|


بدر السعيد
«الرائع» والعشرون من نوفمبر
2019-11-30
قبل أسبوع من اليوم كنت في اختبار مهني قبل أن أختار موضوع المقال الذي كان علي أن أكتبه وأرسله للصحيفة في الليلة التي تسبق نهائي القارة.. وفي موقف كهذا لا أعتقد أن كاتباً سيتجاوز الحدث الأهم حينها إلا إذا كان يعيش في كوكب غير كوكبنا أو قارة غير آسيا.. وعلى قدر ما كانت الثقة تحيط بي تجاه نتيجة اللقاء، إلا أنني كنت أخشى من مفاجأة كروية "غير شريفة" قد تعصف بآمال رجال وأحلام وطن.
استعنت بالله وعنونتها بـ"في سايتاما.. يكرم الهلال ولا يهان"، بعد نفس عميق ملأ صدري بقدرتنا على العودة مجدداً للتربع على عرش آسيا..
وقد حصل ما سعى له الجميع.. حصل ما انتظرناه طيلة الأعوام الأربعة عشر الماضية.. حصل الانتصار وتحققت السيطرة فعادت السطوة السعودية على آسيا من جديد.. حصل كل ما نريد.. فاستيقظنا على أجراس آسيا وطبولها معلنة عودة كبيرها إلى عرشه الذي يفتخر وينتشي حين يكون الأزرق متكئاً عليه.
سجل سالم.. تبعه جوميز بهدف الحسم.. صفر الحكم.. انتهت الحكاية.. الهلال بطلاً لآسيا للمرة السابعة في تاريخه والثالثة للأندية الأبطال.. كان صوت العتيبي مؤثراً وهو يصف ما يشاهده.. وكان الشوالي هو الآخر في زحمة انتقاء عبارات الإشادة والكبرياء.. بينما كان البلوشي طائراً بين سماء آسيا وأرضها مبتهجاً مع بقية الرفاق.. فيما كان المدرج الأزرق في سايتاما يتراقص طرباً انطلق من حناجر "الشقردية" وردته ساحات الوطن ومجالسه.
لحظات ازدحمت فيها أولويات الفرح.. فقد فرحنا للوطن وللهلال.. فرحنا للأسطوري الشلهوب.. فرحنا لرجال تعاقبوا على صناعة فريق عظيم.. فرحنا لجيل هو الأجدر بذهب آسيا وكأسها طيلة السنين الماضية.. فرحنا لكرة القدم الواقعية.. العادلة.. الاحترافية.. كرة القدم التي تريد أن تكون الأجمل حين يحققها الأجدر.. فرحنا لأن من جدّ وجد ولأن من زرع حصد.. فرحنا من أجل المنطق.
فرحنا في لحظة توحد فيها توقيت نصف الأرض في أكبر قارات العالم حين أشارت عقارب ساعات آسيا معلنة أنها "السابعة" بتوقيت الهلال بتاريخ "الرائع" والعشرين من نوفمبر.. اليوم الذي خرجت فيه كل الرياض لتعبر عن فرحتها بعملاقها وابنها البارّ.. حينها اسأذنت "البدر" ومن بعده استأذنت "الرياض" لأصف تلك الليلة قائلاً: آه ما أرق "الهلال" تالي الليل.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..