|


محمد الغامدي
إنصاف النصر وإعلام أبو طبيع
2019-10-31
ليس هناك أجمل من أن ترى المحايدين وهم يكتبون كل أنواع المديح، فهي شهادة راسخة بأنك تبوأت مكانة مستحقة، والنصر أجبر الجميع أن يصفق له في تلك الليلة بعد أن نثر إبداعه الفني داخل مستطيل ملعب الجامعة، فأشرقت شمسه الساطعة من جديد وتجلت نجومه في تلك الليلة وتغنى به المنصفون ورفعوا القبعة احترامًا له..
يقول الدكتور عبد اللطيف بخاري أستاذ الإدارة والقانون بعد مباراة الديربي عما يميز النصر عن البقية أن إبداعاته وانتصاراته على المنافسين تتجسد من خلال أدائه في الملعب تحت الأضواء، وليس من خلف الكواليس ومكر الليل خارج الملعب، ويضيف قائلاً: "فريق النصر بلاعبيه وإداراته وجمهوره استثنائي عالمي حتى في مبادئه وقيمه الكروية، وأحد النماذج المشرفة لأندية الوطن".
أما الزميل أحمد الشمراني فطرح تساؤلاً إجابته بين الأسطر عندما غرد بقوله: "يا حب المحايدين للنصر.. هل من تفسير لهذه الحالة.. زمان يقولون ماجد.. اعتزل من مبطي واستمر الحب.. ساعدوني في فك الشفرة"؟
هذا قليل من كثير وغيض من فيض مما تناوله المحايدون بعد الأداء المبهر الذي قدمه النصر في مباراته مع الهلال، وأكد خلالها عنفوانه الفني وقدرة مدربه ولاعبيه على إعادة الأمور إلى نصابها رغم المحاولات المستميتة من الآلة الزرقاء في نفخ فريقهم ووضعه في برج عاجي عن البقية، وهي حالة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة من إعلام نرجسي اعتاد تحجيم وتقزيم البقية، ولكن كالعادة تدور الدوائر ويعيدهم النصر لجادة الصواب.
لن أتطرق إلى مجريات اللعب والنهج التكتيكي الذي اتبعه الداهية فيتوريا وسطره حمد الله ورفاقه، كونها أخذت حقها من التفصيل والتحليل، لكننا أمام حالة زرقاء في يقيني أنها ميؤوس منها، ألا وهي التشكيك المتواصل وهو ــ مرض عضال ـ يلازم آلته وأدواته الإعلامية بعد كل خسارة مباراة أو بطولة، واسترجعوا الذاكرة لتجدوا أنهم جُبلوا منذ عقود مع الجميع.
يقول الزميل الإعلامي صالح الطريقي: إن الهلال كان يحتاج لصفعة من النصر عله يستيقظ من أوهامه التي صنعها له إعلامه الساذج.
والحق أن هذه الصفعة برغم ألمها وتأثيرها وتداعياتها، إلا أنها قد تكون مفيدة ليعيد الهلال وإعلامه لترتيب صفوفهم قبل موقعة أوراوا التي أكمل فيها الفريق هذه الأيام عشرين عامًا، أملاً في تحقيق حلمه المنتظر ويظفر بالوصول للعالمية، وإن كنت أجزم أنهم لن يتورعوا مستقبلاً في ممارسة عنجهيتهم ونرجسيتهم المعتادة، وأبو طبيع ما يجوز عن طبعه.