|


أحمد الحامد⁩
يوميات متوقف عن التدخين
2019-11-18
ما زلت مقاوماً، 23 يوماً من دون تدخين، 23 يوماً وأنا أقاوم كل مواد الإدمان في السيجارة التي تدعوني لاسترجاعها في دمي، أشعر بالأعراض الانسحابية تزداد، وأتخيل مالك شركة التدخين التي كنت أدخن السجائر التي تصنعها شركته وهو يقول: هل عاد ذلك العربي للتدخين أم ما زال مقاومًا؟! .
لا شك أن شركات التبغ تعمل من دون ذمة أو ضمير، لا يهمها سوى جمع المال على حساب أرواح البشر، ويُتْم الأطفال وترمل النساء، لا يهمهم موت أحد فهم كما يقولون لم يجبروا أحد على التدخين.
منذ أيام وأنا أشعر بأن صحتي أفضل، لا سعال، ونفسي أقوى، وصدري لم أعد أستمع إلى صفيره، بدأت أتذوق الأطعمة بصورة أفضل، وبدأت أشتم الروائح بصورة غير مسبوقة، لم أعد أستيقظ لغاية الثانية والثالثة بعد منتصف الليل، ما إن تأتي الحادية عشرة مساءً حتى أشعر بالنعاس يدفعني نحو السرير لأستيقظ مبكرًا، اكتشفت بأنني لا أحب القهوة بالحجم الذي كنت أتخيله، اتضح أن شربي للقهوة كان بدافع مصاحبة السيجارة، لم أعد أشرب عدة فناجين كل يوم، قد يكون كوباً واحداً في المقهى الذي بدأت أجلس به مدة ساعتين أو ثلاث من دون أن أخرج كل نصف أو ساعة لأشرب السيجارة، شعرت بأنني أصبحت أكثر حدة، أحاول الابتعاد عن المدخنين، لم أعد ألتقي بهم إلا في الضرورة القصوى، مازلت أذكر ذلك اليوم وتلك اللحظة التي أشعلت بها السيجارة الأولى، هكذا دون سبب، شعور بالفراغ وقلة خبرة بضرر التدخين، تلك التصرفات التي يستسهلها الإنسان دون علمه بأن إحداها ستأخذ حياته إلى منحى آخر، مازلت مقاوماً، 23 يوماً وشركات التدخين نقص منها واحد من زبائنها القدامى، الشركات التي تبيع 18 مليار سيجارة في اليوم، هل شعروا بالنقص الحاصل من توقفي عن التدخين؟ لا أظن ذلك، فمع كل شخص يتوقف هناك آخر يبدأ، أحياناً أتساءل بسذاجة: لماذا لا يغلق العالم مصانع التدخين طالما أنها تقتل مليونًا وربع المليون سنوياً من سكان هذا العالم، بحث صغير على الإنترنت ووجدت الإجابة، فمن دون احتساب السوق الصينية تبيع شركات التبغ ما يصل قيمته إلى 780 مليار دولار سنوياً! آمل أن أبقى مقاوماً.. حتى أستطيع الانتصار لنفسي.