يقوم "بيير بايارد" بلعبة خطرة، تُبنى على هذا الأساس: "إن جزءًا من المؤلّف لا ينتمي إليه شخصيًّا، بل يتموضع في الآخر"!. فإذا ما كان القارئ حصيفًا، ومُلمًّا، ومسترسلًا في النوع الأدبي الذي ينتمي إليه، فإنه وفي معظم الحالات ينجح في، أو يجنح إلى، استدعاء مؤلّف آخر يجده مُذوّبًا، أو يوجده فيذوّبه، في المؤلّف الحقيقي للعمل!.
ـ حتى الآن هذه لعبة، لكنها لم تصل بعد لمرحلة الخطورة. يحدث ذلك حينما يتجاسر "بايارد"، داعيًا القارئ إلى أن يكون جسورًا هو الآخر، وينتقل بالمسألة من خانة المقارنة إلى خانة الاستعارة!.
ـ يُسمّي ذلك بالاستعارة النشيطة لدى القارئ والتي تُشبه الاستعارة الأدبية لدى المؤلّف!. المقارنة التي كان ميزانها أدوات التشبيه: زيد مثل عمرو، أو زيد كأنه عمرو، تصبح ماضيًا، يصير حاضر اللعبة: زيد هو عمرو!.
ـ بدءًا من هذا الانحراف التاريخي الأدبي تبدأ الخطورة الممتعة، والمنتمية إلى حقيقة لا جدوى من إنكارها، فنحن فعلًا، ومن أوّلنا إلى آخرنا فيما يبدو، لا نقدر على الاحتفاظ بالنظرة ذاتها للوحة فنيّة ما، فيما لو عرفنا أنها لفنّان مشهور بعد أن عُرضت لنا على أنها لفنّان مجهول، أو العكس!.
ـ وبما أنه لا جدوى من إنكار مثل هذه الحقيقة، التي كثيرًا ما تُربك موقفنا ونظرتنا وحتى هندامنا!، فلنتصالح معها، ولنحاول الاستفادة منها!. من هنا يأخذ عمل "بيير بايارد" جديّته وقيمته، وتتضخم خطورة اللعبة أكثر!.
ـ هناك ناس، ومنذ أن حضروا، صار لهم في كل عُرس قُرص!. من أشهرهم فرويد!. هذا ملعبه!. يحضر متأبطًا أوراقه التي هزّت عرش شكسبير نفسه، فهو أشهر، وقد يكون أهم، من شكك بحقيقة نسبة تلك الروائع لشكسبير!. بعد فرويد صار من السهل على كل من يريد ترجيح أن شكسبير ليس سوى اسمًا مستعارًا لكاتب آخر!. وما دام الحبل وصل رقبة شكسبير فمن السهل اتهام أي أحد!.
ـ تعتمد لعبة الكتاب المهم هذا، على ما يشبه الفطرة في الإنسان من حيث التّلصّص والنميمة!. قيمة النص لا تبقى على حالها عندما يغمز لنا أحدهم بأن كاتبها فلان وليس علّان!. حين يلمز أحدهم بأن هذه القصيدة مسروقة أو مُشتراة بسريّة تامّة!. الأسماء المستعارة تنويع للعب على هذا الشغف وبه!.
ـ كيف يمكن لمثل هذه اللعبة أن تكون مفيدة؟!. حسنًا، جرّب مثلًا، سحب بساط "سَمَوْتَ عصيّ الدمع" من أبي فراس الحمداني!. شكّك، ولو على سبيل اللعب، أنها للمتنبّي!. سيبقى النص على ما هو عليه، وتتغيّر الدّلالات، أو تتعدّد!.
ـ بعد سحب هذه القصيدة من أبي فراس، سوف تكتشف عجبًا: ثلاثة أرباع الهالة المحيطة بالأمير الحمداني سوف تتبخّر!. الأمر الذي يمكنك بعده مراجعة ديوانه فنيًّا وجماليًّا، بأقل قدر ممكن من الخوف!. أو يتكشف لك النقيض، وأن الحمداني ظُلِم بتسيّد هذه الرائعة، تسيّدًا غطّى على جماليات قصائد له، لم يترك لها هذا النص مجالًا لأخذ ما تستحق من مكانة!.
انتهيت؟! أعد له قصيدته، ما لم تكن تمتلك أدلّة عقلانيّة أدبيّة وتاريخيّة كافية!.
ـ هناك أيضًا، أسماء لها توقير وتقدير ديني، وجلالة عقائديّة، كتبت شعرًا. بعضهم له دواوين!. جرّب اللعبة معهم، ولسوف تتمكن من فصل الجميل عن الجليل بسهولة!.
اعكس الأمر، ولسوف تجد أن نصوصًا، مُهملة تقريبًا، لأسماء لم تتمتّع أبدًا بمثل هذا الحصانة الواقية، قد شُحِنَتْ بوقار، لم تكن تحسبه فيها في الأصل!.
ـ وكما نجح الكتاب في إزاحة "لويس كارول" مقدار قرن من أجل تذوّق صحيح، أو مغاير، لأعماله، يمكن لنا فعل ذلك مع كتّاب وأدباء عرب كثيرين، مثل التوحيدي والجاحظ، وغيرهم!.
