|


عدنان جستنية
كن وطنيا و«ادعوا» للهلال
2019-11-08
عندي قناعة ثابتة بأن مَن بنى مشاعر "الكره" لنادي الهلال، هم الهلاليون أنفسهم، بما كان لهم من نفوذ قوي، وسطوة عبر سلطة نافذة، وإعلام أزرق "مهيمن" على كل مفاصل صنَّاع القرار، ما سهَّل ومهَّد للأزرق طريق البطولات محليًّا وخارجيًّا.
- هذا الكره المتزامن مع حقبة زمنية، خفَّ الآن كثيرًا مقارنةً بالسابق، "تقديرًا" لمرحلة، قادها الأمير "الخلوق" عبد الرحمن بن مساعد، ومَن جاء بعده، وإن كان كره النصراويين لا يزال عالقًا في قلوبهم، وسيقى مدى الحياة، لجوانب "تاريخية"، تشكَّلت مع بداية تأسيس هذين الناديين، وحالة "الغيرة" التي زادت ونمت حتى تحوَّل هذا الكره إلى "عقدة" مزمنة بوصفه نتيجة حتمية لـ "مركب نقص" فيه من الضعف، وفرق "شاسع" في عدد تحقيق البطولات والألقاب ما عدا "العالمية" التي تحولت إلى "عقدة" عنوانها "العالمية صعبة قوية يا هلال".
- لهذا لست مستغربًا من رفض معظم النصراويين تشجيع الهلال في مباراته أمام فريق "أوراوا" الياباني، بل وتمنيهم علنًا هزيمته، حتى النادي الأهلي بعض جماهيره وإعلامه "انساقوا" مع النصراويين في التوجه نفسه على الرغم من "الضربات الموجعة" التي تعرض لها "المجانين"، لكنها كانت عليهم بردًا وسلامًا، آخرها ما صرَّح به "السومة" فضائيًّا من أن الأهلي، هو الآخر في التسعينيات الهجرية من القرن الماضي، كان "مكروهًا" للسبب نفسه لما كان يملكه من نفوذ وسلطة "أسوأ" من بني هلال.
- رب سائل يسأل: أين جماهير وإعلام نادي الاتحاد من حالة "الكره" للهلال باعتبار أنه كان "أكثر" المتضررين في تلك الحقبة الزمنية؟ وهنا أقول: هذه المشاعر، وإن وُجدت، لكنَّ هذا الكره كان ملتصقًا بأسماء معينة، اختفت من المشهد الهلالي، وحلَّت مكانها أسماء، غيَّرت الصورة "الذهنية" عن رجالات الهلال، وجزء من إعلامه، بالتالي فجماهير الاتحاد وإعلامه "المتسامحون" الذين يتعاملون مع منطق "الكبير يبقى كبيرًا"، سيكونون هذا المساء "متعاطفين" مع الأزرق، وسيتمنون فوزه بآسيا، ووصوله إلى العالمية.
- بعيدًا عن أي أحقاد وتعصُّب كروي، من واجبنا اليوم بوصفنا سعوديين، وفي هذه المرحلة تحديدًا، أن يطغى "الحس الوطني" على كل أهوائنا وحرياتنا الشخصية، فقد شاهدنا رئيس دولة خليجية، حرص على الوجود في مباراة تخص أحد أندية بلاده في هذه البطولة لمؤازرته ضد ناديين سعوديين، ثم إن الأندية السعودية في حاجة إلى "منجز" كروي بعد غياب دام "20" عامًا، لذا أجدني اليوم مع الزعيم متمنيًا فوزه، رافعًا شعار "كن وطنيًّا، وادعوا للهلال" بالتوفيق من منظور المثل القائل: "علشان عين تكرم مدينة"، وهذه المدينة هي وطننا الغالي.