ـ لا أُرتّب مكتبتي. كل شهرين أو ثلاثة أرمي كتبها لتنظيف الرفوف وإزالة الأتربة عن الكتب، ويحدث في هذه الأثناء أن أوفّق بين غلافين في الحلال!، فأقرّب كتابًا من كتاب، لكنني لا أرتّبها حسب تصنيف مواضيع أو رموز من أي نوع. وحتى في المرّات التي يتم فيها اختراق هذه القاعدة، لا أنجح في إتمام الأمر، يصيبني الملل وأشعر باللاجدوى، ذلك لأنني أدري بأنني سأقوم بتخريب كل هذا الترتيب سريعًا!.
ـ من الطبيعي إذن أن أبحث عن جماليّات الفوضى!. في هذا الشأن قدّم لي “مانغويل” عزاءً مؤنِسًا، بإشارته إلى واحدة من جماليّات فوضى المكتبة، حيث يُمكن لك الالتقاء صُدفةً بما تحتاج إليه بينما كنت تبحث عمّا كنت تريد!.
ـ والفرق بين ما نحتاج إليه وما نريده كبير، وأفضل عمل فني شاهدته يتناول هذا الفرق بشاعرية فلسفية عميقة هو فيلم “داود عبدالسيّد”: أرض الأحلام، بطولة فاتن حمامة ويحيى الفخراني!.
ـ أمس، هزّني رحيل “صالح علماني”. دُرْتُ على رفوف مكتبتي، وحصلت على معنى آخر لغياب التصنيف وفوضى المكتبة!. وبهذا المعنى لقيت كثيرًا من العزاء وارتاحت نفسي وهَدَأَتْ!. فقد وجدت “صالح علماني” في كل رف تقريبًا، فوق، تحت، في الوسط، وفي كل اتجاه وزاوية!. سكنني المعنى: هَرَبَ من الموت، إنه هنا، وهنا، وهناك، وقد التقيه في مكان آخر!.
ـ أُعدّل العبارة: لا أحد يمكنه الهروب من الموت، لكن هناك من يمكنهم الهروب من الرحيل والفراق، هناك من يُمكنهم البقاء معنا، وحثّنا على البقاء مع غيرنا بعد رحيلنا!، ومن هؤلاء صالح علماني دون أدنى شك!.
ـ في تويتر كتبت: كم له من الأفضال على المكتبة ومحبّي القراءة.
بالنسبة لي كنت أُسمّيه العُكّاز!.
كنت أرى أن من لا يقرأ بغير العربية مثلي، إنما هو أعمى أو أعرج!، وأن المترجم الجيّد عكّاز لا غنى عنه، وكان هو شجرة وارفة، كريمة وغريبة: كل غصن منها عكّاز!. يوصلك ثم يعود مكانه لنجدة آخر!.
ـ رافق خبر وفاة “صالح علماني”، خبر وفاة الفنّان الشعبي “شعبان عبدالرحيم”. خمّنتُ سريعًا ما يمكنه أن يدور في رؤوس عشّاق المتناقضات، أولئك الذين يذبحهم هوَس جمعها للخروج بمعنى فاقع، سواءً من حيث المزايدة أو لتبيان الحزن أو الثقافة!.
ـ ونعم، سقط بعضهم سريعًا في هذه الحفرة!. وتمّت المقارنة باستعلاء ناسف للوقار، بين المِيتَتَيْن!.
ـ كتبتُ “سقط سريعًا”، وأنا أعني “سريعًا” هذه تمامًا!. ذلك لأن تزامن الموت يستدعي فعلًا المُقارنة والربط لأوّل وهلة!. من العبث أو التعالي نُكران ذلك!. على الأقل يجب أن أعترف أنني ممّن خطرت لهم فكرة هذا الجمع!. فإن كنت ممّن ينتقد ذلك الآن، ويعتبر الربط هنا انحدارًا أخلاقيًّا، فلأنني رُزِقتُ بالتّريّث قليلًا!، والتفكير بالأمر على نحو آخر:
ـ لم يسبق لصالح علماني وشعبان عبدالرحيم أن جُمِعا معًا في موضوع أو قضيّة أو حتى في ذهن، سوى هذه المرّة!. ولمّا وجدت أن سبب الربط هو الموت، فطنتُ إلى وقاره، وإلى حُرمته، فمحوتُ فكرة الربط من ذهني وقلبي سريعًا. نعم، كان يمكن لي أن أنزلق أيضًا!. لا أحد معصومًا من الخطأ. رحمهما الله..