ـ الاستعانة بالخطأ المُبدِع، هكذا يُسمّي "بيير بايارد" لعبته، التي يشترط لها "وجود قارئ خاص بثقافته وحساسيته"!. كدتُ أنسى اسم الكتاب: "ماذا لو غيّرت الأعمال الإبداعية مؤلّفيها"؟!.
ـ حتى الآن هذه لعبة، لكنها لم تصل بعد لمرحلة الخطورة. يحدث ذلك حينما يتجاسر "بايارد"، داعيًا القارئ إلى أن يكون جسورًا هو الآخر، وينتقل بالمسألة من خانة المقارنة إلى خانة الاستعارة!.
ـ يُسمّي ذلك بالاستعارة النشيطة لدى القارئ والتي تُشبه الاستعارة الأدبية لدى المؤلّف!. المقارنة التي كان ميزانها أدوات التشبيه: زيد مثل عمرو، أو زيد كأنه عمرو، تصبح ماضيًا، يصير حاضر اللعبة: زيد هو عمرو!.
ـ بدءًا من هذا الانحراف التاريخي الأدبي تبدأ الخطورة الممتعة، والمنتمية إلى حقيقة لا جدوى من إنكارها، فنحن فعلًا، ومن أوّلنا إلى آخرنا فيما يبدو، لا نقدر على الاحتفاظ بالنظرة ذاتها للوحة فنيّة ما، فيما لو عرفنا أنها لفنّان مشهور بعد أن عُرضت لنا على أنها لفنّان مجهول، أو العكس!.
ـ وبما أنه لا جدوى من إنكار مثل هذه الحقيقة، التي كثيرًا ما تُربك موقفنا ونظرتنا وحتى هندامنا!، فلنتصالح معها، ولنحاول الاستفادة منها!. من هنا يأخذ عمل "بيير بايارد" جديّته وقيمته، وتتضخم خطورة اللعبة أكثر!.
ـ هناك ناس، ومنذ أن حضروا، صار لهم في كل عُرس قُرص!. من أشهرهم فرويد!. هذا ملعبه!. يحضر متأبطًا أوراقه التي هزّت عرش شكسبير نفسه، فهو أشهر، وقد يكون أهم، من شكك بحقيقة نسبة تلك الروائع لشكسبير!. بعد فرويد صار من السهل على كل من يريد ترجيح أن شكسبير ليس سوى اسمًا مستعارًا لكاتب آخر!. وما دام الحبل وصل رقبة شكسبير فمن السهل اتهام أي أحد!.
ـ تعتمد لعبة الكتاب المهم هذا، على ما يشبه الفطرة في الإنسان من حيث التّلصّص والنميمة!. قيمة النص لا تبقى على حالها عندما يغمز لنا أحدهم بأن كاتبها فلان وليس علّان!. حين يلمز أحدهم بأن هذه القصيدة مسروقة أو مُشتراة بسريّة تامّة!. الأسماء المستعارة تنويع للعب على هذا الشغف وبه!.
ـ كيف يمكن لمثل هذه اللعبة أن تكون مفيدة؟!. حسنًا، جرّب مثلًا، سحب بساط "سَمَوْتَ عصيّ الدمع" من أبي فراس الحمداني!. شكّك، ولو على سبيل اللعب، أنها للمتنبّي!. سيبقى النص على ما هو عليه، وتتغيّر الدّلالات، أو تتعدّد!.
ـ بعد سحب هذه القصيدة من أبي فراس، سوف تكتشف عجبًا: ثلاثة أرباع الهالة المحيطة بالأمير الحمداني سوف تتبخّر!. الأمر الذي يمكنك بعده مراجعة ديوانه فنيًّا وجماليًّا، بأقل قدر ممكن من الخوف!. أو يتكشف لك النقيض، وأن الحمداني ظُلِم بتسيّد هذه الرائعة، تسيّدًا غطّى على جماليات قصائد له، لم يترك لها هذا النص مجالًا لأخذ ما تستحق من مكانة!.
انتهيت؟! أعد له قصيدته، ما لم تكن تمتلك أدلّة عقلانيّة أدبيّة وتاريخيّة كافية!.
ـ هناك أيضًا، أسماء لها توقير وتقدير ديني، وجلالة عقائديّة، كتبت شعرًا. بعضهم له دواوين!. جرّب اللعبة معهم، ولسوف تتمكن من فصل الجميل عن الجليل بسهولة!.
اعكس الأمر، ولسوف تجد أن نصوصًا، مُهملة تقريبًا، لأسماء لم تتمتّع أبدًا بمثل هذا الحصانة الواقية، قد شُحِنَتْ بوقار، لم تكن تحسبه فيها في الأصل!.
ـ وكما نجح الكتاب في إزاحة "لويس كارول" مقدار قرن من أجل تذوّق صحيح، أو مغاير، لأعماله، يمكن لنا فعل ذلك مع كتّاب وأدباء عرب كثيرين، مثل التوحيدي والجاحظ، وغيرهم!.
ـ الاستعانة بالخطأ المُبدِع، هكذا يُسمّي "بيير بايارد" لعبته، التي يشترط لها "وجود قارئ خاص بثقافته وحساسيته"!. كدتُ أنسى اسم الكتاب: "ماذا لو غيّرت الأعمال الإبداعية مؤلّفيها"؟!.