|


أوزبكستان.. علماء الحديث وفريق لا يهزم على أرضه

الرياض – عبدالرحمن عابد 2019.11.13 | 10:36 pm

قد لا تبدو أوزباكستان بلدا معروفا للكثيرين، إذ تُعتبر بلد المآذن المتلألئة والقباب الفخمة المشهورة بأشجار التوت والصنوبر، دولة حديثة نتجت عن حضارات متعددة، بداية من طريق الحرير القديم مرورا بفترة حكم جنكيزخان، انتهاء بحكم الأمير تيمور وأخيرا الاستعمار السوفييتي.



في فبراير 1992 أجرى الأمير الراحل سعود الفيصل زيارة قصيرة إلى العاصمة الأوزبكية طشقند، آنذاك كان يترأس وزارة الخارجية السعودية، بينما كان هدف رحلته إقامة علاقات ثنائية مع الأوزبكيين بقيادة رئيسهم إسلام كريموف، حيث اعترفت الرياض بهم كدولة مستقلة بعد انهيار النظام الشيوعي.



اعتقد أهل أوزباكستان أن الاستقلال فاتحة خير لبلادهم، ولكن شمس خراسان الكبرى دخلت في غروب سياسي واقتصادي لمدة ربع قرن، ما تسبّب في انخفاض مستوى الحرية وتراجع حقوق الإنسان، بجانب ارتفاع نسب البطالة وإدمان المخدرات وسط انتقادات عالمية حادة.



لا يعرف أغلب العامة أن بخارى وسمرقند وخوارزم تقع هناك، إذ قدمت تلك المدن التاريخية جيلا كبيرا من العلماء سواء كانوا مفكرين أو مخترعين ومحدّثين، على رأسهم إمام الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، وابن سينا والفرغاني والفارابي والبيروني والخوارزمي والنسائي والترمذي وغيرهم ممن نشروا النور في أنحاء المعمورة.



تتمتّع «لؤلؤة آسيا» بالسحر الجذاب وجمال الطبيعة من أراضي صحراوية وجبال عالية مكسوة بالثلوج وأنهار وفيرة المياه، ويكفي تلك الأرض الآسيوية أنها تضمّ قبر الصحابي قثم بن العباس بن عبد المطلب، ابن عم الرسول رضي الله عنه، كما تحتوي أحد متاحفها على أقدم نسخة من القرآن الكريم، ويُعتقد أن الصحابي عثمان بن عفان كان يقرأ منها عندما استشهد عام 656 ميلاديا.



يقولون في مدينة بخارى إن الرجل الفُكاهي «جحا» مرّ من هنا، تلك الشخصية المرحة الحكيمة التي تناقل الناس أخبارها في الموروثات الشعبية العربية، حيث تجد تمثاله في وسط المدينة برفقة حماره الشهير الذي امتطاه بالعكس. ولعل أبرز قصصه المتداولة في أوزباكستان حينما صعد إلى منبر المسجد وقال للحاضرين: "هل تعلمون ما سأقولهم لكم أيها المؤمنين؟".



تربط طشقند بالسعودية علاقات سياسية وتجارية ودينية، وقبل 6 أسابيع فقط التقى رجال البلدين ضمن قمة استثمارية. بينما رياضيا لم يفز السعوديين هناك، في المقابل لو سألت أي مواطن سعودي في الرياض أو جدة عن مدى معرفته بأوزباكستان، سيشير حتما إلى «هاتريك» الشلهوب بكأس آسيا 2000، أما تعليقه الثاني سيتناول صحن رز البخاري الحديدي المتوّج بحبّة دجاج شواية.