ـ "أحبّيني.. فإن جميع من أحْبَبْتُ قبلَكِ..
لم يحبوني.."
قبل أيام، غرّد عبدالرحمن بن مساعد، واصفًا هذا المقطع الشعري لبدر شاكر السّيّاب بـ "أحزن بيت قرأته في الشعر العربي"!.
ـ رحتُ أحكي لمن هم حولي، عن براعة الالتقاطة، وكيف أن الشاعر يعرف الشاعر!. وأن ما يحلم به كل شاعر هو هذا الصدق المشحون بطاقة سحريّة تبقيه خالدًا!.
ـ واسترسلت: إنّما يلجأ الشعراء لكل أشكال المجاز وتنويعات الصور غاية الوصول لمثل هذه الالتقاطات البسيطة، ليس إلا!.
ـ .. وإن ما يُبهر القارئ العادي قد لا يكون هو ذاته ما يُبهر الشاعر!. ذلك لأن الشعراء مثل سحرة مسارح السيرك يعرفون غالبًا حِيَل زملائهم، وما تقترحه أذهان أهل الشعر من صياغات وتعابير بحسب موسيقى الكلمات وضرورات القافية!.
ـ لذلك تجد أن الشاعر، حين يقرأ أشعار غيره، إنما ينبهر ويُفتن بما يحس أنه جاء مسترسلًا دونما تعب أو عناية أو تزويق من أي نوع، ولكنه مع ذلك جاء محمّلًا بطاقة هائلة، هي ذاتها التي كان يبحث عنها أي، وكل، شاعر آخر بلجوئه إلى الصورة الشعرية وألعاب التّورية والتشبيه!.
ـ أمّا لماذا ينبهر الشعراء ببساطة غيرهم من الشعراء، فلأنهم يعلمون يقينًا أن تلك البساطة ما جاءت إلا عن فيض ربّاني في لحظة عظيمة التّجلّي، لشاعرٍ استقبل هذا الفيض باستعداد تام و"حرفنة" عالية قادرة على تطهير الإحساس من عبثية اللغة!.
ـ ولمّا لم يقاطعني أحد، استطردت أكثر!. ورحت أتذكّر حديثًا لبدر بن عبدالمحسن، عن السّيّاب أيضًا، وكيف كان البدر يحدّثني عن جملة، بل هي أقل من جملة!، يتحدث عنها بحميميّة وإعجاب، رائيًا فيها أحد أهم ما في الشعر من أسرار: "فاحتازها.. إلا.. جديلة"!.
ـ كان بدر بن عبدالمحسن يردد قول السّيّاب هذا من قصيدة "غريب على الخليج"، ويقول: شوف يا أخي!.. لو لم يستثن هذه الجديلة الصغيرة لما كان للاحتياز كل هذا العنفوان والزخم!. كان لا بدّ للاحتياز من نقصان ما ليكشف عن كماله!.
ـ هنا قاطعني أحد الأحبّة، مستغربًا من طرح هذه المقاطع التي رأى أنها "سهلة" قائلًا: هذه حتى أنا، وأنا لست بشاعر، أقدر عليها!.
ـ نُكمل غدًا.. بإذن الله..
لم يحبوني.."
قبل أيام، غرّد عبدالرحمن بن مساعد، واصفًا هذا المقطع الشعري لبدر شاكر السّيّاب بـ "أحزن بيت قرأته في الشعر العربي"!.
ـ رحتُ أحكي لمن هم حولي، عن براعة الالتقاطة، وكيف أن الشاعر يعرف الشاعر!. وأن ما يحلم به كل شاعر هو هذا الصدق المشحون بطاقة سحريّة تبقيه خالدًا!.
ـ واسترسلت: إنّما يلجأ الشعراء لكل أشكال المجاز وتنويعات الصور غاية الوصول لمثل هذه الالتقاطات البسيطة، ليس إلا!.
ـ .. وإن ما يُبهر القارئ العادي قد لا يكون هو ذاته ما يُبهر الشاعر!. ذلك لأن الشعراء مثل سحرة مسارح السيرك يعرفون غالبًا حِيَل زملائهم، وما تقترحه أذهان أهل الشعر من صياغات وتعابير بحسب موسيقى الكلمات وضرورات القافية!.
ـ لذلك تجد أن الشاعر، حين يقرأ أشعار غيره، إنما ينبهر ويُفتن بما يحس أنه جاء مسترسلًا دونما تعب أو عناية أو تزويق من أي نوع، ولكنه مع ذلك جاء محمّلًا بطاقة هائلة، هي ذاتها التي كان يبحث عنها أي، وكل، شاعر آخر بلجوئه إلى الصورة الشعرية وألعاب التّورية والتشبيه!.
ـ أمّا لماذا ينبهر الشعراء ببساطة غيرهم من الشعراء، فلأنهم يعلمون يقينًا أن تلك البساطة ما جاءت إلا عن فيض ربّاني في لحظة عظيمة التّجلّي، لشاعرٍ استقبل هذا الفيض باستعداد تام و"حرفنة" عالية قادرة على تطهير الإحساس من عبثية اللغة!.
ـ ولمّا لم يقاطعني أحد، استطردت أكثر!. ورحت أتذكّر حديثًا لبدر بن عبدالمحسن، عن السّيّاب أيضًا، وكيف كان البدر يحدّثني عن جملة، بل هي أقل من جملة!، يتحدث عنها بحميميّة وإعجاب، رائيًا فيها أحد أهم ما في الشعر من أسرار: "فاحتازها.. إلا.. جديلة"!.
ـ كان بدر بن عبدالمحسن يردد قول السّيّاب هذا من قصيدة "غريب على الخليج"، ويقول: شوف يا أخي!.. لو لم يستثن هذه الجديلة الصغيرة لما كان للاحتياز كل هذا العنفوان والزخم!. كان لا بدّ للاحتياز من نقصان ما ليكشف عن كماله!.
ـ هنا قاطعني أحد الأحبّة، مستغربًا من طرح هذه المقاطع التي رأى أنها "سهلة" قائلًا: هذه حتى أنا، وأنا لست بشاعر، أقدر عليها!.
ـ نُكمل غدًا.. بإذن الله..