ـ من الطبيعي إذن أن أبحث عن جماليّات الفوضى!. في هذا الشأن قدّم لي “مانغويل” عزاءً مؤنِسًا، بإشارته إلى واحدة من جماليّات فوضى المكتبة، حيث يُمكن لك الالتقاء صُدفةً بما تحتاج إليه بينما كنت تبحث عمّا كنت تريد!.
ـ والفرق بين ما نحتاج إليه وما نريده كبير، وأفضل عمل فني شاهدته يتناول هذا الفرق بشاعرية فلسفية عميقة هو فيلم “داود عبدالسيّد”: أرض الأحلام، بطولة فاتن حمامة ويحيى الفخراني!.
ـ أمس، هزّني رحيل “صالح علماني”. دُرْتُ على رفوف مكتبتي، وحصلت على معنى آخر لغياب التصنيف وفوضى المكتبة!. وبهذا المعنى لقيت كثيرًا من العزاء وارتاحت نفسي وهَدَأَتْ!. فقد وجدت “صالح علماني” في كل رف تقريبًا، فوق، تحت، في الوسط، وفي كل اتجاه وزاوية!. سكنني المعنى: هَرَبَ من الموت، إنه هنا، وهنا، وهناك، وقد التقيه في مكان آخر!.
ـ أُعدّل العبارة: لا أحد يمكنه الهروب من الموت، لكن هناك من يمكنهم الهروب من الرحيل والفراق، هناك من يُمكنهم البقاء معنا، وحثّنا على البقاء مع غيرنا بعد رحيلنا!، ومن هؤلاء صالح علماني دون أدنى شك!.
ـ في تويتر كتبت: كم له من الأفضال على المكتبة ومحبّي القراءة.
بالنسبة لي كنت أُسمّيه العُكّاز!.
كنت أرى أن من لا يقرأ بغير العربية مثلي، إنما هو أعمى أو أعرج!، وأن المترجم الجيّد عكّاز لا غنى عنه، وكان هو شجرة وارفة، كريمة وغريبة: كل غصن منها عكّاز!. يوصلك ثم يعود مكانه لنجدة آخر!.
ـ رافق خبر وفاة “صالح علماني”، خبر وفاة الفنّان الشعبي “شعبان عبدالرحيم”. خمّنتُ سريعًا ما يمكنه أن يدور في رؤوس عشّاق المتناقضات، أولئك الذين يذبحهم هوَس جمعها للخروج بمعنى فاقع، سواءً من حيث المزايدة أو لتبيان الحزن أو الثقافة!.
ـ ونعم، سقط بعضهم سريعًا في هذه الحفرة!. وتمّت المقارنة باستعلاء ناسف للوقار، بين المِيتَتَيْن!.
ـ كتبتُ “سقط سريعًا”، وأنا أعني “سريعًا” هذه تمامًا!. ذلك لأن تزامن الموت يستدعي فعلًا المُقارنة والربط لأوّل وهلة!. من العبث أو التعالي نُكران ذلك!. على الأقل يجب أن أعترف أنني ممّن خطرت لهم فكرة هذا الجمع!. فإن كنت ممّن ينتقد ذلك الآن، ويعتبر الربط هنا انحدارًا أخلاقيًّا، فلأنني رُزِقتُ بالتّريّث قليلًا!، والتفكير بالأمر على نحو آخر:
ـ لم يسبق لصالح علماني وشعبان عبدالرحيم أن جُمِعا معًا في موضوع أو قضيّة أو حتى في ذهن، سوى هذه المرّة!. ولمّا وجدت أن سبب الربط هو الموت، فطنتُ إلى وقاره، وإلى حُرمته، فمحوتُ فكرة الربط من ذهني وقلبي سريعًا. نعم، كان يمكن لي أن أنزلق أيضًا!. لا أحد معصومًا من الخطأ. رحمهما الله..