|


هيا الغامدي
ندرة المواهب.. القاعدة والحلول الوقتية
2019-12-05
صناعة كرة القدم الحقيقية تبدأ من الاهتمام بالناشئين، فإذا كانت القاعدة قوية كان البناء قويًّا وعلى أساس راسخ. الاهتمام بالقاعدة هو الطريق الذي يقود لتحقيق الطموحات المستقبلية إذا كنا نبحث عن الصناعة وعمل نجني ثماره طويلاً سنوات لا مجرد حلول وقتية تأتي وتذهب مع أصحابها.
وللأسف ضعف الاهتمام بالنشء قتل الموهبة الوطنية وتسبب بندرتها، أنانية الأندية فاقم المشكلة، فكل رئيس يأتي يريد تحقيق نتائج سريعة “وقتية”، ليس لديه الوقت والصبر على تجهيز وإعداد موهبة من الصفر والاستثمار بابن النادي المنتج الوطني، فتذهب أموال الأندية بجلب العنصر المعلب الجاهز السريع، وكل رئيس يأتي بحلول وقتية ويأتي من بعده ويلغي ما قبله وهكذا.. يجب أن نعترف بأن ليس لدينا صناعة كرة قدم حقيقية للمواهب والعمل الأكاديمي بالأندية الذي يعمل على تأسيس وصناعة اللاعب منذ سن مبكرة، فعمل الأندية بهذا الإطار مجرد اجتهادات وحلول وقتية سريعة، زاد الأمر سوءًا تكديس الأجانب بالدوري ومن هنا يفترض بأن يكون الاهتمام بالنشء والبناء “مشروع دولة”، فيصبح هو الثابت الوحيد وإن تغيرت الأسماء.
لا ننكر جهود الهيئة العامة للرياضة بعمل اتفاقيات مع الدول المتقدمة كرويًّا كرابطة لا ليغا لأجل تطوير كرة القدم ومن ضمنها إنشاء أكاديمية ومبادرة للكشف عن المواهب بالمملكة تحت إشراف فني من الرابطة. كرة القدم أصبحت علمًا/‏ منهجًا يدرس لا مجرد موهبة، ولا بد من تخطيط وأسلوب علمي ومنهجي واحتراف، الاهتمام بالقاعدة من ناشئين ومراحل سنية ونشر ثقافة الاحتراف بالمجتمع باعتبارها أسلوب حياة.
سر تطور الكرة اليابانية وتفوقها القاري والقاعدة الأساسية “بتفريخ” اللاعبين هي المدارس/‏ الجامعات، حيث نظموا لهم بطولات رسمية ولهم ممثلون بهيئة رابطة المحترفين.. الصين أيضا بلد الاهتمام بالقاعدة والنشء رغم جهودها بتقوية ساعد الدوري بالأسماء والنجوم، البرازيل، ألمانيا، وإنجلترا كل الدول المتقدمة رغم أن لديها ثقافة احتراف ودوريات قوية وحشودًا من الأجانب، إلا أنهم لم يهملوا الاهتمام بالنشء والقاعدة، بحيث أصبح لديهم منتج وطني يعتمد عليه بالمنتخبات وقادر على الاحتراف والإضافة لدوريات العالم.
لا ننكر وجود أكاديميات لكنها “ربحية” هدفها مادي وعمل أرباح ولا تبحث عن المصلحة الوطنية.. كان هناك مشروع لشركة الاتصالات قبل موسمين بشأن نقل المعرفة بمجال كرة القدم مع المان يونايتيد وريال مدريد للمساهمة بتأهيل/‏تطوير الموهبة والناشئين بكرة القدم، ولا أعلم إلى أين وصل خاصة أن الهدف منه تجهيز مجموعة من اللاعبين لمونديال 2022.