|


صالح الخليف
هذا مكان الخبر
2019-11-01
لا يمكن أن يفقد الخبر في الصحافة مكانته.. هذا محال ومستبعد ومن سابع المستحيلات.. الخبر هو أساس العمل الصحفي.. من الخبر ينطلق التقرير ويظهر التحقيق ويبرز الحوار.. حينما تستضيف الصحافة شخصية بارزة أو نجماً شهيراً أو اسماً لامعاً فإن كافة الأسئلة المطروحة تدور حول أخبار مهمة متداولة وإلا ما فائدة الحوار إذن..؟!
كثيرون من الواقفين على الضفة الأخرى رافعي شعارات نهاية الصحافة يستشهدون بأن الخبر خرج تماماً من جلباب الصحافة، ولهذا يفترض أن تلوح المهنة الصامدة بإشارات الوداع خاصة في زمن السوشال ميديا الذي ساهم بشكل مباشر في تعجيل وتسريع دورة الحياة، لكن هذا الكلام ورغم واقعيته وملامسته للحقيقة من كل الجوانب، إلا أنه يفترض التعامل معه بطريقة دافعة ومحفزة للانتصار والتحدي ومجابهة المصاعب، فإذا كان الخبر يمثل عبئاً ثقيلاً على الباحثين عنه في سنوات خلت قبل أن يكتشف الأمريكان ويقدموا لأهل الأرض أهم إنتاجات حضارتهم وتطورهم وتقدمهم على سائر البشر بتطبيقات تويتر والسناب شات والإنستجرام وأشقائهم، فسيكون بطبيعة الحال اصطياد خبر في ظل هذا الحصار التقني أكبر قيمة وأقوى أثراً وأكثر دافعاً.. حينما تنفرد أي صحيفة وينفرد أي صحفي بخبر خاص في هذا الوقت، إنما يكون المردود مضاعفاً..
سابقاً كان الخبر سيد الموقف، لأن الباحثين عن المستجدات يجدون في الصحافة منصة نافذة في تلقي وأخذ المعلومات الموثوقة والمهمة..
في زمن السوشال ميديا تغيرت أشياء كثيرة وفي مقدمتها تركيبة الخبر وتصنيفه وأهميته وقوته وأيضاً مصداقيته.. الصحفي الذي ينفرد بخبر صحيح وقوي في الصحافة، إنما ضرب عشرات العصافير بحجر واحد لا بد أن يكون أولها وأهمها أنه ساهم بكل قوة في إقناع من يمكن إقناعهم باستمرار وبقاء وتمتع الصحافة بأدواتها القوية التي يتصدرها الخبر..
إن كل ما قلته لا يعدو كونه مجرد مقدمة لرسالة بسيطة وصغيرة، وقد لا تكون مهمة.. رسالة أريد أن أرميها بين يدي رفاق الصنعة وأقول فيها بعد التحية والسلام..
لا تتجاهلوا الأخبار القوية والمثيرة والجدلية لمجرد أن السوشال ميديا سيطرت على الفضاء..
حاولوا بقدر ما ترك لكم الزمن بمنح مهنتكم اللذيذة ما تستحقه من اهتمام وعطاء ومساحة..
الخبر إنتاج الصحافة الأول وبضاعتها الثمينة فلا تبخسوها أشياءها خوفاً من تداعيات الأيام التي ليس لكم ذنب فيها..
اهتموا بالخبر، فكل من يقول لكم عكس هذا الكلام أظنه يريد الفوز عليكم حتى وهو لا يعرف ركل الكرة، بينما أنتم تخوضون المباراة في ملعبكم وبين جماهيركم..
اهتموا بالخبر لأنه لكم وأنتم أهله وأصحابه والعارفون بأسراره..
اهتموا بالخبر فلا صحافة بلا أخبار.. هذا هو الخبر الأكيد.