيتوريا "النشيط" هذه المرة، وأنهاها اللاعبون بطريقتهم الخاصة.
الجهد المبذول بتناغم لا بد أن يُعطي نتيجة سليمة وهذا ما فعلته إدارة النصر قبل موقعة الجامعة، فالرواتب دُفعت والمكافآت رُصدت والتجهيز كان على أكمل وجه.
في الحالة الفنية في الملعب أظهر مدرب النصر شخصيته وأعطى كل لاعب من فرقته مساحة في ملعب الفريق الأزرق، فانكشف الدفاع والوسط الهلالي تمامًا وبدت إمكانات الزرق بوجهها الحقيقي، ولم تستطع المجاراة، وظهر جليًّا كيف أن أمرابط لا يأبه بأي ند ولا يقف دون أن يقول للجميع من هو وماذا سيفعل. مذهل هذا المغربي الأصل وله في كرة القدم رؤية خاصة.
في رأيي، أن النصر كان أقوى عزمًا وأكثر رغبة من الهلال وأقل خوفًا أيضًا، لذا نجح وحصل على ما يريد.. أن يبقى في المنافسة وألّا يتراجع مهما كانت المسببات، وهذا كان سر القوة الصفراء في ملعب جامعة الملك سعود أمس.
أمام النصر معركة طويلة الآن وما الكسب الأخير إلاّ خطوة في اتجاه المعارك الكُبرى والمباريات الأشد، وعليه أن يكون مستمرًّا في الطريق وألّا يقف مبتهجًا أكثر من اللازم، فالهلال الذي لم ينل منه لعامين لا يزال في المقدمة وربما تمنحه الأيام حظًّا أكبر من حظه الحالي.
لم يصل كبير الرياض بعد ولم تكن ليلته سوى واحدة، والليالي الطويلة الحالكة مقبلة ولن يمنحه أحد النور إن هو اكتفى بما لديه من فتيل، والدوري مسابقة شاقة وماراثونية والركض فيها لا يتوقف والمنحنيات كثيرة.
إن النجاح الذي حققته الإدارة أمس جزئي ولا قيمة له إن لم يتحقق النجاح الكُلّي.